السبت، 4 أبريل 2009

شهادات فى مسرح الطفل

رابعا:الشهادات















د.أبو الحسن سلام
2005

































السيد حافظ .. الكادح المسرحي
د. أبو الحسن سلام

يمر العام بعد العام منذ أن كتب السيد حافظ مسرحيته الأولى متخفيا وراء (أوزيريس) الذي وقع به نصه المسرحي الذي صدر في الإسكندرية في أواخر الستينيات ، وأنا أهيئ قلمي للكتابة عن نص ( حدث كما حدث .. ولكن لم يحدث أي حدث ) وعن النص الآخر في نفس الإصدار ( الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء ) ، ذلك لما وجدت فيهما من غرائبية تجتذب القارئ عند مطالعته للعنوان على صفحة الغلاف . لكن سريعا ما أفقد حماسي للكتابة عن فن هذا الكادح المسرحي ، الذي لا يكل ولا يمل ، ولا تفتر حماسة قلمه السيال . وهكذا ظل السيد حافظ يكتب للمسرح ، كتابة عاشق لا ينقطع عشقه لمعشوقه ، وغرقت أنا في دوامة البحث والدراسات المسرحية ، وتأسيس جمعية الدراما بالإسكندرية عام ( 73 – 1989 ) بمساعدة الكاتب المسرحي والشاعر مهدي بندق والفنانة فوزية شبل وزمرة من شباب المسرح منهم ناجي عتمان وسعدية عبد الحليم ويونان نصيف ومحمد إدريس ومحمد الرفاعي ( الناقد بمجلة صباح الخير – الآن) والدكتور حسين الشيخ رئيس قسم الحضارة بكلية الآداب – حاليا – وغيرهم . وأذكر في أثناء رئاستي لجمعية الدراما أن دعاني الأستاذ السيد حافظ لأخرج لفرقة المسرح الطليعي التي كان يديرها بقصر ثقافة الحرية ( مسرحية ثورة الموتى ) لإروين شو، وقمت فعلا باختيار الممثلين وكان منهم الفنان ( أحمد آدم ) وأجريت بعض بروفات التحليل الأدائي ( الترابيزة ) ولا أعرف سبب توقفي بعد عدة أسابيع عن العمل .ثم مشاركة د. لطفي عبد الوهاب في إنشاء قسم المسرح عام 1982 ورئاسة القسم بعد ذلك ، إلى أن أقام السيد حافظ على نفقته الخاصة مؤتمرا علميا بعد عودته من الكويت مباشرة ، حيث جمع نخبة من رجال المسرح ( فنانيه وباحثيه ونقاده ) من دول المشرق العربي ومن مغربه ، فكان لقاء رائدا حول مسرح الطفل في وطننا العربي، أذكر من أقطابه أ.د/ كمال عيد والكاتب التونسي / عز الدين المدني والمخرج الأردني حاتم السيد والدكتورة سهام بدر مؤسس كلية رياض الأطفال . ومن الحق أن نقول إن ذلك المؤتمر كان باكورة الملتقيات الفكرية والفنية حول المسرح في البلدان العربية ، إذ أقامته للمرة الأولى والأخيرة وزارة الثقافة المصرية في عام 1994 م .

ثم كان اللقاء الثاني بيننا عندما دعوته للحديث عن ( المسرح الاحتفالي ) وهو من كتابه وذلك ضمن فعاليات الندوة السنوية التي اعتدنا إقامتها مع مهرجان للعروض المسرحية بجهود شباب الدارسين بقسم المسرح، والذي يتخذ من يوم 27 مارس حتى 31 مارس يوما للاحتفال باليوم العالمي للمسرح ، وقد بادر السيد حافظ بإهدائنا العديد من نصوصه المسرحية التي زادت على العشرين نصا – في ذلك الوقت – مع مجموعة من الإصدارات والمجلات المسرحية .

وفي عام 1989 شاركنا معا في التفكير بإقامة حلقة بحث مسرحية بالتعاون مع الأستاذ نبيل مسعد – مدير قصر ثقافة التذوق بالشاطبي – وكان شعلة من النشاط وقد شاركنا في تلك الحلقة الدراسية: د. صلاح فضل – د. أحمد عتمان – د. عبد العزيز حمودة والشاعر المسرحي مهدي بندق – الكاتب عبد التواب يوسف . وأقيمت على مدى ثلاثة أيام بالمشاركة الرسمية لقسم المسرح بآداب الإسكندرية وقصر ثقافة الشاطبي . وقد صدر كتاب عن مطابع جامعة الإسكندرية قدم له الدكتور أبو عقادة نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة – آنذاك – ضم الأبحاث التي قدمت لهؤلاء الأساتذة . ولا أتذكر أسباب الخلافات التي حدت بالأستاذ السيد حافظ إلى الانسحاب من تلك الندوة والحلقة البحثية – ربما كان بسبب دفاعه عن وضع اسم مؤسسته الثقافية ( رؤيا ) جنبا إلى جنب مع اسم قسم المسرح وقصر ثقافة الشاطبي – في مطبوعات الندوة ، ومعارضة إدارة ثقافة الإسكندرية في عهد رئاسة السيدة وسام مرزوق لذلك ، باعتبار مؤسسة ( رؤيا ) مؤسسة خاصة .

والحق أن ذلك لم يكمن أول ظلم يقع على السيد حافظ ، ولا هو بالطبع آخر ظلم يقع عليه – فيما أعلم .

ثم كان اللقاء الثالث أو الرابع بيننا في عام 1996 حيث شارك في فعاليات (مؤتمر أدب المسرح) بإقليم شمال غرب الدلتا الثقافي الذي أقيم بمدينة مرسى مطروح وقد كان لقاؤنا عاصفا حيث احتد علي الأستاذ السيد حافظ ، ليس بصفتي مقررا لذلك المؤتمر الذي رأسه الكاتب المسرحي والمفكر سعد الدين وهبة ، وشارك فيه المخرج فهمي الخولي والناقد سامي خشبة والدكتور مصطفى عبد الغني ( الأهرام 9 والمخرج حسين جمعة والشاعر مهدي بندق والدكتور مدحت أبو بكر والكاتب أبو العلا السلاموني والدكتور زكريا عناني والسيدة ليلى مهدي رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي وصلاح أبو الكل وغيرهم ؛ ولكن احتداد السيد حافظ كان بسبب عدم تدريس أعماله المسرحية بقسم المسرح بجامعة الإسكندرية، ولا أدري إن كان السيد حافظ محقا في احتداده أم لا . أنا أعلم أنه لم يأخذ حقه من الإعلام ومن الدراسة ، وأتذكر أنني بررت سبب ذلك لضيق الفترة الزمنية المخصصة لتدريس مادة ( المسرح المصري ) إذ هي أربع ساعات في الأسبوع والمفترض أن تغطي تاريخ المسرح المصري على مدى فصل دراسي ( ستة شهور ) فتدرس بدءا من صنوع حتى كتاب المسرح في التسعينيات ، ومن تختار ؟ وما هو مقياس الاختيار – حسب الجيل أم المدرسة الفنية أو الأدوار الريادية أم ماذا ؟ ناهيك عن أن تدريسها بتغير من عضو هيئة تدريس إلى آخر . غير أنني وعدت بأن أوجه طلابي في مرحلة الدراسات العليا لدراسة أعمال السيد حافظ وكتابات جيله المسرحية . وأظنني قد وفيت بوعدي ، بعد أن أخذت أعمال السيد حافظ المسرحية وخاصة مسرحياته للطفل – مكانها في حقل الدراسات المسرحية بقسم المسرح / حيث تناول الباحث ( طارق محمود الحصري ) وهو خريج قسم المسرح ويعمل مذيعا لبرنامج ( أوبرا الإسكندرية ) بالقناة الخامسة ، تناول نصوص مسرح الطفل التي أبدعها الأديب السيد حافظ إلى جانب تناوله النقدي أيضا لأعمال الشاعر والكادح المسرحي سمير عبد الباقي في أطروحته للدكتوراة والتي حازم بها على مرتبة الشرف الأولى في أبريل 2005 م .

وأظن أن هذه أول أطروحة علمية جامعية في مصر تتناول بالدراسة والتحليل والنقد جهود السيد حافظ الإبداعية في مجال ( مسرح الطفل ) تلك الجهود التي اتخذت وبحق منحى جديدا مغايرا لأهداف كتابنا في مسرح الطفل وهو المنحى الذي اتخذه ( برتولد بريشت ) لكن في أعماله الملحمية التي لم يتقصد بها الطفولة ، إذ يفرغ المبدع السيد حافظ ( الحدوتة الشعبية ) أو ( الأسطورة ) من مضمونها التراثي القديم ، ويضع مكانه مضمونا حداثيا في أسلوب تعليمي غير مباشر دون أن يتخلى عن غرائبية العرض وسحر الصور ورشاقة الحوار في درامياته وجمالياته . وبذلك يصل الباحث إلى تميز التعبير المسرحي في إبداعات السيد حافظ المسرحية للطفل واختلاف تناوله المسرحي عن تناول رواد الكتابة لمسرح الطفل.

وكم كنت سعيدا بتلك الندوة التي شارك فيها الأستاذ الدكتور كمال عيد والدكتور كمال الدين حسين والدكتور حسام عطا والمخرج محمود الألفي والدكتور علاء عبد الهادي ونخبة من النقاد المسرحيين، لأنها بادرة طيبة نحو النقدية الواجب لمبدعينا من جيل مسرح الثمانينات، ولسوف أكون أكثر سعادة لو أنني وغيري من رجال المسرح أنجزنا عددا من الدراسات النقدية لأعمال الكاتب المسرحي السيد حافظ – خاصة وأنني لم أتنبه إلى ضرورة تكريمه ضمن ندوة الرواد التي كان المركز القومي للمسرح والموسيقى يقيمها شهريا بالمجلس الأعلى للثقافة عندما كنت رئيسا له . لذلك فإنني أشيد بجهود الصديق السيد حافظ رفيق العمر – وأجد نفسي – مهيئا لدراسة أعماله المسرحية .

خاصة وأنني أعد الآن بحثا عن كتاب المسرح السكندري تحت عنوان ( الثالث المرفوع في المسرح السكندري ) يشكل الجزء الثاني من بحثي الأول عن كتاب المسرح السكندري ، والذي نشر ضمن أبحاث مؤتمر أدب المسرح بإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي الصادر عن الإدارة الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1996 .






































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق