الخميس، 28 مايو 2009

ذاكرة الدكتور ابو الحسن سلام المثقوبة

ذاكرة الدكتور ابو الحسن سلام المثقوبة
بقلم السيد حافظ
نشر الدكتور ابو الحسن سلام هذا المقال
طبول مسرحية خرساء فى أودية زرقاءذاكرة المسرح السكندرىالسيد حافظ : ( - ) أ- نظرة إطارية حول أعمالهبدأ الكتابة للمسرح في أواخر الستينيات . بعد عودته من عمله الصحافي قي دولة الكويت حيث أنشأ( مركز رؤيا الثقافي) الخاص بمنطقة( سموحه بالاسكندرية) وقدم فيه عددا من الندوات في مجال المسرح ، كما استضاف الممثل الكويتي (منصور المنصور) و(عواطف البدر) وهي رائدة إنتاج مسرحيات الأطفال بالكويت . كما أصدر عددا محدودا من الكتب التي أعدت في المغرب عن أعماله المسرحية؛ فضلا عن كتاب حول( الأدب التجريبي) للكاتب والمفكر المسرحي التونسي (عزالدين المدني) كما أقام مؤتمرا لمسرح الطفل علي نفقته الخاصة حيث استضافه بفندق (الحرم) كما استضاف عددا من المسرحيين العرب منهم المخرج( حاتم السيد ) من الأردن والكاتب ( عزالدين المدني ) من تونس ومن مصر( د. كمال عيد - د.سهام بدر عميدة كلية رياض الأطفال - آنذاك - د.أبوالحسن سلام وغيرهم) .لم يستمر المركز في أداء ما رسم له منشؤه - ربما لعدم تسليط الأضواء الاعلامية ولضعف الحركة الأدبية ربما، أو لغياب الحميمية بين أدباء الإسكندرية وفنانيها؛ مع تطلع كل منهم إلي أضواء القاهرة الساطعة ، فضلا عن عدم وجود تمويل شبه جماعي للفكرة نفسها . لذلك حمل فكرته وطوى ملفاتها ورحل إلي القاهرة التي لم يجد فيها بعد مكوث سنوات عدة متسعا لطموحاته ؛ فاضطر إلي الرحيل إلي (دبي) بعد أن نفدت مؤونته المادية وأفرغ ما في جعبته من نصوص مسرحية؛ ليلتحق بصحيفة فنية كما كان في حال رحيله الاغترابي الأول .ب ـ نصوصه المسرحيةأصدر بعض نصوصه الأولي تحت اسم( أوزوريس)1- كبرياء التفاهة في بلاد اللا معني ، سلسلة كتابات معاصرة2- حدث كما حدث ولكن لم يحدث أى حدث ، الطبول الخرساء في الأودية الزرقاء ، الإسكندرة، سلسلة أدب الجماهير 19723- والله زمان يا مصر، الإسكندرية ، الثقافة الجماهيرية 19734- حبيبتي أنا مسافر والقطار أنت الرحلة - الإنسان - أدب الجماهير 19795- هم كما هم ولكن ليسوا هم زعاليك ، أدب الجماهير 19796- ظهور واختفاء أبو ذر الغفارى - الحانة الشاحبة تنتظر الطفل العجوز الغاضب، الخليج للطباعة والنشر، د/ت7- حكاية مدينة الزعفران ، القاهرة المركز القومي للفنون التشكيلية 1986 (بعد عودته من الكويت)8- حكاية الفلاح عبد المطيع ، 1989 . عرضت في احتفالات قسم المسرح جامعة الإسكندرية باليوم العالمي للمسرح و أقيمت له ندوة حول المسرح الاحتفالي 9- الأشجار تنحني - أحيانا - القاهرة ،ط: الفتح 1992 10- ملك الزبالة ، الإسكندرية مركز الدلتا للطباعة 199311- رحلات ابن بسبوسة إلي البلاد الموكوسة ، الإسكندرية ، مركز الدلتا للطباعة 199412- الإشاعة ، القاهرة سلسلة : إشراقات أدبية ، الهئية العامة للكتاب 199413- رسالة للسيد الرئيس ( وهي من أخريات أعماله قبل رحيله إلي (الإمارات(تذكرني لغته المسرحية بحركة تلاطم أمواج البحر؛ لما وجدت الأصوات فيها تتداخل بعضها بعضا كتداخل أمواج البحر ؛ حيث الموجة تلاحق سابقتها : فلا فواصل متمايزة ولا حدود أو أطر خاصة تميز كلام شخصية عن أخري؛ فلا خصوصية؛ فكلام كل شخصية يحتمل أن يكون لغيرها- في كثير من مسرحياته – لا تمييز بين واحدة وأخرى ؛ تماما كموج البحر .. يتشابه كله صوتا وحركة كما أن ما يقوله الكورس يمكن نسبته إلي الصوت الواحد أو إلي مؤد واحد منفرد . ولا يقتصر التداخل في النص المسرحي علي اللغة ؛ وإنما يتحقق أيضا في الشخصيات ؛ إذ تظهر ظهورا فجائيا وتختفي بغتة دونما فاصل أو تمهيد أو ضرورة درامية؛ كما لو كانت شخصيات شبحية. كذلك يعتمد خطابه الدرامي علي فكرة المخلّص الغائب. وحديث الشخصيات في مجمله ينساح عبر التتابع النجوى المتوحد في المبني والمعني والأثر؛ بوصفه نتيجة لصراع ماض؛ أو علي وشك الانتهاء، تماما كما لو كنا أمام موجة تنتحر علي صخرة في أعقاب موجة انتحار جماعيا لانهاية له. (وهنا تحضرني عبارة خلص إليها الفنان( سعد أرد ش) في تقديمته لإصدار يحمل نصين للسيد حافظ إذ يقول: " إن الهدف الأساسي عند الكاتب ليس المسرح في حد ذاته ، ليس الصيغة الفنية علي أى شكل من الأشكال ولكنه الكلمة المضمون إنه يمتلىء بمضمون ما؛ ثم يصبه في قالب فني " ويضيف أرد ش :" فكأنما المسرحية قصيد درامي يذكرنا علي سبيل المثال بقصيدة (ياسين وبهيه) عند نجيب سرور."-----------فى البدء احب ان اتحدث عن المسرحى الفذ الدكتور ابو الحسن سلام هذا الرمز الثقافى المتجدد وعندما اقول الرمز فهو رمز للشباب والاجيال القادمة نعم دون مزح هذا الرجل تعرفت عليه فى السبعينات عام 1970 كا يومها هذا الرجل العبقرى المكافح يعمل عاملا فى شركة النحاس وكان يذاكر ويتعلم لتحسن دخله ومستواه وبالفعل ذاكر منازل وحصل على الثانوية وانتسب لكلية الاداب قسم لغة عربية ونجح وتبناه الدكتور محمد زكى العشماوى واجر غرفة فى مبنى واطلق عليها جمعية الدراما وكان يقدم اعماله الفنية فى معهد جوتة وشركة النحاس والغرفة كان يقرأ نصوصا كان رمزا للكفاح وقيمة نبيلة نادرة مثل كل العظماء ينحت ويقاتل لتحسن ظروفة وتغيير واقعه وكنت افرح به جدا وعندما اسست المسر الطليعى فى الاسكندرية وعيننى المرحوم الكاتب الكبير سعد الدين وهبة مسؤلا عن المسرح فى قصر ثقافة الحرية1975 رغما عن رغبة الاستاذ محمد غنيم مدير القصر حينذاك الذى كان لايريد تعيين اى شخص ففكرت ان استضيف صديقى الرائع دكتور ابو الحسن سلام الى القصر حتى نكون شعبة اخرى للمسرح الطليعى واختار هو مسرحية موتى بلا قبور وبدأت البروفات وكان مدير القصر حينئذ فى دورة الرواد فى القاهرة وعندما عاد محمد غنيم للقصر فوجىء بوجود ابو الحسن سلام فى قاعة توفيق الحكيم يجرى بروفات فدخل عليه وامام الممثلين وصاح فى وجهه انت بتعمل ايه هنا يااستاذ؟ قال انا بخرج مسرحية والسيد حافظ قالى ! قال له اتفضل بره انت والشيوعيين اللى معاك بره القصر وصاح وهاج وماج ودخل غنيم مكتبى وصاح انت عاملى خلية شيوعية هنا ؟ جايب لى ابو الحسن سلام يخرج فى القصر بتاعى؟ انا طردته وانت ستتقدم للتحقيق ياستاذ قلت له هذا فنان موهوب ويجب ان نعطيه فرصة ليخرج مسرحيات هو اخرج فى المركز الالمانى لبريخت قال دا عامل دا جاهل قلت له حرام هو بيدرس فى كليه الاداب واسأل الدكتور عشماوى وفوجئت بان الاستاذ غنيم ابلغ عنى أمن الدوله وفتحول لى ملفا بسبب المبدع ابو الحسن سلام الذى ذاق الامرين وذقت انا من اجله مر المر من أمن الدولة ومن محمد غنيم المدير حينذاك ونجح صديقى العبقرى ابو الحسن سلام وصار معيدا ورئيس قسم وممثلا ومخرجا وعلامة كبرى فى حياة المسرح العربى ةالمصرى والسكندرى ورغم ذللك عين محمد غنيم استاذا فى قسم المسرح على رغم انه اهانه وحاربه وظل ابو الحسن قيمة وعلامة كبرى فى حياتى ولكن ما كتبه عنى الدكتورفى ذاكرة المسرح السكندرى نسى ان يكتب بامانة علمية حيث
1-بدأمقاله (بدأ السيد حافظ الكتابة للمسرح في أواخر الستينيات . بعد عودته من عمله الصحافي قي دولة الكويت ) لم يكتب فى سطر واحد عن سبب سفرى للكويت هربا من امن الدولة ومحمد غنيم الذى كان يتهمنى بالتعامل مع تنظيم شيوعى يديره ابو الحسن سلام ولم يذكر اننى كتبت عنه فى جريدة السياسة الكويتية ثلاث مقالات كبيرة كل منها نصف صفحة ايمانا منىبه وفرحا به انه صار اسما كبيرا
2-ذكر الدكتور ابو الحسن فى مقاله (وعاد من الكويت حيث أنشأ( مركز رؤيا الثقافي) الخاص بمنطقة( سموحه بالاسكندرية) وقدم فيه عددا من الندوات )ونسى الدكتور ان يقول ان السيد حافظ استضاف على نفقته 45 كاتبا وناقدا عربيا مسرحيا على نفقته كان من الممكن فى سطر واحد ان يذكر ذللك وان يذكر ان الخونة من ادباء وفنانى الاسكندرية قدموا شكاوى الى المجلس المحلى لاغلاق المركز وكان اولهم المرحوم مدير مسرح سيد درويش ومدير امن اذاعة اسكندرية ومحمد موسى الكاتب المسرحى والخونة هم الذين احبطو الحلم بتكوين مركزاثقافيا هاما والذى دافع عن المركز الكاتب الدكتور مصطفى هدارة و الكاتب المحترم شريف اباظة
3-وقال الدكتور ابو الحسن سلام (لذلك حمل فكرته وطوى ملفاتها ورحل إلي القاهرة التي لم يجد فيها بعد مكوث سنوات عدة متسعا لطموحاته ؛ فاضطر إلي الرحيل إلي (دبي) بعد أن نفدت مؤونته المادية وأفرغ ما في جعبته من نصوص مسرحية؛ ليلتحق بصحيفة فنية كما كان في حال رحيله الاغترابي الأول ) لم يقل الدكتور اننى رحلت لدبى بعد ان خاننى الوطن والمثقفون ولم استطع علاج زوجتى وابنى والدولة والامة العربية تخلت عنى واولهم المثقفون ومنهم الدكتور صديقى ولم يقل الدكتور ان مؤلفات السيد حافظ 112 مسرحية فى 68 كتابا وانه اول كاتب صاحب مشروع كتابة مسرحية له 44 مسرحية فى المسرح التجريبى و16 مسرحية اطفال قدم له فى الكويت والبحرين والامارات وقطر 12 مسرحية وان مسرحيتى سندس عن القضية الفلسطينية قدمت فى اكثر من 3 الاف مدرسة فى مصر واننى فى القاهرة قدمت 10 مسلسلات تلفزيونية فى شركة صوت القاهرة وقطاع الانتاج وان ابنى الفنان الدكتور هانى ابو الحسن سلام كان يمثل فى احدها وكان رائعا
4- نسى الدكتور ابو الحسن اننى لم التحق بمجلة فنية فى الامارات بل كان لى شرف تأسيس مجلة الشاشة اول مجلة فنية خليجيجية فى الوطن العربى عن الفضائيات وعن تكنولوجياا الشاشة كتب فيها الابنودى واحمد فؤاد نجم ومحمود ياسين ونور الشريف وفريدة النقاش ومحفوظ عبد الرحمن وهانى رمزى ويوسف شعبان و 68 كاتبا وكاتبة من كل الوطن العربى والمجلة كانت تبعا لحكومة دبى وعملت مع العبقرية الفذة الاعلامي الشاعر الكبير سيف المرى واننى انشات فى الامارات مجلة المغامر للاطفال باللغتين العربية والانجليزية واننى اتصلت به من دبى وحدثته وطلبت ان يتفضل ويكتب قال انا اسف عندى مشاكل فى القسم فى الكليه مؤامرة حقيرة عليا ياسيد يتهمونى بكذا و بكذا قلت له لاتدعهم يهزمونك اكتب وسندفع للك خمسمائة دولار فى المقال ولم يكتب لمشاكله فى القسم
5- نسى الدكتور ان يقول ويكتب اننى الكاتب الاكثر غزارة فى الدراسات الاكاديمية فالحمد لله اننى قد تفوقت فى عدد الرسائل المكتوبة عنى فى المسرح فى مصر والوطن العربى وامريكا واوربا ويسال فى ذللك الدكتور فوزى فهمى يبدو ان صديقى الدكتور ذاكرته مثل ذاكرة مصر والامة كما قال عنها صلاح الدين الايوبى فى رسالة لعمة نور الدين محمود ذاكرتهم مثل الزير المثقوب فهل استطيع سد ثقب ذاكرة صديقى المبدع الكبير ابو الحسن سلام واخبره انا كتبت اكثر من مائة مسرحيه قدمت 50 مسرحية فى الكويت والعراق وسوريا والمغرب والبحرين من من كتاب العرب والمصريين فعل هذا ياسلام انها مسرحيات ليست خرساء لقد اصدروا قرارا فى الثقافة الجماهيرية بان الكاتب لايقدم له الامسرحية واحدة فى الموسم عندما وجدوا مسرحياتى فى 7 محافظات فى وقت واحد انا وبهيج اسماعيل ياسلام انت فى السبعين من العمر الان اتق الله وقل الحق صلى واستغفر وتب الى الله وسلام

قراءة فى لوحات سعيد العلاوى

قراءة في لوحة
للفنان السعودي سعيد العلاوي
كل هذا العشق للمكان

بقلم : السيد حافظ

سعيد العلاوي من مواليد جدة – السعودية .. وهو واحد من جيل الوسط ، وهو يحمل عبء تغيير وتهيئة الأرض المعرفية بالفنون التشكيلية وهو مغامر وجرئ ولا يدعي في فنه .. إنه صادق جداً ، ويحاول جاهداً من خلال بيت الفن أو بيت التشكيليين في جدة أن يدفع بالحركة التشكيلية إلي الأمام ونحن الآن أمام لوحة له .. " إن الفنان عندما يشرع في رسم اللوحة تكون في مخيلته فكرة عامة عن بناء لوحته بالتكوين الذي يتناسب مع الموضوع ، فإذا كان يرسم من الطبيعة مباشرة سواء كان ذلك منظراً طبيعياً (طبيعة صامته أو حية) فإنه يلتزم بدرجة ما بما يراه أمامه ، من حقه في أن يعيد صياغة الطبيعة علي لوحة وفقاً لرؤيته الفنية الخاصة .. والفنان إذا كان يرسم في مرسمه بأسلوبه الخاص غير خاضع لحرفيه الطبيعة فإن عبء بناء اللوحة سيتحمله وحده حتى وإن كان يرسم من عجالة أسكتش مأخوذاً من الطبيعة " (1) .
سعيد العلاوي عندما يشرع في رسم لوحته فهو خارج كل قوانين الرسم سلفاً فهو لا يخضع لأي قانون محكم حتى تتحقق كل القواعد الفنية التي يجب أن تتوفر لنجاح العمل ، إن القواعد غير المدركة اداركاً واعياً عند سعيد العلاوي ستكون كامنه في مخيلته في اللا شعور وتنطلق من توافق زمني مع إمساكه بفرشاته .. إن سعيد العلاوي شاعر أيضاً فهو يصف اللوحات بشاعريه فيرسم باللون والكلمات ، وعند رسمه للبيوت نجده يسعي إلي عمل معين ببناء خطي فيكفي أ، نري خطوط لنري أنه قد حقق إيقاعا جمالياً .
نحن أمام لوحة 100 × 100سم من الجريلك ، علي قماش إنتاج سنة 1400هجرياً .. إن إحساس سعيد العلاوي بالرقعة 100 × 100 سم تحت تأثيرها هندسياً أو غير هندسي ، منتظمة أو غير منتظمة متمكناً ، حيث نري الشكل في لوحته متناسقاً متوازناً متنوعاً .. الشكل واللون والملمس والتون (الفاتح والداكن) ، مما يجعلنا نتذوق الإيقاع الذي يحدثه في التنوع . إن العلاوي يحاول أن يقدم شكلاً يميل إلي المدرسة التكعيبية ، "والتكعيبيون يلجئون إلي إعادة ترجمة الواقع من خلال تفكيكه وإعادة تصنيعه وفقاً لنقاط تركيز محورية وتثبيت الاهتمام وتوزيعه بصورة ديمقراطية علي السطح ، تمرد علي الواقع المنظور واستبداله بقواعد بديله للتعبير بالظلال والمونوكروميه ، الاعتماد علي الشبكيات المنتظمة للتكوين كعامل لتوحيد الشظايا المكونة للتكوين ، وتطور اتجاه التسطيح اللوني – الملامس ، والسطوح في لوحة العلاوي اختزال للتفاصيل والتعويض بإضافة ملصقات واقعية كأنها رؤية ليلية بين النزوح إلي التجديد التشويه مع ترك قيمة واقعية أو ما شابه .( 2)
إن سعيد العلاوي ينتمي إلي المستقبلين ، والمستقبلين نوعين :
(1) الطرف الأول عقلي برنامجي .
(2)الطرف الثاني يتميز بالنظرة التلقائية واتباع الإحساس الداخلي .
وسعيد العلاوي بين الطرفين وإن كان يميل إلي الطرف الثاني الأكثر تلقائية واتباع للإحساس والجزء الأول يميل فيه إلي حركات التجريد والبدائية والمستقبلية الهندسية والفن البصري والتركيبي .
سعيد العلاوي يقول أنه ينتمي إلي المدرسة التجريبية ونحن نري أنه لا يميل إلي مدرسة بعينها بل يميل إلي المدرسة المستقبلية كما ذكرنا سابقاً ولننظر إلي رأيه في المدرسة التجريدية :
" إن بعض الفنانين التشكيليين والفنانات التشكيليات في وقتنا الحاضر إلي الأسلوب التجريدي في أعمالهم ويفسرون أعمالهم تفسيرات أبعد مما يتصورون أو يدركون ماهية التجريد؟؟ مواقف صعبة هم في غني عنها .
فالتجريد لا يأتي من فراغ بل هي نتيجة تجارب وخبرات طويلة يمر بها الفنان خلال مسيرته وحياته التشكيلية .. والتجريد في الفن التشكيلي هو :
التخلص من آثار الواقع الذي نعيشه ونعبر عنها بشكل رموز ودلالات ذات معاني واضحة ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالواقع ، وأحياناً يوحي لنا الرمز الواحد إلي معاني وأشياء كثيرة ومتعددة مما يتولد لدينا مشاعر وانطباعات متعددة وعديدة وأكثر ثراء .. وحتى يدرك الفنانين ذلك لابد من الوقوف علي بعض الأعمال للفنانين الذين سبقونا في هذا المضمار لتكوين صورة واضحة أمام أعيننا ، وعلي سبيل المثل تذهب أعمال الفنان " هنري ماتيس " أو الفنان " بول سيزان" أو الفنان " بيكاسو " أو " كاندينسكي " وغيرهم إلي صفة العموم فتشاهد الرموز فتشاهد الرموز تشع بالمعاني والأحاسيس فالمرأة يتخذها " هنري ماتيس" مثل أي امرأة في أي مكان وزمان والشجرة المجردة ليست كالشجرة في الواقع وكذا الكرسي والمنضدة والمزهرية وغيرها كثير ، فالفن لا يقاس بمعيار الواقع وإنما الواقع يقاس بمعيار الفن " .
العلاوي أمامنا مشحون بهذه البيوت والأمكنة التي في جدة كأنه جمع هذه البيوت من عدة أماكن من جدة ومن القرى التي حولها ومن ذكرياته وصباه وشبابه عندما كان في صباه .. أنه من جيل حمل الهزائم الوطنية والقومية علي ظهره جيل ثورة يوليو ، هذا الجيل الذي تأثر بكل الشر علي المنطقة وكبر في عهد الملك عبد العزيز هذا الرجل الذي لو قرأنا تاريخية قبل قيام ثورة 1952 ووقوفه مع الحركة التحررية والثورية والمقاومة الشعبية في مصر لاكتشفنا ان قيمته الوطنية الفطرية كانت عظيمة نابعة من إحساسه العروبي .
إن سعيد العلاوي استخدم الألوان المتعددة ، البني بدرجاته ، وتون اللون البني في درجات مختلفة وغير مبتذله ومتزنه ، ومعها الأحمر والأزرق الفاتح وكلها تجتمع بقدر يتوازي مع بناء اللوحة ، فالأحمر علي استحياء ولكنه موجود واللون البني ، بتون مختلف .. واستخدم الشعبيات في هذه اللوحة منها :


(1) النوافذ الشعبية القديمة وكل نافذة تمثل اتجاه .
(2) الأبواب الشعبية القديمة المختلفة .
(3) قبة المسجد القديمة .
سعيد العلاوي هو أحد فناني المملكة المجتهدين وبإصرار يعمل فهو ليس أولهم وليس أخرهم أنه في الصف الأول قد يكون في أي رقم منه لكنه واحد من فناني الحركة التشكيلية العربية الجادة .
http://www.desertdesigns.com/images/Saeed_Al_Allawi1/Saeed_Al_Allawi1.html
http://www.desertdesigns.com/images/Saeed_Al_Allawi1/Saeed_Al_Allawi1.html

الاثنين، 25 مايو 2009

هبة بو خمسين كل هذا الشجن يا سيدتي

وقفة مع

هبة بو خمسين
......... ( في قعر أمنية )
كل هذا الشجن يا سيدتي

هبة بو خمسين .. تذكروا هذا الاسم جيدا .. إنها موهبة متميزة ولدت في أحضان الإبداع الخليجي والكويتي .. أخاف عليها أن تضيع وأن تظلم مثلما ظلمت موهبة من جيل سابق هي الكاتبة فاطمة يوسف العلي التي ظلمت موهبتها وخيم الصمت علي الجميع أو حدث شبه مؤامرة علي فنها .
إن هبة بو خمسين تعلن عن ميلاد موهبة متميزة جديرة .. لا تجيد الدعاية لنفسها أو قيامها بالترويج لقصصها .. وهبة بو خمسين لا تتقلد مركزا حكوميا مرموقا فالوظائف الحكومية عادة ما تدعم الأديب أو الأديبة . أن معظم النقاد يتولون أعمال المسؤولين بالنقد تقريبا وتحسبا .. والنقطة المهمة والهامة إن هبه بو خمسين لا تلهث وراء الموضة والتقليد لبناء القصص التي تحدث أحيانا كصرعة من صرعات العصر ..
وهبه بوخمسين " اكتشفت إن المادة السردية أرضا جديدة وجديرة بالاكتشاف و الارتجال والمغامرة بحثا عن الهدف والكلمة والمضمون الذي يحمل الدراما الإنسانية وتقنياتها المتعددة الدالة علي تطور الوعي الإنساني وإدراكه لمفهوم الشكل الذي يقول لا الشكل المغلق علي نفسه باسوار جديدة " (1)
هبة بو خمسين في مجموعتها الأولي ( في قعر الأمنية ) التي تحتوي علي 20 قصة قسمتها إلى ثلاث أجزاء . الجزء الأول بعنوان ( علي ضفاف الحياة نلتقي ) وتحتوي علي القصص آلاتية ( وجاءت في المنام صبا ـ يوم ميلادي ـ التوقيع ـ بركات الشيخ ـ وللديك الأسود حكاية ـ في الغرفة البيضاء ـ لابد أن يجيء ) أما المجموعة الثانية وتحتوي علي8 قصص فأسمتها للقلب همس يسمع وفتيل يشتعل و تحتوي علي مجموعة قصص هي ( باسم الحب ـ صدفة ذات يوم ـ لحظة من عمر الزمن ـ مصيري في لقاء ـ مرة أخري ـ سطر ـ آوان الرحيل ـ عودة مريده )
أمام المجموعة الثالثة تحتوي علي قصص ( إلى عالم مسالم -في قعر أمنية والقصص مغتربة ـ رنين ذكري ـ ملح دموعنا ـ رسائل شرق ـ قصص قصيرة جدا ) أي ان المجموع 20قصة .
أن هبه بو خمسين مفعمة بالحزن والشجن والإحباط الداخلي ولديها حساسية مفرطة ورغبه في فتح افق يستطيع القارئ ان يشعر بوجود الحياة المشحونة بالشجن .. انها كتله مشاعر صادقة تبحث عن نفسها في القصة وعن المعادل الموضوعي الفني الخفي لتكون هي القصة والقصة هي . وهذا لا يعني غيابها .
ان هبة بو خمسين تأخذ من الحياة وتحمل تجربة إنسانية متميزة وهى لاتنسخ الحياة وانما تنظر أليها بعين الفنانة والكاتبة ترددت كثيرا ان اكتب عن كاتبة جديدة في أول كتاب لها ، ترددت.. لماذا لا اكتب عن أدباء الخليج ، ربما للحساسية التي أطلقها أدباء اليسار العربي ان أدباء النفط اكثر حظوة عند النقاد وان النفط سيجعلهم في مكان الصدارة الأدبية ثقافيا وتجملا وان من يكتب عنهم سيكون متهما بتهمه المال والبحث عن المال ورغم وعي بان أدباء وشعراء الخليج معظمهم فقراء ترددت في الكتابة عنهم وأنا رجل علي مشارف الستين من العمر .. ادركت من خلال مراجعتي لنفسي ان كثيرا منهم موهوب بالفعل ويستحق الكتابة عنهم ولا يهمني النفط ولا لعنه النفط التي امتدت إلى أدباء الخليج مثل لعنه الفراعنة التي اعتقد انها ليست الموت .. ولكن لعنه الفراعنة في رأي هي ان المصريين لا يحترمون الأديب الا بعد موته . يبنون له المعابد والمقابر والحكايات والكتب . ولعنه النفط ان الأديب الموهوب في الخليج متجاهل بالصمت .
من لا يعرف هبة بو خمسين .. ولماذا تكتب ؟
هبه بو خمسين من جيل التسعينات من أدباء الكويت وهي أديبة مثقلة بعبء العشق للقلم والكتابة وهاهي تعري مشاعرها أمامنا وتعترف ( اشعر بتزاحم الكلمات في داخلي الأفكار تتسابق في ذهني فلا أكاد أجارى أحدهما .. تسبقني أو يبقها علي إيقاع موسيقي هادئة تتسلل إلى أعماق روحي يجهدني شعور الفجر عن إطلاق الفنان لقلمي بكل هذا الزخم المحبوس في قلبي وعقلي . امسك القلم تراودني مشاهد مختلفة ) ثم عندما تشعر برغبة في التعديل أو الشطب أو لا أضافه أو تمزق الورقة .. ثم هاهي تقول الحقيقة المخيلة " ( تدور الأحداث في مخيلتي .. أكاد أطير إلى عالم مختلف .. أتقمص الأدوار .. ابتسم .. أحزن .. احب .. أذوب يمكنني أن أكون كل شئ واي شئ !! )
عندما اكتشفت هبه بو خمسين عبر موقع القصة العربية علي الانترنيت ..شعرت بالسعادة بهذه الموهبة وقالت أنا تلميذتك إنني تربيت علي مسرحياتك للأطفال في الكويت والتي طالما داعبت مخيلتي شعرت بأنني كاتبه من طراز آخر .. إنها تحمل الوفاء والنقاء وصدق التجربة .. صدر كتاب هبه بو خمسين عن دار قرطاس للنشر في الكويت وتتناول هذه المجموعة التي قسمتها إلى ثلاث أجزاء .. وسأتكلم هنا عن الجزء الأول باسم ( علي ضفاف الحياة نلتقي ـ وجاءت في المنام صبا ) .. نحن أمام أنثي لها أخت تدعي صبا توائمها ماتت منذ ثلاث سنوات وقد آثرت هذه الوفاة علي الأسرة فالأم مريضه في المستشفي اثر نفسي .. وحمد الأخ سافر إلى أمريكا هروبا .. ماتت صبا اثر حادث وحمد كان السبب كان يجرى خلفها في حديقة المنزل فتعثرت وسقطت في الحديقة وماتت أمام الجميع .. أن حمد يحمل ذنب الوفاة لان أمه قالت له أنت السبب .. لكنه القدر والأم أحست بالذنب فأخذت تعتذر له .. والأم دخلت مستشفي الأمراض النفسية .. ان صبا هنا الضمير رمز الحب .. لقد جاءت صبا بعد موتها لتحتضن العائلة لتعود إلى الحياة لكن الأم ماتت .. القصة لحظه تراجيدية مكثفة علي القارئ .
أما قصة يوم ميلادي .. هي دفقات وسرد ليوم الميلاد بأسلوب تيار الوعي .. فالراوية تتحول من راوية محايدة إلى الراوية العليمة بكل شئ وتتحول الرؤية من الخارج إلى الرؤية من الخلف ) وتقوم الراوية بتوعية القارئ وارشاده (1)
ان هذه القصة حالة من حالات تيار الوعي . (2)
اما قصة التوقيع .. قصه صابرين تلك الموظفة التي عاشت سبع سنوات في الوظيفة تحلم بالترقية وان ترتفع فيسلم درجان العمل .. تحلم بمكتب جديد .. وإنها ستصبح رئيسه قسم .. إن الجميع يشفق عليها .. إنها تلهث وراء المنصب وحلمت بمنصب رئيسة القسم كانت تنتظر توقيع استلام العمل " عطرها صارخ بالجميع .. انا هنا .. تحملت كأنها ستوقف كل من يمر بها واجتمع المدير بالجميع .. كانت تنتظر القرار وهو يتحدث ويرغي ويزبد ثم أمرهم المدير بالعودة إلى مكاتبهم ثم تذكر وصاح صابرين رتبي مع السكرتيرة إلى إرسال توقيعك للاعتماد فسوف تقومين بالتوقيع مؤقتا علي معاملات العمالة الوافدة .. ابتسمت كالبلهاء بكل ما هو مطلوب منها التوقيع علي معاملات من المراجعين بدلا من المسؤولين لتخفيف عنهم . ان هذه القصة لحظة صدمة لطموحات صغار الموظفين تلك اللحظات التي يعشق الكتاب ان يتناولوها في الإنسان البسيط .
أما قصة بركات الشيخ .. فهي من القصص المتميزة في الحبكة والبناء والهدف وهي تنتمي إلى مدرسة الواقعية التقدمية أو التحليلية .. تلك المدرسة التي ظهرت في الستينات وهذا يدل علي ان هبه بو خمسين أسست ثقافتها علي أسس سليمة فالبطلة هنا تبحث عن الإنجاب بعد أربع سنوات من الزواج فتقترح عليها أمها الذهاب للشيخ بركات عبد الرازق .. وهذا الأيمان بالسحر والأعمال والتذوق جزء من تركيبة العقلية العربية وبطلة القصة شعرت باليأس والإحباط فذهبت للشيخ الذي كاد يلتهم جسدها .. قامت بكل الفحوصات الطبية والكل أجمع علي سلامتها وكذا قال زوجها بأنه سليم معافى وقنعا بمشيئة الله حتى أن زوجها ذاته لم يكن ليلح علي هذا الموضوع .
وتكررت زيارتها للشيخ وطالت زيارتها له في الأسابيع الأخيرة وكانت أطول من سابقاتها ولا تذكر منها شيئا .. تخرج من بيت الشيخ متألمة متمزقة الأفخاذ . الم في ظهرها .. في اسفل الظهر وصداع يأكل رأسها .. شكت ان الشيخ يوسعها ضربا قبل أن تغادره وحضر زوجها ذات يوم وسقطت بين ذراعية مغشيا عليها .. استفاقت في المستشفي علي صوت الطبيبة مبروك أنت حامل .. قالت الأم بركات الشيخ عبد الرازق .. صرخ الزوج كيف تكون حاملا وأنا عقيم لا شفاء لي !؟ هذه القصة صفعة .. إنها الصدمة .. إن ولع الناس بالحياة والعلوم الخفية والسحر قد تؤدي إلى كوارث " وهذا الاعتقاد كان سائدا في القرن السابع عشر .. أما عند القرن الثامن عشر ظهر عصر النور الذي سيعيد الاعتقاد بالسحر والسحرة وتسلط الشياطين علي عقول الناس (3)
وفي نفس السياق تجري قصة وللديك الأسود حكاية .. حيث ان الجيران فيحفل عرس يتشأمون من الديك الأسود ذو العرف ويذبحونه ويلقون به في البحر حتى يذهب السحر وعند الاحتفال بالعرس تكتشف ام العروس ان جارتها أم أحمد تأخرت بسبب ان ابنها الصغير الذي فقد ديكه الأسود جسوم ..!!
بين قصة بركات الشيخ والديك الأسود حكاية رابط خفي وجوهري موضوع السحر والشعوذة ونحن الأن مع قصتين في الغرفة البيضاء ولابد ان يحيي .. في القصة الأولي سرد لزوجة حرقها زوجها الذي دمرت حياته .. ودمر زوجته وفي النهاية قد دخلت المستشفي في غرفة بيضاء
وفي قصة ( لابد ان يحيي ) تبدأ القصة علي زوجة في المستشفي أمام الدكتور المعطف الأبيض .. إن البطلة داخل مستشفي الأمراض النفسية .. نري ان صوت بطلة القصة في مونولوج داخلي تتحدث عن رغبتها وضعفها الإنساني فهي عندما تواجه الدكتور ( أرادت الاختباء ما بين مقلتيه .. كنت كطفلة نزقة يسيل لعابها عند النظر إلى قطعة حلوي) " لأول مرة أري وجها شاحبا بهذا الجمال "
اطراؤة بدد المي .. وضحكته حلقت بي إلى جنة تغذي بجمالها خيالي مذ وعيت علي دائرة الدنيا " واعتقد ان هذه القصة مرتعشة في التواصل مع القارئ.
ان هبة بو خمسين تنتمي إلى تيار الوعى لأنها تهتم بالإنسان من الداخل والصدق الفني في التعبير عن ذلك العالم الخفي في الإنسان بدلا من أضاعة الوقت والجهد في وصف الحياة من الخارج . وهي تستبطن نفس ابطالها والتعبير عن اثر هذه الحياة فيهم .
سأكتفي هنا بالحديث عن الجزء الأول في المجموعة القصصية الثرية للكاتبة هبه بو خمسين .. هي كاتبه مبشرة بالكثير .. إنها تخطو نحو مستقبل الكتابة بخطي واثقة تحتاج منها إلى شجاعتها في اقتحام الصعب والخصوصية والبحث عن لغتها المتميزة . وكم نحن في احتياج إلى مواهب متميزة في القصة القصيرة والرواية والشعر والفن التشكيلي .
نحن في احتياج إلى نهوض امه واستمرارها .



السيد حافظ على رجب- القاهرة
elsayedhafez@hotmail.com

12شارع طارق يحيى عبد الغنى التعاون الهرم الجيزة جمهورية مصر العربية
تليفون
المراجع :
(1) محمد السيد قطب ـ كتاب منطق السرد عام 2004 وزارة الثقافة المصرية
(2) محمود الحسيني ـ تيار الوعي في الروايه المصرية المعاصرة ـ عدد 59 ـ وزارة الثقافة 1997
(3) يحيي زهار – كتاب عالم غير منظور خارج القواعد العلمية

(3) يحيي زهار كتاب عالم غير متطور خارج القواعد العلمية ذكري ـ ملح دموعنا ـ

فرسان الزمن الجميل خالد سعود الزيد

شهادة أدبية
فرسان هذا الزمان
خالد سعود الزيد
بقلم الكاتب : السيد حافظ
هو امتداد الأ فق...هو العملاق...عيناك تنظر اليه كأنها تنظر الى المدى في إشراقة ..تنظر إلى ما وراء الأفق ..تنظر إلي أعماق المحيط .. ينظر اليك فى لحظه خاطفه كأن روحا قد كشفت المساحة الخضراء فى نفسك..هو فارس من فرسان الكلمة فى الشعر أو شاعر فى بحر الموسيقى..هو عربي أو عروبى.. ولغة العرب قد أخذته بسحرها الى شواطئ لم تعرفها النفس ولا الروح ولا يحظي بها الا كل ذو حظ عظيم..يفتح الله عليه فتوحاته التى تؤكد أن رب العالمين يصطفى من عباده المؤمنين ومن عباده عامة من يعطيه البصيرة ليكون فى حالة وهج مع الروح ـ مع القلب مع الفن .ملامحه متميزة الحجم مام المعرفة و أمام الكتاب والكتاب وأمام مستحقيه ومحبيه و عاشقي الشعر و الكلمة .
كان خالد السعود كاللون الأبيض العملاق حين يمتزج بكل الألوان ويسافر عبر الزمان والمكان متفردا في عطائه ..في بقائه.. فى الاستمرار.
هل لى أن اعرف ما سر اللون الأبيض فى كلمات خالد سعود الزيد وما سر اللون الأزرق الخفي الجافى البعيد الذى يترقرق فى نهاية كل ظلال الكلمات!!!
انه الظل الأزرق للخليج ..الخليج والكويت وهذا العشق المفتون بالكويت والخليج والعروبة.. أى بلاد يا سيدي تأخذك الى نبع العروبة والى توهج يتألق فى الظلومات...
هو شاعر .. هو باحث .. هو صوفى .. هو عروبى .. هو كويتى .. هو مسلم .. هو انسان
من أعماله التي لا تنسي :
كتابة من الأمثال العامية ـ أدباء الكويت في قرنين ـ خالد الفرج حياته وأثاره ـ عبد الله سنان ـ صلوات في معبد مهجور ـ الكويت في دليل الخليج ـ قصص يتيمه ـ مسرحيات يتيمة ـ مقالات ووثائق عن المسرح الكويتي ـ سير وتراجم خليجية .. الخ
يقول عنه الدكتور محمد زكي العشماوي
إن خالد الزيد له جهده الضخم في تسجيل وتدوين القصص والروايات والمسرحيات الحديثة والقديمة التي ظهرت في المجلات العربية المختلفة وهو من المع الكتاب والنقاد في الكويت حقيقة وساهم علي المستوي الأكاديمي العلمي والثقافي داخل وخارج الكويت بجهد يعتبر وسام علي صدر الكويت والخليج والوطن العربي .
وقال عنه الدكتور مصطفي هدارة :
خالد سعود الزيد باحث أدبي في مستوي رفيع لا يكتفي بالجمع ورصد الظواهر بل يتعمق في الأخبار والأشعار محللا وناقدا لا يغيب عنه إيقاع العصر أو البيئة ولا تفوته ملامح الشخصية الإنسانية أو الفنية وهو في شعره صاحب أنات وجدانية نشيجا باكيا يأس فيه علي الزمان الذي يحس فيه الإنسان الغربة والتوحد .. وهو يثور علي القيود والجمود وينطلق عابر الصدي سيد اللهو والود .. قلبه في درب الخطايا تجربة روحيه عامرة بالإيمان ..
إن ديوان صلاه في معبد مهجور غني برؤيته الفنية وفيه تجارب قصصية تستحق الدراسة بالإضافة الي كتاباته في الأزجال الشعبية .
وقال الدكتور محمد حسن عبد الله عنه :
ـ الأستاذ خالد سعود الزيد متعدد المواهب والقدرات مخلص للبحث العلمي إخلاصا قويا وكان أول المجادلين لإخراج الفكر والثقافة والأدب والشعر من حالة التصور الغامض الي التوثيق العلمي والتنظيم هذه الخطوة خطيرة جدا لأن كل سيأتي بعدها مترتب عليها ولأن لم يبدأ إنسان بالتسجيل والجمع والتوثيق والتبويب فلن يستطيع أحد ان يقوم بالدراسة الفنية بعد ذلك علي انه قام بهذه الدراسة الفنية لكثير من الفنون مثل المسرح والقصص وذلك بالإضافة لدراساته اللغوية والتراثية بشكل عام ..
خالد سعود الزيد بما جمع ووثق ونظم ومنهج كان مدافعا عن أولئك الذين لم يدافعوا عن أنفسهم .. كان أبا حانيا علي الأدب الكويتي حين كان يبحث هذا الأدب عمن يرعاه في بداياته .. لم تكن هناك جامعه ولم يكن هناك من يعرف عن الأدب الكويتي غير الحماسية الشخصية .. كان هناك أدب كويتي ولكن اين هو ؟ وكيف يمكن أن نتصوره ؟ ومن اين يبدأ ؟ والي اين ينتهي ؟
ذلك هو ما صنعه خالد سعود الزيد كحقيقة في كتبه الكثيرة التي رعت الظاهرة الفنية والأدبية والفكرية والثقافية العامة في الكويت عبر قرنين من الزمان .
ان من يصن مجد قومه صان عرضه وخالد سعود الزيد صان مجد قومه فصان عرض الكويت الأدبي والفكري والفني و أوجد لها ديوانا حقيقيا في مجال الثقافة العربية ..
ان كم الأبحاث التى قام بها خالد سعود الزيد تدل على أنه رجل من زمن أخر .. زمن الفرسان والخيل والسيوف ..زمن الشعراء.. اسمر سمار شمس الكويت وصوته الرحيم فى الأداء وحواره المتحمس فى الشعر والقضايا الثقافية يعطيك مسافة من التأمل والتركيز .
هو من يبحث عن المسرحيات الكويتية.. والقصص الكويتية ..والقصائد الكويتية ..وهو من يبحث عن المقالات الأولى للرواد والمخطوطات وينقب فى تاريخ الأرض التى يسير عليها ...
كان يخجل أن يطلب دعما لكتاب أو شراء لكتاب من كتبه ..كان يتلقى النقد بصدر رحب حتى النقد الضعيف منه .
وفى جلسته كل مساء فى رابطة الأدباء بالعديليه يلتقى بالرفاق .. رفاق الكلمة والشعر والرواية والبحث : سليمان الشطي- خليفة الوقيان- سلمان الخليفي ....وغيرهم.
كان يحلم بالخليج الحلم ويعشق أحلام الخليج ..ولم يكن مادحا الا للرسول عليه الصلاة والسلام وعروبته .. لم يدخل فى صراعات لأن الصراع تبديد لطاقاته التى يرى أن الله حباه بها.
وجهه حاد الملامح ..وابتسامته تكره القسوة لأنها نابعة من القلب ..صافيه مثل النبع الصافي... وحاجبه مشتدان كأنهما صقران عربيان بجناحين يقفان على جبل شامخ .. هو ليس بالطويل القامة ولكنك تشعر أنك أمام عملاق، وليس بالقصير ولكنك تشعر بأنك أمام متواضع مثل حبة الماس ولكن قيمتها تكون أعلى القيم .
كان مفتونا بالدستور الكويتي والتقدم وأمير الكويت السابق(عبد الله السالم ) ..كان معجبا بالديمقراطية الكويتية، والحوار، والاشتباك الفكري.. وأتذكره مره حينما قلت للدكتور خليفة الوقيان يجب عمل ندوه للشاعر( سيد حجاب) لأنه يعمل معنا فى ورشة كتابه فى مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك..فوافق وبعد حدوث الندوة في رابطة الأدباء بالعديلية وجدته قد اقترب مني وقال لي هامساً شكراً لأنك أهديتنا هذه الأمسية حتى نكسر الملل الفكري بالاشتباك الثقافي .. تلك هى طبيعة الشاعر والمفكر لا يحب سكون الفكرة مع أنه مسكون بالتغيير نحو الأفضل .
ـ رحلته إلى الإسكندرية و القاهرة من 17\6\1989 حتى23\6\1989 :
دعوته لزيارتي بالإسكندرية فى عام 1989 لمركز رؤيا بالإسكندرية ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الكويتي الذى أقامه المركز .. وإلتقى بكتاب وأدباء وشعراء الإسكندرية .. وهو الوحيد الذى صدقنى وحمل أوراقه وجاء من الكويت؛لأن أحدهم بث فى الأوساط الثقافية الكويتية أنى أخدعهم وسألته لماذا صدقتني يا أستاذ خالد و أتيت إلي الإسكندرية... قال : قلبي حدثني بصدقك وقلب المؤمن دليله.
نعم إن قلبه الكبير كان على حق وهو بالفعل قلب مؤمن.
فى أول يوم فى اللقاء عاش معنا وبعد العشاء ونحن نسير فى الإسكندرية قال لى: غدا سأحضر الندوة الساعة 6 وجاء الندوة الساعة 7 سألته : يا أستاذ تأخرت لم تكن موجودا بالفندق.. قال لى : دعانى الشيخ السيد البدوى فذهبت لزيارته ..
ونظرت فى عين الرجل هو صوفي يا إلهي..هو مرتبة عليا من الصوفية ..فى نهر محبة الله يسبح فى أمواجه ونحن لا ندرى.
وفى ظهيرة اليوم التالي استدعاني معه للصلاة فى سيدي أبو العباس المرسى فى الإسكندرية ..صلينا العصر أما المغرب فصليناه فى سيدي الأباصيرى أو كما يسميه الناس ..البوصيرى وهناك اكتشفت أنه ينشد مع المنشدين الصوفيين (البردية) . البوصيرى صاحب المقام المتواضع وصاحب البردية..
وفى اليوم الثالث سافرنا من الإسكندر يه لزيارة سيدي إبراهيم الدسوقى ..وذهبنا إلى هناك فى مقر دفنه ومقامه (دسوق) وزرنا المقام.. مدد يا سيدي إبراهيم الدسوقى مدد...
وجلس هذا الشاعر الإنسان ..الصوفي أمام المرتل..يسبح ويرتل القرآن والآيات .. صلينا وسافرنا.
بدأت الإسكندرية تدخل في يونيو فى لمسة صيف بسيطة ووصلنا إلى سيدي جابر ..حيث مركز الوطن العربى حيث الندوة.. وجدنا الدكتور محمد حسن عبد الله ... وحدث لقاء حار ..وغادر محمد حسن عبد الله الكويت بعد أكثر من 25 عاما .. هذا وجه خالد سعود الزيد يجمع محبي الثقافة والفن فى مصر:د/محمد زكى العشماوى .. ود . مصطفي هدارة .. د . أحمد العشري.. د/أبو الحسن سلام.. ونخبة من رواد الشعر ونخبة من قراء الشعر...(شوقي بدر يوسف) .. وتحد ثنا عن :
(ليلى العثماني-أحمد السقاف-خالد سعود الزيد-د/خليفة الوقيان) عن المسرح الكويتي.
أوراق هنا وهنا.
فكان هو من يجمعنا على شاطئ الإسكندرية في كافتيريا أتينوس .. هو عملاق في الفكر متواضع.. نظر إلى تمثال سعد زغلول فى ميدان محطة الرمل وقال: سعد زغلول كان قائدا مخلصا لوطنه ولأمته و لعروبته ..يفيض حبا وإنسانية ووطنيه.. قال لى كل يوم أتحدث فى الهاتف مع د/سليمان الشطر وأخبره عن إنجازات المركز وعن دورك المهم فى خدمة الثقافة.. قال : والله ملح الكويت لسه بيجري في دمك يا حافظ . و فى اليوم التالي كانت أمسية شعرية عن شعره وقصائده ..وبكفه الصغير وإشارة أصابعه كان يلقى قصائده وكفه مشع بالحب وقوة غامضة تجذب المستحقين له من المثقفين المصريين الذين كانوا فى حضرته.
وكان خالد سعود الزيد فى لجنة تشجيع المؤلفات المحلية.. كانت اللجنة تابعه للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وكان خالد سعود الزيد يحضر اللجنة محبا لكل الإبداع الكويتي.
شغافا مشجعا لكل من هو جاد .. وكانت أحيانا تقع في يده تقارير تشجيع الكتاب الضعاف فكان يضحك ويقول اللعنة على النقاد الذين يبيعون ضمائرهم.
وكان يري أن الناقد الفاسد مثل القاضي الفاسد يحكم دون عدل. وكان يقول لابأس من أن نشجع الكاتب الضعيف بمائتين دينار أو ثلث مائه مهما كان يقدم من بضاعة فاسده فعلينا أن نتحمل بعض الخسائر مع الكاتب وأحيانا كانت تظلم موهبة بعض النقاد .. فكان يصيح حرام.. وقد حدث هذا مع القاص المبدع وليد الرحيب.. فقد كتب أحدهم تقريرا يقطر حقدا ضد المبدع وليد الرحيب .. وقف خالد سعود الزيد وقال حرام والله حرام وأعطاني المجموعة كي نعيد تقييمها ، وقال يا حافظ : أكتب تقريرا عن وليد وأنا أعرف أنك تكتب بأمانة (الفكر أمانة) هكذا كان رأيه فى الناقد : الأمانة -أمانة الكلمة بعيدا عن الأهواء .
كان يؤمن أن التوازن بين الثقافات السياسية هو مفتاح تحقيق الحكومة الجيدة ..وأننا يجب أن نجتهد حتى نحول المجتمع إلى الفاعلية الثقافية وأن الثقافة تدعو للنماء والنماء هو مفتاح تحقيق الحكومة الجيدة.. وكان يؤمن بالتعددية وضرورتها.. كان يؤمن بنظرية الاحتمالات وأن الاستقرار يؤدى إلى التغيير بأشكال مختلفة.
كان يؤمن بأن غياب الثقافة السياسية بلاء على الأمة وأن الأمة فى ثقافات متعددة شكليا وثقافة واحدة جوهريا.. كما أنه كان يؤمن بالانحياز الثقافي الواعي حيث أن الثقافة الخليجية عامة والكويتية خاصة مهم أن تدعم الثقافة العربية الأم.
خالد سعود الزيد...
فارس مازالت كتبه فى المكتبات العربية ...
مازالت كلماته تسير فى السالميةوساحة الصفا وفيلكا وجليب الشيوخ والعديلية...
مازالت روحه تسير حولنا فى كل أمسية شعرية أو ثقافية فى رابطه الأدباء بالعديلية...

سلاما على شاعر كبير وباحث كبير...



Email :
elsayedhafez@hotmail.com
الكاتب/ السيد حافظ علي رجب
العنوان / 12 شارع طارق يحي عبد الغني – التعاون- الهرم- الجيزة – جمهورية مصر العربية


الفارس والشاعر خليفة الوقيان شهادة للسيد حافظ

شهادة أدبية
خليفة الوقيان
الفارس والحلم والشعر

بقلم : السيد حافظ
ننظر إلي عينيه نجد هدوء الخليج وصفاء الروح في حالة أحد صباحات الكويت الطفلة الوديعة .. هو خليفة فارس الوقيان الشاعر والحلم والفارس . الفارس من عصر الفرسان القلائل فى زمن يقوم فيه الجرذان بانهم فرسان
فهل نتكلم عن خليفة الوقيان الشاعر أم الفارس أم الحلم ؟؟؟؟
إن خليفة الوقيان من الجيل الثاني من مؤسسي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وهو الذي أسس مع فرسان الجيل الأول أحمد العدواني وعبد العزيز حسين هذا البناء الشامخ " المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت " ..كان عبد العزيز حسين وأحمد العدواني جناحا الجيل الأول جيل التأسيس الثقافي في الكويت ..حالمان ..حكيمان ، وتم اختيار خليفة الوقيان ليكون أحد فرسان الجيل الثاني ليقود معهم حركة التنوير في الكويت من خلال المجلس الوطني الذي لعب في السبعينات دوراً من أهم الأدوار في النهوض بالحركة الثقافية العربية الجادة والدفاع عنها ، واختيار عناصر متميزة من أرجاء الوطن العربي لتكون ضمن منظومة العمل الثقافي ليضئ الوطن العربي بالأسابيع الثقافية العربية واستضافة الثقافة العربية في الكويت لتكون منارة العرب وبيتهم كما كانت سلسلة عالم المعرفة أول مشروع ثقافي ثقيل في الشارع الثقافي العربي ، ومن ثم مجلة الثقافة العالمية .
خليفة الوقيان من مواليد الكويت 10/10/1941 .. تخرج من قسم اللغة العربية –جامعة الكويت عام 1970 ، وحصل علي الماجستير عام 1974 وكان موضوع الرسالة " القضية العربية في الشعر الكويتي " .
- حصل علي الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من جامعة عين شمس في القاهرة عام 1980 ، وهي بعنوان " دراسة فنية في شعر البحتري " .
- عضو في العديد من الهيئات العلمية الأدبية .
- مثل الكويت في الكثير من المؤتمرات والملتقيات الثقافية .
- ترأس عدداً من وفود الأسابيع الثقافية في عدد من الدول العربية والأجنبية .
- شغل منصب الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (سابقاً) .
- من مؤلفاته :
1- المبحرون من الرياح ط 1974 ، ط 1980
2- القضية العربية في الشعر الكويتي عام 1983
3- شعر البحتري دراسة فنية عام 1989
4- الخروج من الدائرة – مجموعة شعرية عام 1989
5- حصاد الريح – ديوان شعر عام 1995
6- ديوان خليفة الوقيان – مختارات عام 1995
إنه شامخ في وقفته مثل شجره علي شاطئ الخليج متواضع مثل نسيم فبراير في الكويت .. يعشق العروبة وليس ضد الإسلامية ، بدليل انه عمل علي تشكيل اللجان في المجلس من كل ألوان الطيف السياسي والعقائدي في الكويت كان همه أن تكون الكويت الثقافية ممثلة في دفع تيار التنوير وبناء الإنسان ..أذكر يوم أن كنا في إعداد المعرض الثالث للكتاب وكنت اقدم له أوراق تشكيل لجنة المعرض " كنت أعمل معه في تلك الفترة" وبصفته مسئول قال : من الذي شكل هذه اللجنة قلت فلان قال اكتب عندك أسماء أخري وكتب بيده فلان وفلان وفلان واختار شخصيات تعمل في المجلس من تيارات دينية وثقافية مختلفة هكذا كان خليفة الوقيان يرفض أن يحتكر تيار ما الصدارة ولا مصادرة علي الآخرين ولا متاجرة باسم العروبة ولا شعارات ولا نفي للآخر .. وعندما استقال عبد العزيز حسين من المجلس تم تعين أحد القيادات المتواضعة في التفكير وكانت من أهل الثقة وليست من أهل الخبره ، والتي حاولت أن تقود المجلس الوطني للانهيار والانغلاق وطرحت عدة أسئلة غبية علي خليفة الوقيان الأمين العام المساعد :
- ما فائدة سلسلة عالم المعرفة بالنسبة للكويت والمجلس ؟
- ما فائدة الأسابيع الثقافية العربية ؟
- ما فائدة مجلة الثقافة العالمية ؟
وقال : خللى مصر تطبعها أفضل ماداموا يكتبونها ويقرؤونها .. فقال خليفة الوقيان : هذا مشروع عربي كويتي وليس مصري فقط ، وقدم استقالته من المجلس ، وكان شجاعاً شجاعة الفرسان ، فهو لم يستطع أن يشارك في هدم مشروع الكويت الثقافي حينما كانت الكويت بلاد العرب.
خليفة الوقيان هو أحد مؤسسي رابطة الأدباء وقد تولي رأستها بصفته أميناً عاماً لها ..وعمل خليفة الوقيان في الربطة علي أن تكون بيت كل الأدباء العرب. وأذكر أنه ذات يوم في مجلة البيان توليت العمل نيابة عن الزميل سكرتير التحرير سليمان الشيخ لمدة شهرين حيث أنه كان في أجازه لجنوب لبنان .. فقال أحد أعضاء الرابطة أن المجلة كلها مصريون 80% منها .. فقلت للدكتور خليفة الوقيان بان شعراء وكتاب ونقاد مصر أكثر عدداً بحكم الجغرافيا وخريطة الإسكان وأنا لا أتحيز للمصريين أو الفلسطينيين فأنت تري بعض الصحف قد تحولت إلي منابر إقليمية ، إذا كان المحرر الثقافي لبناني ، حول الصفحة إلي صفحة ثقافية لبنانية ، وإذا كان المحرر سورياً ، تحولت الصفحة إلي صفحة للثقافة السورية ، والبعد القومي غائب والموضوعية غائبة .. فقال لي : لا تهتم المهم أن يكون إبداعاً حقيقياً .
وفي مرة استقبلت جمعية الفنون الكويتية الفنان التشكيلي د. مصطفي عبد المعطي وكيل وزارة الثقافة المصرية في ذلك الوقت ومعه الفنان التشكيلي أحمد سليم ، وكانت مصر والكويت في حالة مقاطعة وذلك لزيارة السادات لإسرائيل ، وقامت الجمعية باستضافة الضيفين يومين في فندق هوليدي إن وفي اليوم الثالث أرسلت شاباً في العشرين يقول لهما شكراً لكما والآن ستسافران إلي القاهرة فقد انتهت مهمتكما .. وبالصدفة كنت أنا في زيارة صديقي الدكتور مصطفي عبد المعطي ، وسمعت الحوار وقال : دي إهانة ما حدش قال لنا ح نسافر اليوم .. فقلت له : انتظر ، واتصلت بالدكتور خليفة الوقيان وشرحت له الموقف فقال لي : السياسيون يفعلون شيئاً ، ونحن المثقفين نفعل شيئاً أخر .. واستضاف الدكتور مصطفي عبد المعطي وأحمد سليم لمدة أسبوع في شيراتون الكويت علي نفقة المجلس وأقام لهما ندوة في رابطة الأدباء بالكويت مما كان له الأثر في عمل معرض بعد شهر للفنانين التشكيليين في القاهرة ليكون وردة علي جبين العرب والعروبة .
ويقول الناقد والشاعر محمود عبد الصمد زكريا عن خليفة الوقيان " أنت أمام خليفة الوقيان أمام شاعر وإنسان عربي ، واثق وغيور، واضح لا غموض فيه حاد وصريح لا تميع أو مواربة فيه ، قوي لا ضعف فيه ، لا يضرب في اللا وعي ولا يحوم حول الجنس ولا ينشد الانعزالية ، بل يفكر بوضوح وبصوت عال ويعشق النور ويتحدي ويتفاءل ، يمدح ، يهجو ، يقبل ويرفض ويتواصل (1) .
إن شعر خليفة الوقيان يفجر قضايا في شعره وهي قضايا شكلانية بين المبدعين من الشعراء المحافظين وبين حركات التجريب المتجددة والمتنوعة ، كما يقول محمود عبد الصمد زكريا : إن انتماء وإيمان خليفة الوقيان بالأرض وإيمانه بإنه من خير أمة أخرجت للناس وغيرته وحرصه علي حتمية التطور لمواكبة العصر .. إنه عنيد ومتحدي ، انظر في ديوانه " المبحرون مع الرياح "
الريح تسرح في شراعكم
غرباً أبحر فيكم شرقاً
أنى سار شقكم إذا حرقت
أجفانكم بأزاهري رشقاً
قلبي لكم في كل مفترق
زيت السراج بليلكم يشقي
إنه يصر علي العناد ويختار معركته الفكرية وحينما كان أحد الشعراء يهاجمه في الصحف بالمقالات ، كان خليفة الوقيان لا يرد لأنه يعلم أن هذا الشاعر موهوب لكنه مسكين ومدمن وكان الصحفيون يسألونه الرد وأحياناً كان هذا الشاعر (رحمه الله) يستفز خليفة الوقيان بقوله أن خليفة الوقيان متأثر بشعره ، فكان خليفة الوقيان يقول أنها معركة غير حقيقية ، كرتونية . ومرة قابلت هذا الشاعر وسألني أن يشتري المجلس الوطني ديوانه الجديد وإنه خائف ومتردد مما فعله وقاله عن خليفة الوقيان فقلت له هو أكبر من هذا وذهبت للدكتور خليفة الوقيان وقلت له فلان الشاعر يريد من المجلس أن يشتري ديوانه الجديد لظروفه ، فأمر باستثناء له والشراء بمبلغ جيد ينقذ الشاعر .. هذا سلوك الفرسان .
إن الشاعر خليفة الوقيان يلتقي مع الشاعر عبد الله البردوني في نقطة هامة هو الاجتماع بالقصيدة المحافظة أو القصيدة العربية لاستمرار الشعر العربي في عاطفته وانفعالية المتحدة والمتمثلة في القرن العشرين والحادي والعشرين ، لقد حافظ هذا الشاعر الأصيل .
خليفة الوقيان يبحث عن التجاوزات واستطاع أن يحيا في الهواجس والهموم والمشاعر الداخلية في القلق الإنساني الديني والوجودي والميتافيزيقي والفلسفي ، واستطاعت القصيدة عنده ان تستمد من ماضيها ولم ترد لنفسها أكثر من قول ذاتها قولاً شعرياً بعيداً عن الفذلكات اللغوية والبهلوانيات اللفظية لتحقيق جديد ما أو تجاوز أو لعبه ما تتم في مختبرات تقوم منها رائحة المستحضرات والعقاقير .. إن تجربة الوقيان تجربة تملك القلق بالتاريخ والهموم الميتافيزيقية والحساسية والتأملية والسخرية أنه يحمل معاناة إنسانية شاملة ومطلقة .. وانظر إليه وهو يقول :
ليس في كفي
عصا موسي
وحولي الأرض حبلي
بالثعابين
وهو بالفعل من الشعراء والمثقفين العرب الذين لدغتهم ثعابين الثقافة والفكر وكان همه بالوطن العربي والثقافة العربية والكويتية أكبر من همة بالشعر وبتجربته حيث كان يري أن دوره أكبر من دور الشاعر .
المراجع :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة البيان الكويت –عدد سبتمبر 1989- العدد282






السبت، 23 مايو 2009

ريتا عودة شاعرة فلسطينية


ومن لا يعرف ريتا عودة !!
كل هذا الحنان !!
ريتا عودة شاعرة فلسطينية
بقلم : السيد حافظ

صدر ديوان باسم من لا يعرف ريتا !!
ريتا عودة شاعرة فلسطينية .. تعيش داخل الأرض المحتلة من مواليد 1960 مدينة الناصرة .. الناصرة مدينة (مكان) الثورة والمقاومة والحب والجنون .. إن ريتا عورة تحتاج إلي الإضاءة النقدية حتى ولو كانت إضاءة غير أكاديمية ، فنحن نعيش في زمن ركام شعري ..يومي.. قد يمس عصب الشعر أو روحه أو قد لا يمس ، نحن نعيش حالة فوضي وسراب بين الشعراء والمتشعرين تشعر بالخجل أمام نفسك إنك لا تتابعه ..
ريتا عودة تنتمي إلي الشعر الحداثي فهي بعيدة عن البلاغة القديمة والصورة البالية وتملك حساً وفطنه .. فنجدها قد خرجت من عباءة القديم في وهم رومانسي دون كيشوتي مفعومه بالعشق للحروف والألوان الأخضر والأحمر والأصفر والانفعالات وقوارير العطور قد خرجت لتكتب واقع وجغرافيا مشاعرها تجاه العالم .. إنها تملك في شعرها اتجاهين ( الوجدان الانفعالي شعر الداخل وشعر عبثي ، معابث للشيء شعر خارجي (1) وهي تقول :
هبني مفتاح القلب
كي اقتحم أسوار الدهشة
وأعشقك كما يشتهي الخيال
وفي قصيدة أخري :
قلبه جنسيتي
فلتسقطوا عني
متاهات القدر
وفي قصيدة ثالثة :
كن كما الحلم
مشاغباً
مراوغاً
حتى تكون الحياة
أروع من القصيدة
وفي قصيدة (ومن يعرف ريتا) قدمت نفسها :
ريتا
نرجسية
عشقت نحلة
نورسة
عشقت بحراً
لا البحر ولا النحلة
عاشقاً عشق ريتا
هذا الحنان المتدفق للشعر والحياة وأن تصبح الحياة شعراً والشعر حياة .. فقد يري البعض أن ريتا عودة امرأة منفلتة في الحياة ، ولكن الحقيقة " إن الحكم الأخلاقي علي الشعراء من مجرد شعرهم ليس حكماً صحيحاً لأن سلوك الشاعر في النص الشعري لا ينطبق علي حياته وسلوكه في الحياة بل يكون أحياناً مناقضاً لها " (2) .
إن ريتا عودة تظل المرأة التي تعشق الجمال ..جمال اللغة وجمال القبح وجمال الطبيعة ، إن الجمال يتغلغل في دمها ويملك عليها حواسها عليها حواسها وهو عالم خصب وبحر واسع يغوص في أدق المعاني وأدق التعابير (3) .
ويبدو أن الاتزان النفسي والعقلي قد يجعل بعض الشعراء في إطار المقبول والمعقول والجيد ، لكن عدم الاتزان النفسي عند ريتا يجعلها متفردة في شعرها وتكاد تقترب أحياناً من اللحظة العبقرية ، وهذا هو سر الصعود والهبوط في مملكتها الشعرية .
إن تمرد ريتا عودة ينبع بحثها عن الحب العبقري (حب الرجل، حب الشعر ، حب الكتابة ، حب الحياة ، حب الحب ) .. انظر معي ماذا تقول :
أحبك
كما البحر
فكلما
اشعلت فتيل المكائد
العاطفية
في ولايتي الشعرية
تحدث إنقلاباً
لغوياً
وتخلع عن عرشي
رئيس جمهوريتي
الضجر
"إن ما هو عام ليس اذن نقيضاً لما هو خاص .. وما هو فردي ليس نقيضاً لما هو اجتماعي وما هو عيني ليس نقيضاً لما هو مجرد ، ذلك إن كل طرف يمتزج بالطرف الآخر وينفذ فيه بشكل كامل في إطار وحده كلية متكاملة وهكذا ما هو عام أو اجتماعي أو فردياً ومجرد أو مطلق لا يمكن أن يكون متاحاً للتأمل المحسوس كان فردياً أو عينياً في جوهرة .. ولننظر إلي قصيدة أخري (الخيانة الأخيرة) :
ساورته الخيانة فطاردها
وأبصرها تمارس الكتابة
علي قارعة القصيدة
فانطلق دون أن يطلق العيار
علي جسد أحلامها
أطلق العنان
لغبار خيبة أوهامه
ولننظر إلي تمرد ريتا عودة حول مصطلح "أعزب الشعر أكذبه"
قد تباينت الآراء حول أن أحسن الشعر أصدقه أو أكذبه وهنا يبرز مصطلح "الصدق" وأصحاب الطريقة المدرسية يميلون إليه ولكن الصدق عندهم يعني ارتباط التصوير الذهني في الشعر بالحقيقة مع عدم اشتراط المطابقة الحرفية ، ومن هنا يتضح إن هذا الشق من الصدق ذو بعد أخلاقي كما يلاحظ من استشهاد اتهم الشعرية عليه (5) .. وتقف ريتا عودة أمام هذا المصطلح في قصيدة تحذير
تحذير
قيل
أعزب الشعر أكذبه
وأقول
بريئة أنا
من نزيف صبري
أما في قصيده خمس علامات استفهام
نقرأ ونعرف العفوية في شعر ريتا
اضع اللون علي اللون
علي اللوحة
اضع الخط علي الخط
ابحث عن هيئته
ارسمه سماء
ماء .. هواء
يمتزج الأحمر بالأزرق
تتأوه باقي الألوان
عبثاً ..تتذمر ..تتلوي
اتركها تجف
وأعود
أطل علي عالمها بحرقه
فتطل علي
بعلامة تعجب خضراء
وخمس علامات استفهام
صفراء ؟؟؟؟؟؟؟؟
الرجل الفكرة في شعر ريتا..قد تكون ريتا عودة من أنصار التلقائية والتعامل مع السهل البسيط واستخدام المفردات اليومية الحياتية ، المتنوعة في معظم تشكيل الصور الشعرية العامة .. ولديها حس رومانسي متفجر ، وهي في صراع دائم مع نفسها ومع شعرها ومع تجربتها ، إنها شاعرة تجريبية ، فهي تعادل في بناء القصيدة من خلال الطريقة الهندسية لها ، وأحياناً نشعر إنك أمام تداعيات هذيان أو هلوسة أنثوية مليئة بالحنان في شكل قصيده وكأنها تكتب لنفسها صوت وصدي في خط متوازي ، فهي تحمل عمق وجداني وتتوحد مع الحبيب وتلتصق بمشاعره وتتوحد معه روحياً وجسدياً في الخيال وتتمرد عليه وتهجره وتلعنه .. الحبيب قد يكون الوطن قد يكون الجنسية ، قد يكون الحلم ، قد يكون الشعر ، قد يكون الرجل ، وقد يكون كل هؤلاء .
بقي لي ملاحظة .. فقد كان شعراء العرب القدامى عندما يقومون بنسخ ديوانهم يحذفون القصائد التي لا تتواءم مع تجربتهم .. وعلي الشاعرة أن تفصل هذا بحب شديد كما يفعل المخرج عندما يكون في المونتاج فيقوم بحذف مشاهد جميلة لكنها قد تؤثر في إيقاع الفيلم ، وقد كان عليها أن تفعل ذلك .















المراجع :
* صدر الديوان عن مركز الحضارة العربية – القاهرة – علي عبد الحميد
(1) شعر الحداثة –دراسات وتأويلات –ادوارد الخراط –وزارة الثقافة –مصر 1999
(2) موسيقي الشعر العربي قضايا ومشكلات – د.مدحت الجيار – دار المعارف – القاهرة – 1995
(3) الشعر المعاصر في البحرين – علوي الهاشمي
(4) نقد شعر الحداثة – محمد خلاف – مجلة آداب ونقد –القاهرة –عدد نوفمبر – 2000- العدد رقم 183
(5) كتاب مصطلح نقد الشعر عند الإحيائيين – د. محمد مهدي الشريف – وزارة الثقافة – مصر - 2000


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



السيد حافظ علي رجب
12 شارع طارق يحي عبد الغني – التعاون – الهرم – الجيزة – جمهورية مصر العربية

Email :
elsayedhafez@hotmail.com

--------------------
مع تحيات السيد حافظ
0020116409568
أجمل أيام العمر لم تأت بعد
أجمل ما أود أن أكتبه لم أكتبه بعد
أجمل شمس الدنيا لم تشرق بعد
http://www.facebook.com/profile.php?id=673820655&ref=name
http://elsayedhafez.spaces.live.com
http://elsayedhafez.blogspot.com
http://my.opera.com/Elsayedhafez

About the author and the work of Mr.ELSAYED Hafez - Born in Alexandria

About the author and the work of Mr.ELSAYED Hafez - Born in Alexandria governorate, Egypt. - A graduate of Alexandria University Department of Philosophy and the meeting of 1976 / College of Education. - Specialist in Alexandria, the Libyan theater culture of 1974/1976. - Received the first prize in composition in 1970 the theater in Egypt. - Managing Editor (screen) (Dubai echo Foundation from 2006 to 2007). - Managing Editor (adventurer) (Dubai echo Foundation from 2006 to 2007). - Media adviser to Dubai echo Foundation (2006 to 2007). - Director of the office of the ideas in Cairo (Kuwait). - Director of the Center for the Arab world and the media for the dissemination of the vision for five years. - The work of Al (Policy) Kuwait for 7 years. - Mstharttaiwir programs Alanemcn (animated) Sakher Foundation in 1994. - Adviser to the development of programs directed to the Joint Program Production Institution for the State of Kuwait. - The first Arab writer published Saudi British play seven of the English language. - The first Arab writer, was published in the University of Arizona, United States, five of the English language and three in Arabic. - Editor-in-Chief (Rev) and published in Egypt. - Work in the magazine, the voice of the Gulf (Kuwait) 1976 is responsible for the culture. - Work in the Kuwaiti newspaper policy (1977-1987) in the following sections: Culture page Pages of art - a supplement every day - mirror the nation's magazine - newspaper goal - Investigations Section - Department of Arab Affairs - page Visual Art - community page - Scriarip Translator (Iraq). - The work of the National Council for Culture, Arts and Letters (1978-1986) in the following functions: the Secretariat of the liberation of a research series of world knowledge - the decision of the Commission for the Promotion of local literature - a decision of the Arab heritage and the theater - the Secretariat of the Arab Fair in Kuwait - the Secretariat of the magazine world culture. - The award-winning author of the best work of a theater for children in Kuwait for the play Cinderella in 1980. - Member of the Union of Arab writers. - Member of the Egyptian Writers Union. - Member of the Egyptian trade union representative occupations. - Member of Syndicate of Egyptian cinema professionals. - Member of International PEN, Egypt Branch. - Full-time grant the Egyptian Ministry of Culture in 1994 is a leading pioneer of the Egyptian Theater. - A full-time writer and journalist now. - The first Arab writer print work for children and adults on the Internet. http://members.xoom.com/_XOOM/Indig_P_Lit3/arabiclit/index.html http://www.indians.org/arabiclit/index.html http://www.geocities.com/ ~ ruisseau / annonce / auteur.htm - Honorary Member of the Organization of American Educational Theater Orizrona University (United States). - The first Arab writer has published the University of Arizona, United States, five (5) plays in English and three plays in Arabic on the Internet. - The first Arab writer published Saudi British play seven of the English language. Publications Author of a play for adults: - Trumpery pride in the country's 1970 writings of contemporary meaninglessness. - Kherads drums in a series of 1971 blue medicine literature fans. - Symphony of love (a story) 1980 BAGHDAD - The Ministry of Information. - I am traveling baby (play) 1979 Literature and the public. - Are as they are, but they are not Azaaalik (play) 1980 Kuwait. - The emergence and disappearance of Abu Ghaffari button (play) 1981 Kuwait. - Baby princess movie (drama) 1982 Center for the Arab world. - The story of Abd al-Falah Compiler (play) 1982 Kuwait. - Iazemn the floor lies / fear / death 1987 Center for the Arab world. - 6 men in the 1989 third edition of detainee status of the Arab world. - Symphony of love second edition 1991 Vision Center. - Trumpery pride in the country's second edition meaninglessness 1991 Vision Center. - Sisyphus edition of the twenty-first century, the status of the vision 1991. - 9 plays, experimental - Sometimes the trees bow 1992 Arab Dar - Voyages of Ibn Arabi Dar Bsposp 1994. - King of garbage 1995 Arab Dar. - Spread (6 one-act plays) 1995 General Authority of the book - Order of the President 1997 Cairo Arab House - Traveling without an identity Cairo 1997 Arab Dar - Abdullah Nadeem 1997 the Supreme Council for Culture - Qracoc and Alorajos 1998 in Cairo, Dar Al-Arab - 2000 war mallow Egyptian Writers Union - King of rubbish, 2001 the Egyptian Ministry of Culture - The object of nights lost in the 2003 s Center - Roma and house meet the Tramp 2003 - In Germany 2004 D verse of the book's general - Child and rainbow Qouka 2004 General Authority of the book - The old 2004 servers and the status of civilization and the vision of the Center for - Wanted dead or alive 2004 s Center and the Center for Vision - Two women and the 2004 Arab Dar Center vision - Abd al-Falah Compiler and five other plays, 2004 the Supreme Council for Culture Publications Author of a play for children - Dar Al Sondos 1987 Azal Lebanon. - Ali Baba, 1987 House Azal Lebanon. - Antar ibn Shaddad 1987 House Azal Lebanon. - Order of Bani Hilal Dar 1987 Azal Lebanon. - AbuZayd Alhilali 1995 General Authority of Egypt. - 1995 home shirt happy new culture. - 1996 House boys Juha Arab Cairo. - Cinderella 1996 Arab Dar Cairo. - Dewdrops 1996 Arab Dar Cairo. - Love the Romans 1996 Dar Arab Cairo. - Strange monster 1996 Arab Dar Cairo. - Cinderella and Prince 1996 Dar-Arab Cairo. - Uncle Kamal Nnosp and 1996 Arab Dar Cairo. - Hamdan, Mhamshp 1996 Arab Dar Cairo. - Go to the Moon Cookie 2003 National Center for Children. - Dar Al Sondos 2004 Crescent. Introduced in the Children's Theater - Cinderella play (Kuwait - Oman - Bahrain) 1983 Director / Mansour Al-Mansour. - Play the good boy (Kuwait - Dubai - Abu Dhabi) 1983 Directed by / Ahmed Abdel-Halim. - Play Sundus (Kuwait - Bahrain - Qatar) 1985 Director / Mahmoud Al. - A play on the Pope (Kuwait - Dubai) 1985 Directed by / Ahmed Abdel-Halim. - Juha children play (Kuwait - Bahrain) 1986 Director / Mahmoud Al. - Cinderella theatrical shoes (Kuwait - Baghdad) 1987 Director / Dikhil Dakheel. - Baby play and the old (Kuwait - Baghdad) 1988 Director / Muslim Hussein. - Order of play structures Hilal (Kuwait) 1989 Director / Mohammed Salem. - Antar ibn Shaddad (Kuwait) 1989 Directed by / Ahmed Abdel-Halim. - Juha children play (Egypt) 1989 Director / copyright. - A play directed 1989 Sundus / five directors. - The story of the play even if it is Directed by Coco 1990 / copyright. - A play shirt happiness - Cairo 1993 Director / Mohamed Abdel Muti - Task Force under the 18 / Sector Review Starring: Vecdi Arab - Abdel Rahman Abu Zahra - Aisha Kelani - Alaa Awad - Love the play and the Romans Kirzan (Cairo) 1996 Director / Hossam Atta - Task Force 18 under the Sector Review .. Championship / Mai Lamia Abdel Nabi Mohammed Abdel-Amir Mo'ti Ahmed El Haggar. - Drama (Svrup in the forest) 1998 Director / d. Mohamed Abdel Muti Authors of the production .. It was the play (theatrical festival of Carthage in Tunisia) Championship / Wafaa Abdel Hakim Mohamed Mo'ti Submitted to the adult theater - Play the story of the farmer Abdalmtia 1980 directed the Task Force Baghdad / d. Saadi Younis - The story of Abd al-Falah Youth Task Force Kuwait Compiler Directed 1990 / Abdullah Abdul Rasul. - The story of the farmer to the obedient slave. Beni Suef, Egypt 1992 Director / M. Obeid. - The scene of the play to promote youth Starring: Samir Hosni - Salwa Osman - Mohamed Ali Osman - 1991 out of Iraq, Mahmoud / Farouk Zaki - Play out the sweetness of 1993 times / Abdul-Rahman El-Shafei - Cultural Palaces Authority - Egypt. Starring: Jamal Ismail - Mohamed Metwally - Amira Salem - Lubna Sheikh - Annan Hamdi Hamdi Rauf Music - Hussein Ezabi decoration - Poems Izzat Abdul Wahab. (Provided in its 19 province of Egypt). Directed by theater: - Passengers overnight (Salah Abdel-Sabour) in 1970 from the 25's boys and girls (the youngest 6 years and the oldest 12 years old) introduced by singing music (composed by Hamdi Rauf choir boy and a girl 40) 6 passenger figures 6 and passenger figures jacket 10 decimal figures. - (Rope) 1968 Eugene O'Neill's Yusuf Mehdi (the famous author of this) - the Institute for the preparation of professional business. - The storm of Mahmoud Diab, Faculty of Education in 1973. - Exit from the Mediterranean coast and a poem by Mahmoud Darwish's presentation of 120 representative and the representative of the youth. - Oh homeland poems 1973 Mr. veil, M. Najib, Abdul Rahman Alobnody - Fouad Haddad. - Zoo to Edward Oolpy Shalash's interpretation of "Ahmed Adam" comedy star currently known purity Ghurab Qassas now. - Coco and if, by 1989 the production of a special writer. - Juha children, by 1989 the production of the writer Mustafa Kamel Culture Palace. - Won the prize for best director at the youth centers in 1970 on the play (passport) preparation / poems of Mahmoud Darwish and Samih Al-Qasim. The foundations of experimental theater groups: - Ragamuffins Task Force - Task Force A B Theater - the passage - and was part of this group Artist / Minister of Culture Farouk Hosni is now, Dr / Mostafa Abdel Muti, Undersecretary of the Ministry of Culture before. - Community Theater, which provided the advance play (Oh homeland) for a 110-day squad was the first amateur in the history of Egypt provides a sustained without leave - in 1973. TV: - Egypt: (15 a) Director / Kazem Al-Qallaf. - Philanthropy: night (Kuwait), Director / Abdul-Aziz Mansour. - The great love: night (Kuwait), Director / Hussein Saleh. - Odd: An evening of 3 (Kuwait), Director / Youssef Hamouda. - Young love: a series of 15 (Kuwait Television) Starring: life-Fahd -- Director / Mohd Isa. - The echo of the days: evening (Kuwait Television) Director / Kanaan Hamad - Starring: Mansour Al-Mansour - Huda Hamada. - The new path: an evening television Starring: Jalal Al-Sharkawi, Yasser Tariq Jalal Dasuki Director / Mr. Obeido (Egyptian television). - People Emien answer: a 15 series championships, and His Excellency Mohammed Zayed Wafiq Hanan Shawki Mahmoud Karim gondi out ZIAUDDIN -- (Egyptian television). - I and my daughters in crowds: a series of 15 championship Zizi Badrawi Mr. Khalil Ahmed Abdul Karim Ahmed Salama Director Mohamed Abdel-Salam (Egyptian television). - Aladdin and Princess Jasmine: the series of children "is a serial in the 26's / Nawal Abu Fotouh Zia Ahmed Abdul Waris Elmarghani Hisham Abdullah Nasser Saif Al Hala Fakher .. Director / Obeis Ayman (Egyptian television production). - A sparrow in the rain: a series in the 31's / Ahmed Abdel Aziz Fahmy Ahmed Maher facilitate and serious Arab-Sayed Abdel-Karim Ezzat Al Baha congratulations Ghassan Matar, Hisham Abdullah Zia Elmarghani sincere Buhairi is out / Mahmoud Bakri (Egyptian television production). - Hammam, and the daughter of the Sultan: the series of children "in the series is a championship 28 / Hala Fakher Ola Rami and serious Arab Ghassan Matar Aida Abdel Aziz, Hanan Soliman .. It is directed / Magdi Ahmed (Egyptian television production). - Oh, and a dream home: the series of children - is a series of 30 - the safety and starring Ahmed Nawal Abul Fateh Mohamed Wafik and Mamdouh Wafi, and directed by Mohamed minimum. Radio series Large series of home: a 90 / Radio Qatar 15 s duration of the workshop. Strangers in the life cycle: Bahrain / 30 of a radio. Radio Series 5 - Kuwait: a 30 series. 90 a program book Gulf: Qatar Radio. 30 Relief of a nation in the detection of cloud: the preparation of a scenario - Production of Radio Qatar Radio Qatar. 30 a series of madness and art history: Abu Dhabi Radio - Director / Habib Ghuloom. 30 a series of Aladdin and Princess Jasmine: Kuwait Radio Director / Assistant Championship Mahmoud Ahmed Yassin. 30 a series of Sinbad: Radio Kuwait Ahmed Assistant Director. Hammam, 30, and daughter of the Sultan: Radio Bahrain Directed / Ibrahim Issa. Books and studies submitted for its theatrical play - Examination of a story book in the popular children's theater in Kuwait - Study at the scene of Mr. Hafez researcher hopes strange - Higher Institute of Theatrical Arts 1984 - Publisher 1987 Center for the Arab world. - Examination of a book in her personal heritage and artistic and intellectual scene, Mr. Hafez - Samira Ooblhy - Meknes Morocco, 1986 - Publisher 1988 Center for the Arab world. - Research in the language of poetry in the theater, Mr. Hafez - Moscow - under the supervision of Vladimir Hajal orientalist. - A book in the stage of rehabilitation the problem of the Arab - Saliha Hosni - SEARCH - Faculty of Arts and Humanities - Morocco. Publisher Center for the Arab World 1987. - Book Arab farmer in the theater - the story of a farmer Abdalmtia - Mr. Hafez - Khadija Falah - University of Mohammed I Morocco - Arab World Center for Publisher 1988. - Book hero in the theater of the Revolutionary Mr. Hafiz - a model appearance and the disappearance of Abu Dhiraghaffary - Mnsourip Mbarky - Oujda - Morocco. Publisher Center for the Arab World 1989. - Book the Palestinian cause at the scene of Mr. Hafez - 6 men in a prison Hnaev. Habib - Morocco. Publisher Center for the Arab World 1990. - The concept of guidance and the issue of experimental theater in the Arab Alsarh. Mr. Hafez model through play "and a child and rainbows Qouka" Hakon Hamid - Morocco 1992. - Experimentation in the bar scene, Mr. Hafiz pale eyes look angry old child - model - Aisha Abid - University of Mohammed I -1991. - People's personal heritage in children's theater, Mr. Hafiz - a model of the Pope - honest ibn Talib (Publisher - Arabic for distribution). - Children's theater, Mr. Hafez - a "play the good boy," Fatima Haji -- Morocco 1991. - Experimentation and absurd in the theater during the play of the Arab labors of Mr. Hafez - Halima My rights as 1992. - Testing at the scene of Mr. Hafez a 1 "baby I'm the train and passengers and the flight are Rights "Bneonc 1992-1993 Hawwari. (Morocco) - The political scene when Mr. Hafez through the play "King of garbage scavengers, or" Razzuq Ahmed - Mohammed I University Oujda _ _ _ Morocco 1996. - Children's Theater when Mr. Hafez model play "shirt Happiness" Lao Naima Abdel 1996-1997. (Morocco). - The problem of testing at the scene of Mr. Hafez thesis for a postgraduate diploma Bneonc Hawwari 1999-2000 (Morocco). - Children's Theater when Mr. Hafez Nmuja the play "Cinderella and Prince shirt and happiness: Abdul Aziz Akhlufp. - University of Muhammad ibn Allah - Fez Morocco - 2002-2003. - Experimental Theater in the play, Mr. Hafez model "Sisyphus," Samira Msaih for 2002-2003 (Morocco). - Heritage and the stage play "sweet time" to Mr. Hafez - model - Fatima Zkkawi 2002-2003 (Morocco). - The role of children's theater in the consolidation of certain moral values through stories popular model of "Cinderella" of Mr. Jalal Ahmed Hafiz Sana Ali - Monoufia University - Department of Information Education - Arab Republic of Egypt from 2002 to 2003. - Altejreb at the scene of Mr. Hafez search for a master's in literature, Leila Ben Aicha Algeria. Been published in Arabic newspapers and magazines, "correspondent," the following: - Egypt: Al Hilal magazines, a writer, theater, cinema and theater magazine, the magazine story, culture - United Arab Emirates: the newspapers, the Gulf, dawn, jump magazines Majed days. - Syria: the literary magazines, knowledge, life drama - Lebanon: Magazines Arts, Contemporary Thought, the ambassador, the newspapers the day, week, Arab Journal of the researcher. - Iraq: Cultural magazines, pens, the leading literary - Kuwait: Jraidp politics, news, Qabas, public opinion, magazines mirror the nation, the statement, Kuwait. - Bahrain: the newspapers, Bahrain, lights, Journal of Bahrain today. - Saudi Arabia: Riyadh newspaper, the island today, Okaz, read magazines, Faisal, Arab Journal - Libya: Journal of the Arab culture, Al Green crawl. - Journal of the Paris Arab World Arab Culture Libya - thought - Jordan - Arts - Yemen. - Head of Technical Writing for the Voice of the Gulf in 1986. - Part-time correspondent of Al-Ahram International. Posts - Participated in the Festival of Carthage (Tunisia), Baghdad (Iraq), Jordan, Abu Dhabi, Cairo-Alexandria-Matrouh. Mobile: 00971502711713 0501636121 0506889945 00971506531511 0556531511 E-mail: Elsayedhafez@hotmail.com Elsayedhafez2000@yahoo.com

الخميس، 21 مايو 2009

سعاد درير من المغرب

هامش يوميات منسيالسيد حافظ بين سندان الثقافة ومطرقة الواقع بقلم: سعاد دريرdarsouad777@gmail.com من مصر إلى الإمارات إلى مصر مرة أخرى... ثم إلى أين؟!هذا قدر السيد حافظ. وهذه رحلته مع الاغتراب الذي سبقه إليه عابرون آخرون سقطوا سهوا من حقيبة أوطانهم، فأطالوا النشيج، لكن ما من يد انتشلتهم.ونحن نتابع في صمت مشهدا باردا على مسرح حياة السيد حافظ، نقف هنا عند بلاك أوت فاصل بين هذا المشهد وذاك المشهد القريب منه نسبيا الذي شكلت أحداثه مسرحا للثقافة التي جرّ عربتها بدر شاكر السياب فجرّته إلى الهاوية.فمن يتأمل تجربة السيد حافظ على أرض الإمارات يجد أنها لا تختلف كثيرا عن تجربة السياب على أرض الكويت التي رسمت الخطوط العريضة لقصيدته : "غريب على الخليج":جوع إليه كجوع كل دم الغريق إلى الهواءشوق الجنين إذا اشرأب من الظلام إلى الولاده!إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون!أيخون إنسان بلاده؟إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟ صحيح أن السياق يختلف من تجربة إلى أخرى في حالتي حافظ والسياب، إلا أن الدافع واحد في جوهره.فبغض النظر عن فرار السياب بسبب الإضرابات التي كان له فيها دور هام في العراق، تبقى الظروف واحدة عند حافظ والسياب. والقاسم المشترك بينهما هو محاولة التملص من شروط ظروف جاثمة لا تسمح باختلاس النفس إن ظل صاحبها رابضا في أرض تضيق به. لكن متى كانت الأرض تضيق بأبنائها؟إن لوحة العذاب والغربة القاسية التي رسمها السياب في قصيدته لا يوازيها إلا عذاب حافظ، وغربته المضاعفة كونها تجثم على أنفاسه في الأرضين: الوطن الأم والوطن البديل.لكن إذا كان احتمال اغتراب الإنسان في أوطان الغير قائما، فهل من المستساغ والمتوقع أن يتبلل الإنسان بماء الغربة بين أحضان الأرض الأم؟! وهل يطيب لأم أن يتجرع طفلها كأس الحرمان، ويعيش حالة يتم، ويعاني احتراقات الولادة المؤجلة؟!إن الحب نفسه الذي كان يكنّه السياب للوطن وفجّر حدوده في قصيدته: "غريب على الخليج" – مثلا - سبق أن أخرجه حافظ من غمد مسرحياته وامتشقه، وظل يشهره في وجه كل حاقد وناقم على الوطن.لكن إذا كان الوطن هو نفسه حضن الأم، وكان السيد حافظ هو نفسه الولد البارّ بأمه، فإن منى هذا الولد وحلمه هو أن تطوقه هذه الأم وتحتضنه وتمتص آلامه وتضخّ الحياة في شرايين آماله المنكسرة. والحق أن مثقفا بإنسانية السيد حافظ لا ينتظر أكثر من رد الاعتبار لإنسانيته التي مرّغها الرحيل والترحال بحثا عما يحفظ ماء وجه كبريائه وماء وجه حياة أسرته الصغيرة التي تفرقت بين راحل وطريح وران إلى الأفق بعين الوله، وبينه هو المبعثر على مدن النسيان.ورغم كل ما مر به حافظ من ظروف قاسية وقاهرة، فإنه لا يطمع في أكثر من فرصة عمل يليق بمؤهلاته وخبراته ورصيده من الفكر والمعرفة، ليحافظ على ما تبقى من أسرته، ويسد ديونه تدريجيا إلى أن تسقط الديون تباعا.الحقيقة أن ما يتخبط فيه الرجل من مشاكل من جراء الأبواب التي توصد دونه يذكرنا بشخصية "فاضل" في مسرحيته "وسام من الرئيس". فما جناه حافظ – جنـى عليه – من الثقافة لا يعادله إلا الوسام الذي جناه "فاضل" من مشاركته الباسلة في حرب التحرير التي حفظت ماء وجه الوطن وما حفظت ماء وجه كرامته هو الإنسان.والغريب أن هذه المسرحية التي كتبها حافظ منذ وقت بعيد – بداية سنوات التسعين – لا يعادل مصير بطلها "فاضل" إلا المصير الذي رسمه القدر لكاتبها حافظ. على أن الكاتب وبطله كلاهما مازال يبحث عن هذه الفضيلة التي شتتتها صراعات الإنسانية في سبيل تأكيد مقولة: البقاء للأقوى، وإن كانت مقاييس الحكم نفسها - فيما يتعلق بهذه القوة - لا تحترم المقاييس.وحتى الوعود التي تناثرت حول "فاضل" في المسرحية نفسها هي نفسها الوعود التي تناثرت حول حافظ وأُخلِفَت. وكذلك الحلم الذي زرعه الآخرون في ذات "فاضل" بلقاء ما يلزمه من دعم خارج الوطن (البلاد المحررة – الخليج) هو نفسه الحلم الذي حاول حافظ أن يصدقه وهو يبحث عن يد بيضاء في الإمارات.لكن هل من المعقول أن تكون أمهات الغير أرحم بنا من أمهاتنا؟! مؤكد أن الجواب لا قطعا. ولهذا يكون واهما كل من يظن أن حضنا آخر سيكون أدفأ وأحنّ عليه من حضن أمه. ومن هنا نأمل بصدق أن يجد السيد حافظ حضن أمه رحبا وواسعا لاستيعاب آهاته واحتواء حشرجاته وترطيب نهاراته، لأنه في الأول وفي الأخير ليس له إلا حضن أمه. ولن يشعر حافظ بالدفء الذي يتوق إليه في أي حضن آخر ماعدا حضن أمه، وإلا ما سكب الزمن حكمته في القول المأثور: "ما حك جلدك مثل ظفرك".مازال سيد نفسه ينتعل الخوف والترقب وهو ماض في طريق لم يختره، أو بالأحرى وهو ماض في طريق ما حسب أن نهايته ستكون سديمية وقاتمة إلى هذا الحد.ولا يكف هذا المثقف – الذي صدمه قارب الثقافة وهو يصطدم بصخرة الواقع– يتساءل كما تساءل آخرون لقوا المصير نفسه: أهكذا تُكَرَّم رموز الثقافة العربية؟!لكن السؤال الذي يستلّه المتفرج على مأساة السيد حافظ هو: هل كان من الضروري أن يسقط محمد السيد حافظ وأم محمد تباعا ليرى السيد حافظ وجه المثقف العربي في مرآة الواقع؟!يوما بعد يوم تحتضر رموز الثقافة العربية على مرأى ومسمع، وتحتضر الثقافة. فهل يسارع الوطن قبل فوات الأوان إلى إنقاذ بنيه الذين لم يبخلوا عليه بجدهم واجتهادهم لتعظيم مكانته؟ أم تظل سيرة الإنسان ومسار الفنان طي النسيان ما لم يصل في الوقت المناسب "غودو" هذا الأشبه بالفانوس السحري أو مصباح علاء الدين...؟! كم قصي "غودو" هذا الذي ينتظره السيد حافظ عند رصيف الغياب!كم مائلة هي هذه الأرض التي يقف فوقها السيد حافظ مكبل القدمين واليدين!وكم بعيدة هي هذه الشمس التي لا تشرق إلا على الآخرين!صدقت نبوءتك يا السيد حافظ.ها اكتمل الطريق على ضفاف الحلم بمدائن الفضيلة والإنسانية، وتحول الإنسان إلى تفاهة. فأي كبرياء هذا الذي تطالب به التفاهة؟!ومازال متفرج السيد حافظ يطمع في كرم أخلاق بلاد الـمعنـى علّ تتظافر جهودها وتتحد جهاتها لرد الاعتبار لسيدها البارّ.

كتاب اعجبنى

ثلاث أديبات مبدعات
فاطمة يوسف العلي - توني موريس – اقبال بركة
دراسات نقدية للدكتزر غبريال وهبه
عرض وتقديم : السيد حافظ

صور في القاهرة عن دار عيون جديده كتاب جديد للكاتب والباحث والاديب والناقد دكتور غبريال وهبه الذي نشر له 27 كتابا تشمل روايات ومجموعات قصصية ومسرحيات ودراسات نقدية في الأدب الروائي والمسرحي كما نشرت له 67 قصة قصيره و412 مقالا ودراسة في النقد الادبي والمسرحي والسينمائي بالصحف والمجلات بمصر والدول العربية وحاصل علي دكتوراه في الفلسفة في النقد الفني من المعهد العالي للنقد الفني باكاديمية الفنون.
جمع الدكتور غبريال وهبه ثلاث دراسات عن الكاتبات فاطمة يوسف العلي وتوني موريس واقبال بركة .. وفي مقدمة الكتاب كتب الدكتور غبريال وهبه " قبل ان ابدأ دراستي التنقدية لبعض الاعمال الابداعية للأديبات الثلاث اود ان اقول انني لن الجأ الي ما فعله ويونيسيس في الدراما الاغريقية مع الشاعرين ايسخيليوس و يوربيدس . فلن آتي بميزان كبير لأوقف في كفتيه الآديبةالكويتية فاطمة يوسف العلي والاديبة الامريكية توني موريس او الاديبة المصرية اقبال بركة مفاضلا بينهم فلست ابغي في كتابي هذه المفاضله لأني اؤمن بحرية الفنان لكل كاتب طريقته وله رؤيته وعالمه الخاص به ".
وعن سبب اختياره لهن بالذات ولماذا قدمهن الدكتور غبريال وهبه ؟ يقول : " قد اخترت الاديبات الثلاث فهن يجمعهن خيط واحد .. فهن عقول وافئدة عرفت المعاناه في الخلق والابداع وتوغلت في نفاذ نظرة ثاقبة وعمق وتحليل في اغوار النفس اليشرية كاشفة عن اوراق المشاعر في اسلوب سلس رقراق وتميزن بعمق وبتعمق في واقعهن وبرؤية اجتماعية واعية ونزعة انسانية واتجاه خط فكري واضح مسقيم وهن يصورن الحياة في صدق وينفصلن بها في حرارة وينقلن الينا انفصالهن خلال الكثير من التفاصيل الدقيقة للحياة ".
ثم بدأ الناقد الكبير الدكتور غبريال وهبه يلقي الضوء علي كل كاتبة وبدأ بالكاتبة الكويتية فاطمة يوسف العلي .. فقال : " لقد اخترت من الكويت الكاتبة والاديبة فاطمة يوسف العلي لأنها من رائدات الفن الروائي والقصصي في بلدها الكويت اذا كانت روايتها وجوه في الزحام هي الرواية الرابعة في قائمة هذا الفن في الادب الكويتي وحين كتبتها لم تكن قد تجاوزت الثمانية عشر ربيعا وعندما وقعتفي يدي مجموعتها القصصية " وجهها وطن " وقرأت ما احتوته بدت لي رحلة خلال عقل الأديبة ".
وعن لغة فاطمة العلي وخيالها يقول الدكتور غبريال : " لغة فاطمة العلي لغة مليحة وحوار شخوص قصصها تشبه لغة المسرح جمل مركزة معبرة تجمع بين الواقعية والسلاسة واشبه بحسن صنيع الاديبة المبدعة مع اجراء الحوار باللغة الفصحي التي تشترك احيانا في بعض التعبيرات مع اللهجة المحلية الدارجة ".
وذلك نهج قديم سلكه بعض الكتاب قبل ذلك مثل ابراهيم عبد القادر المازني وتوفيق الحكيم .. وتشدنا فاطمة بتجربتها في الكلمات واهتمامها بالفكرات وايجازها في الكلام بجمل قصيرة مكثفة وخيال فاطمة يوسف العلي هو الخيال الواقعي مع عاطفتها الجياشة تمد ادبها بوهج الحياة فاذا فكراتها تتحرك وتتدفق في عروقها الدماء سخيه حارة وهي تخاطب في القارئ شعورة بمقدار ما تخاطب عقلة لانطلاقها من عقل كاتبتنا الذي تمده العاطفة بالدفء.. وتدافع فاطمة العلي عن حرية المرأة وكيانها وتحقيقا لذاتها وتؤمن بقيمة الحب كضرورة واجبة من اجل التقدم وحين تتحدث عن الجنس تغلفة بغلافة شاعرية رقيقة فهي لا تسعي الي دغدغة القراء وتمتلك براعة في السرد في قصصها .
اما عن الكاتبة توني موريس الفائزة بجائزة نوبل عام 1993 يقول دكتور غبريال وهبه : " ولدت في الثامن عشر من فبراير عام 1931 فيلورين بولاية اوهايو بالولايات التحدة الامريكية وكان والدها جورج رونردعاملا يقوم بثلاثة اعمال مختلفة حرصا علي مستوي الاسرة وتعتبر توني موريس روائية في المقام الاول ولها قصة قصيرة ولها عدة مقالات وتعتبر توني موريس واحدة من اهم الروائين الامريكيين السود الذين برزوا في السبعينات وكتابتها نسمع لها احيانا رنين الشعر وتمتاز بالحرص علي الدقة وشة العنايه بالتفاصيل ومفعمةبالحيوية وامتلاك ناحية الاسلوب وروايات توني موريس تخرج بين الواقعي والخيالي وبين الحقيقي والسريالي وتوني موريس تصور بدقة وصراحة في غير احتشام وهي تتحدث عن الاغتصاب الذي كان يعد هدية الحياة الوحيدة وعن الشبان الزنوج الذين يضاجعون الابقار حين يعانون حرمانا جنسيا . ان الزمن مع روايتها يحل محله زمن ذاتي. وشرح الدكتور غبريال وهبه رويات الكاتبة الامريكيية وقدم تحليلا سريعا وافيا وختمها يقوله ان توني موريس تعرف كيف تكتب الجملة التي تحدث قعقعه وصليك وحوارها مضغوطا يمتاز بالحيوية ونحس به حارا لا يكاد يسمع له ازيز !!.
اما المقال النقدي الثالث فقد كان عن المجموعة القصصية للكاتبة المعروفة اقبال بركة المصرية الجنسية والمجموعة بعنوان " حادثة اغتصاب " يقول غبريال وهبه عن اقبال بركة : " انا امام كاتبة روضت نفسها علي اقتحام المسالك الصعبة الوعرة والمضي في سدودها وعقباتها ثقبة العزيمة طامحة الهمة وهأنذا في اشتياق الي معرفة مدي جسارة وشجاعة اديبة مصرية في متناول هذا الموضوع الجنس الشائك بالنسبة الينا نحن ابناء الشرق العربي ومعياري الخلقي هو الصدق في الغني . ان شخوص اقبال بركة مثل شخوص تشيكوف تعاني من الرتابه والملل واليأس والاحساس بالتفاهة والبلادة ورغم ذلك يتشبثون بالحياة وعند فشلهم يحلمون بالحياة والمستقبل .

كتاب اعجبنى

ثلاث أديبات مبدعات
فاطمة يوسف العلي - توني موريس – اقبال بركة
دراسات نقدية للدكتزر غبريال وهبه
عرض وتقديم : السيد حافظ

صور في القاهرة عن دار عيون جديده كتاب جديد للكاتب والباحث والاديب والناقد دكتور غبريال وهبه الذي نشر له 27 كتابا تشمل روايات ومجموعات قصصية ومسرحيات ودراسات نقدية في الأدب الروائي والمسرحي كما نشرت له 67 قصة قصيره و412 مقالا ودراسة في النقد الادبي والمسرحي والسينمائي بالصحف والمجلات بمصر والدول العربية وحاصل علي دكتوراه في الفلسفة في النقد الفني من المعهد العالي للنقد الفني باكاديمية الفنون.
جمع الدكتور غبريال وهبه ثلاث دراسات عن الكاتبات فاطمة يوسف العلي وتوني موريس واقبال بركة .. وفي مقدمة الكتاب كتب الدكتور غبريال وهبه " قبل ان ابدأ دراستي التنقدية لبعض الاعمال الابداعية للأديبات الثلاث اود ان اقول انني لن الجأ الي ما فعله ويونيسيس في الدراما الاغريقية مع الشاعرين ايسخيليوس و يوربيدس . فلن آتي بميزان كبير لأوقف في كفتيه الآديبةالكويتية فاطمة يوسف العلي والاديبة الامريكية توني موريس او الاديبة المصرية اقبال بركة مفاضلا بينهم فلست ابغي في كتابي هذه المفاضله لأني اؤمن بحرية الفنان لكل كاتب طريقته وله رؤيته وعالمه الخاص به ".
وعن سبب اختياره لهن بالذات ولماذا قدمهن الدكتور غبريال وهبه ؟ يقول : " قد اخترت الاديبات الثلاث فهن يجمعهن خيط واحد .. فهن عقول وافئدة عرفت المعاناه في الخلق والابداع وتوغلت في نفاذ نظرة ثاقبة وعمق وتحليل في اغوار النفس اليشرية كاشفة عن اوراق المشاعر في اسلوب سلس رقراق وتميزن بعمق وبتعمق في واقعهن وبرؤية اجتماعية واعية ونزعة انسانية واتجاه خط فكري واضح مسقيم وهن يصورن الحياة في صدق وينفصلن بها في حرارة وينقلن الينا انفصالهن خلال الكثير من التفاصيل الدقيقة للحياة ".
ثم بدأ الناقد الكبير الدكتور غبريال وهبه يلقي الضوء علي كل كاتبة وبدأ بالكاتبة الكويتية فاطمة يوسف العلي .. فقال : " لقد اخترت من الكويت الكاتبة والاديبة فاطمة يوسف العلي لأنها من رائدات الفن الروائي والقصصي في بلدها الكويت اذا كانت روايتها وجوه في الزحام هي الرواية الرابعة في قائمة هذا الفن في الادب الكويتي وحين كتبتها لم تكن قد تجاوزت الثمانية عشر ربيعا وعندما وقعتفي يدي مجموعتها القصصية " وجهها وطن " وقرأت ما احتوته بدت لي رحلة خلال عقل الأديبة ".
وعن لغة فاطمة العلي وخيالها يقول الدكتور غبريال : " لغة فاطمة العلي لغة مليحة وحوار شخوص قصصها تشبه لغة المسرح جمل مركزة معبرة تجمع بين الواقعية والسلاسة واشبه بحسن صنيع الاديبة المبدعة مع اجراء الحوار باللغة الفصحي التي تشترك احيانا في بعض التعبيرات مع اللهجة المحلية الدارجة ".
وذلك نهج قديم سلكه بعض الكتاب قبل ذلك مثل ابراهيم عبد القادر المازني وتوفيق الحكيم .. وتشدنا فاطمة بتجربتها في الكلمات واهتمامها بالفكرات وايجازها في الكلام بجمل قصيرة مكثفة وخيال فاطمة يوسف العلي هو الخيال الواقعي مع عاطفتها الجياشة تمد ادبها بوهج الحياة فاذا فكراتها تتحرك وتتدفق في عروقها الدماء سخيه حارة وهي تخاطب في القارئ شعورة بمقدار ما تخاطب عقلة لانطلاقها من عقل كاتبتنا الذي تمده العاطفة بالدفء.. وتدافع فاطمة العلي عن حرية المرأة وكيانها وتحقيقا لذاتها وتؤمن بقيمة الحب كضرورة واجبة من اجل التقدم وحين تتحدث عن الجنس تغلفة بغلافة شاعرية رقيقة فهي لا تسعي الي دغدغة القراء وتمتلك براعة في السرد في قصصها .
اما عن الكاتبة توني موريس الفائزة بجائزة نوبل عام 1993 يقول دكتور غبريال وهبه : " ولدت في الثامن عشر من فبراير عام 1931 فيلورين بولاية اوهايو بالولايات التحدة الامريكية وكان والدها جورج رونردعاملا يقوم بثلاثة اعمال مختلفة حرصا علي مستوي الاسرة وتعتبر توني موريس روائية في المقام الاول ولها قصة قصيرة ولها عدة مقالات وتعتبر توني موريس واحدة من اهم الروائين الامريكيين السود الذين برزوا في السبعينات وكتابتها نسمع لها احيانا رنين الشعر وتمتاز بالحرص علي الدقة وشة العنايه بالتفاصيل ومفعمةبالحيوية وامتلاك ناحية الاسلوب وروايات توني موريس تخرج بين الواقعي والخيالي وبين الحقيقي والسريالي وتوني موريس تصور بدقة وصراحة في غير احتشام وهي تتحدث عن الاغتصاب الذي كان يعد هدية الحياة الوحيدة وعن الشبان الزنوج الذين يضاجعون الابقار حين يعانون حرمانا جنسيا . ان الزمن مع روايتها يحل محله زمن ذاتي. وشرح الدكتور غبريال وهبه رويات الكاتبة الامريكيية وقدم تحليلا سريعا وافيا وختمها يقوله ان توني موريس تعرف كيف تكتب الجملة التي تحدث قعقعه وصليك وحوارها مضغوطا يمتاز بالحيوية ونحس به حارا لا يكاد يسمع له ازيز !!.
اما المقال النقدي الثالث فقد كان عن المجموعة القصصية للكاتبة المعروفة اقبال بركة المصرية الجنسية والمجموعة بعنوان " حادثة اغتصاب " يقول غبريال وهبه عن اقبال بركة : " انا امام كاتبة روضت نفسها علي اقتحام المسالك الصعبة الوعرة والمضي في سدودها وعقباتها ثقبة العزيمة طامحة الهمة وهأنذا في اشتياق الي معرفة مدي جسارة وشجاعة اديبة مصرية في متناول هذا الموضوع الجنس الشائك بالنسبة الينا نحن ابناء الشرق العربي ومعياري الخلقي هو الصدق في الغني . ان شخوص اقبال بركة مثل شخوص تشيكوف تعاني من الرتابه والملل واليأس والاحساس بالتفاهة والبلادة ورغم ذلك يتشبثون بالحياة وعند فشلهم يحلمون بالحياة والمستقبل .

الأربعاء، 20 مايو 2009

خصوصيات التجريب و مظاهره في مسرح السيد حافظ دراسة بقلم الهوارى بن يونس

خصوصيات التجريب و مظاهره في مسرح السيد حافظ

دراسة بقلم الهوارى بن يونس

الفصل الأول : التيمات الأساسية في مسرح السيد حافظ و علاقتها بالتجريب

قبل أن نباشر البحث في الموضوعات التي عالجها مسرح السيد حافظ سنتوقف قليلا عند هم الإشكاليات في مسرحنا العربي ظاهرة التجريب . فهي الإشكالية التي شغلت بال المسرحيين العرب و لا زالت تشغلهم . فمن خلالها تبرز الصورة التي ال إليها مسرحنا العربي . و الأشواط التي قطعها في رحلتة التجريبية .

تجيز لنا الدخول إلى عوالم غير مكتشفة " تأخذ بعين الاعتبار عناصر تكوينها و اختلافها عن وطاه السؤال الغربي .

و لتحقيق هذا المطلب العسير . ترد ضرورة تحرير كل إبداعاتنا العربية من الضغوط النفسية لظلال الغرب .و تمكينها من تخطي الكائن سعيا نحو الممكن . ليخرج المسرح العربي من " حجري رحا أخذت تطحن فية بلا هوادة " . لهذا الاعتبار . تظهر عملية التجريب . فهو ضرورة معرفية و فنية يساعد على تحقيق مجموعة من المقترحات الممكنة . لأنة يتضمن سمة التحرر من الجاهز و المألوف . فالتجريب فعل يعني المغايرة و التجدد . و يعتمد في ذلك على الافتراضات و الاقتراحات الممكنة .

و بمقتضى ذلك . يصبح للتجريب فعالية أبداعية هامة . تتزاح عن تكرار النموذج السابق . و ترتقي بالذوق العام للجمهور العربي من خلال ابتكار أساليب جديدة تكون قادرة على توفير الأبعاد الفكرية المتوخاة . و تحقيق المتعة الفنية المطلوبة تمشيا مع التطورات العالمية المنجزة في حقل الإبداع المسرحي العالمي . و من ثم يكتسي التجريب طابعا ديناميا تظهر فعليتة في سياق ثراء دلالاتة الفنية و الجمالية . و مدى انفتاحة على العالم الخارجي . فالتجريب رؤيا تجديدية تختبر الوسائل التعبيرية المسرحية . وتطوع مجموعة من المكتسبات التقنية المبتكرة قصد الحصول على الأدوات و الآليات المطلوبة في استيعاب الواقع و تغيرة . لذا فان أهم خاصية تتميز بها هذة الظاهرة التي توفرها مجموعة من الوسائط . كونة يتعايش فيها الأدبي و غير الأدبي ضمن تعدد قنوات الخطاب المسرحي . فالتجريب كما هو معروف لا يقف عند حدود النص الذي لا يعد إلا جزءا من مكونات العرض المسرحي . و إنما يتبلور أكثر في هذة المكونات . فالمخرج هو الذي يستغل بشكل أكثر إمكانية التجريب . لأنة هو الذي يضيف إلى النص كل ما يجعلة حيا فوق الركح عن طريق تلك المكونات التي يمثل كل جزء منها نصا دالا و معبرا .

و في هذا الصدد يقدم " بانريس بافيس " تعريفا للمسرح التجريبي مفدة أنة " مسرح يسخر كا الأشكال التعبيرية الجديدة قبل البحث . وذلك في علاقتها بعمل الممثل . و من ثم . فان التجريب يضع تلك المكونات في العمل المسرحي موضع التساؤل " كما إن مهمة تقضي الاستفادة مما يراة مناسبا من المدارس أو الاتجاهات و غيرها مما يندرج ضمن فعل التجريب عامة . بحثا عن أقصى درجات التواصل مع الجمهور .

وهذا ما يقتضي من عمل المجيين . الاسترشاد بمنارات أكثر توهجا في مجال البحث التجريبي . بقصد اكتشاف وسائل حديثة و ميكانزمات متطورة تعي صيرورة الحركة الثقافية . و لا تقف عند حدود هضم النظريات السابقة . و من ثم فان علاقة التجريب بحرية الإبداع تجعلةفعلا متخلصا من القيود ؛ لأنة يتجاوز ثوابها قصد بناء المغاير . لذا فان التجريب مغامرة تتميز بطابع مشاكس و مستفز باستمرار .

بيد إن هذة المهمة لا تنشا من الفراغ . فالعمل التجريبي الحقيقي لة أصولة . و ليس مجرد طفرة مندفعة . ولا يمكن لهذا العمل إن يتحقق آلا في ضوء ما انجزة الآخرون فعلا فبي الحقل نفسه . ذلك أنة كي تتقدم فلا بد أولا من النظر إلى الوراء .

فالتجريب إذا يسعى إلى تطوير تجربة شابه أو تجاوزها برؤية مختلفة . و لكن ذلك يقتضي من المبدع المجب إن يستوعب الأبدع الكائن قبل الثورة علية . ذلك بان حركة التجريب لا تخضع للزمن الثابت . و إنما تتغير باستمرار لتنخرط ضمن ورشة كبيرة من المفاهيم و الأدوات .

و إذا كان التجريب في المسرح الغربي يلتقي في كثير من مفاهيمة و اهدافة . فان هناك خصائص يتميز بها عن غيرة من المسارح الأخرى ز فما هي هذة المميزات في ضوء التراكمات المنتجة حتى الآن ؟ و ما هي علاقة التجريب في المسرح الغربي بالمسرح العربي ؟ و بصيغة أكثر وضوحا . ماهي عناصر الإتلاف و الاختلاف بين المسرح الغربي و المسرح الغربي ؟

قبل أن تجيب عن هذة الأسئلة . فلا بد آن نتوقف عن أهم المحطات التي شكلت مراحل تطورة . ز ماذا حقق فيها من تجارب لا شيما في القرن العشرين ؟

من المعروف إن إرهاصات التجريب الغربي لم تظهر في المسرح الغربي إلا مع نهاية القرن 19مع رائد المسرح الطليعي " الفريد جاري " واضع بذورالدراما الطليعية من خلال عملة المتميز " اوبوملكا Uburoi ".

وقد جسدت هذة المسرحية ثورة حقيقية على الدراما التقليدية و علىا لنزعة الواقعية السائدة . فسدت كثيرا من الفراغ الذي تركتة المدرسة السريالية . و قد استطاع " الفريد جاري " ان يبتكر أسلوبا جديدا في التشخيص . و اذ اقترح أسلوب الأقنعة في التشخيص بدل التمثيل المباشر المألوف . و تسللت إلي الأداء أجواء فنتازية امتزجت فيها السخرية المرحة بالحوارات الداخلية . لا سيما و إن النص يتحدث عن سخرية تلميذ بأستاذة . فكانت هذة التجربة نقلة كبرى مهدت لميلاد المسرح الطليعي . وهو مسرح كان المؤلف الروسي " تشيخوف " قد بشربة من خلال أعمالة الخالدة .

واهم ما ميز مسرحيات " تشيكوف " تجسيدها لقضايا المجتمع الروسي و معاناتة قبيل الثورة البلشفية . كما استطاع أن يمزج في مسرحياتة بين النزع الواقعية و التعبير الرمزي بعد ما أمدها بخيط رفيع جسد من خلا لة جو الاغتراب و القلق الذي تعيشة شخصياتة . و يمكن إن نشير في هذا الصددالى مسرحياتة نحو : " الشقيقات الثلاث – النورس – بستان الكرز – الخال فانيا و غيرها " . و قد شكلت هذة الأعمال مصدر إغراء للمخرجين . لا سيما الروس منهم . و على رأسهم " ستانسلاسفكي و مييرهولد " .

غير أن التجريب في المسرح الغربي لم يبلغ انطلاقة الحقيقية ألا مع نهاية الحربين الكونيتين بما خلفتة من أثار نفسية مدمرة . و امتعاض شديد . و هي أمور أفضت إلى الإحساس ببشاعة العالم ووحشية قاتمة الإنسان الأوربي عندما " نصبت هويتة الجديدة في قالب غريب و مرعب بدفعة بلا رحمة في نفق التقدم الآلي المعقلن . لقد بدا مؤخرا اكتشاف تكويم الجثث و الفظائع التي تمزق هذا الإنسان في اعماقة الخفية . ( و بهذا اقترنت ) " ولادة المسرح الأوربي مرتبطة عفويا بنشأة التحديث الأوربي . حيث تمزق الإنسان بين رحمة القديم و قالبة الجديد " .

ولم تكن تلك الرغبة وليدة تشتت الواقع الأوربي . بل كانت هناك طموحات فنية تتوخى هدم السابق من المسارح الكلاسية بدءا بالمسرح الإغريقي . و مرورا بالمسرح الديني في العصور الوسطي . و نمط المسرحيات البطولية التي عهد بها العصر الاليزابيثي . و الدراما العاطفية في القرن 18 . وصولا إلى الميلودراما في القرن 19 .

و من الذين قوضوا مبادئ هذة المسارح . نذكر رواد مسرح العبث من أمثال " صمويل بيكت " ( 1906 – 1989 ) و " يوجين يونسكو " ( 1912 – 1994 ) . و كان للفرنسي انتونان ارتو . صاحب نظرية مسرح القسوة الدور الكبير في تقويض النظرية الارسطية للمسرح . فقد عاد بالدراما إلى الأصول الشرقية القديمة " الباليني بخاصة " . ولم تتوقف رحلتة عند حدود الايديولوجيا . اذ استطاع إن يكون " ثوريا حقا . مثل كل المبدعين الكبار و لكن ثورتة ليست أحادية البعد و لا ثابتة و لا مؤدلجة " .

لقد فسح " ارتو " المجال إمام قدرات الجسد كي يفجر طاقاتة . و يخرج عن سلطة اللغة المنطوقة ضمن فاعلية " القسوة في تطويع قدرات الجسد الحقيقية بغرض الوصول إلى الصدق الفني . و بهذا يصبح الجسد . عند ارسطو . بديلا عن الفراغ . فهو إلى جانب المكونات السيوغرافية الديكور . الاكسسوارات . الإضاءة و غيرها " يؤدي مجموعة من الوظائف الدلالية و يساهم في خلق فضاء يعوض العلبة الإيطالية .

ولا يفوتنا إن نشير إلى جهود الرواد الآخرين . خصوصا فيما يتعلق بجانب الإخراج و قضايا التمثيل . و الإعداد الفني بعامة . و منهم رائد الثورة على القاعة الإيطالية الألماني ماكس رينهاردت ( 1873 – 1943 ) . و الروسيين مييرهولد ( 1874 – 1940 ) و ستانسلافكي ( 1863 – 1938 ) و يرجع الفضل لهذا الأخير في ابتكار أساليب جديدة في فن التمثيل . إلى جانب البوني ( جرو تفسكي ) صاحب نظرية " المسرح الفقير " ويعد " بريخت " أهم مبدع خالف المسرح الارسطي و المسرح الكلاسي عامة . فالية يرجع الفضل في فتح الباب واسعا إمام التجريب المسرحي . ذلك بان المسرح الملحمي لازال يشكل مصدر إغراء لمجموعة من الإبداعات المسرحية . و حقلا مفضلا لها بفضل اسهاماتة النظرية و التطبيقية في مجال المسرح بعامة .

بعد هذة الإشارة السريعة إلى أهم محطات التجريب الغربي نتساءل :

ما هي عناصر الائتلاف بين هذا التجريب في المسرح الغربي و بينة في المسرح العربي ؟

مما لاشك فية . إن التجريب الغربي يتميز بريبرتوار يجمع عصورا مختلفة . و هذا ما يفسر غايتة المتجهة صوب " الكفر بالمسرح التقليدي . و المسرح السائد . و هو كفر يتعداة المسرح الفن . ليشمل كل الكفر التقليدي بكل ما فية من المفاهيم و القيم الماضوية العتيقة " ذلك بان المسرح الغربي خلف رصيدا ابداعيا مهما على امتداد زمني طويل . كما افرز سيلا من الاتجاهات الفنية . و المدارس المسرحية . و هي صفات تخول للمسرح الغربي جواز الهدم بغية تأسيس المغاير .

و مع ذلك . فأنة بالرغم من خصوبة الحقول الإبداعية و تطور الجهاز ألمفاهيمي التنظيري في الريبورتوار المسرحي الغربي . لازال جل رواد المسرح الحديث متشبثين بأصول الفرجة القديمة و قد استلهم " ارتو " مصادر فرجتة من الأصول الشرقية القديمة المنحدرة من جزر بالي . فهي في راية تمثل المنابع الصافية للفرجة . و لا سيما و أن الأساليب الجديدة لوثتها اصابع المدينة الغريبة الحديثة . و هذا ما يشفع لنا القول بان : التجريب لا ينشا من فراغ . ذلك بان التجريب لا يلغي القديم . و أنما يتجاوزة . في حين أن قاعدة المسرح العربي تختلف في كونة يدشن " بداية طريق البحث عن صيغة عربية في المسرح " .

و من هذا المنطلق . فان التجريب في المسرح العربي يتقضي تجاوز النماذج المهيأة سلفا . و امتطاء أساليب ملائمة تتغرس في التربة المحلية من جهة . و تمنح من روافد طليعية تغتني حقل الممارسة بثمار جديدة تستجيب للذوق العام العربي من جهة أخرى . فالتجريب هو استمرار في البحث عن تقنيات جديدة . و استنباط مناهج ملائمة و جادة . و ابتداع صياغة جمالية تتناسب مع مشكلات العصر .

ومن ثم فهو . في جوهرة . رؤية أبداعية شاملة تنظر في مختلف عناصر الفرجة . بدءا بالنص باعتبارة بنية خطابية تتناسق أو تتقاطع فيها مستويات تلك البنية ضمن فضاء متعدد . و مرورا بالرؤية في مكونات الإخراج و السينوغرافيا باعتبارها تكملة للنص . أو إعادة خلق لة قصد اكتشاف علامات جديدة تختفي وراء ستار النص . و صولا إلى زعزعة عملية التلقي قصد ارتقاء بالذوق العام المسرحي العربي . لا سيما و إن المسرح العربي اليوم . كما يقول الدكتور علي الراعي . " أضحي جزءا من الوجدان العربي . و نمت لة عضلات . و طال لسانة . و ان تنقشع عنة هذة الغمامة من عدم الثقة و الرغبة في المحاكمة . و إصدار الأحكام التي تعوق تدفق الأعمال المخلصة و الجادة من أقلام الكتاب الجادين "

و يجدر التذكير بان عملية التجريب المسرحي في الوطن العربي قد انتلقت مع الرواد . و إن كانت الانطلاقة الرصينة لم تتبلور بوضوح إلا مع الدكتور " رشاد رشدي " . فقد استطاع هذا المبدع أن يقدم عملا متميزا في نهاية الخمسينات بشرت مسرحيتة المثيرة " اتفرج يا سلام " التي استلهم فيها شكل " خيال الظل الشعبي " و عبر من خلا لة على نضامين فكريب معاصرة . و بذلك استطاع أن يطوع هذا القالب الفني لمعاجلة قضايا سياسية و اجتماعية و فنية . و كانة يؤكد أن الإشكال الشعبية العربية الإسلامية تتضمن عناصر المسرحة على غرار إشكال الغريبة المعروفة .

و إلى جانب شكل خيال الظل الشعبي استعان " رشاد رشدي " بمجموعة من الظواهر الفنية المستمدة من البيئة الشعبية المحلية . كالأغاني و المواويل الشعبية و الأذكار الدينية و جعله تخدم قالبة الفني لتشكل كلها بناء فنية متماسكة . و لكنة . و في نفس الوقت . استفاد من تقنيات المسرح الحديث : كتقنية المسرح داخل المسرح . و الارتجال في تنفيذ الأدوار و قيام الممثل الواحد بمجموعة من الأدوار و غيرها . . .

و حتى يعطي يعطي بعدا ايجابيا للتجريب . عمد الدكتور رشاد رشدي إلى كسر الجدار الرابع بغرض رفع الإيهام . و خلق تواصل مباشر مع الجمهور . و قد تعددت سمات التجريب في عملة هذا . من خلال انفتاح الفضاء المسرحي على عدة مستويات روحية . كما تحددة هذة الإشارات المسرحية في مقدمة النص :

" ميدان من ميادين القاهرة في عصر المماليك في الجانب الأيسر . قهوة الشعراء و فوقها بيت سعيد صاحب القهوة. إلى جانب القهوة محكمة و فوقها بيت قاضي القضاة الشيخ عثمان حمزة . و في الجانب الأخر . بيت أبو المعافي . و أخوة سيد . و إلى جانية دكان الحلاق عبد ألعال . و قد ساعد تعدد الأمكنة على إضفاء جو شاعري للفضاء المسرحي . و اثرائة بمجموعة من الدلالات قصد تكثيف الأبعاد الفنية و الفكرية للمسرحية .

و من حيث اللغة . اعتمد رشاد رشدي على لغة و واضحة و بسيطة . اذ زواج بين اللغة الفصحى و العامية المصرية المطراوحةبين الشعر و النثر في تناسق ذكي بين الشكل و المضمون مستمد من عصر المماليك . الذي سادت فية . من سجع و جناس و طباق و مقابلة . . كذلك فان الشكل الفني للمسرحية مستمد من مسرح خيال الظل . مما يحتم فنيا و دراميا استفاة من الغنائية التي يتميز به المسرح " .

فقد استلهم رشاد رشدي خيال الظل من منطلق حدائي و استطاع أن يبعث لنا صيغة مسرحية ضاربة في عمق التاريخ العربي و الإسلامي . و قريبة من الوجدان الشعبي . حيث وظف خيال الظل في رؤية جديدة لا تتوقف عند حدود محاكاة الواقع . و إنما تتجاوز ذلك لتعيد تشكشلة فنية ضمن مسوغات التجريب التجديدية .

و من هذا المنطلق . اقترن " خيال الظل " بوظيفة جديدة . و إذا يصبح بمثابة الكورس في هذة المسرحية : غير أنة لا يوظفة المؤلف باعتبارة معلقا . آو متدخلا في الإحداث . و أنما يوظفة باعتبارة مكونا سينو غرافيا يقوم بمهمة الإنارة و ضبط حركات الممثلين .

كما وظف شخصية سعيد " صاحب خيال الظل " من منطلق تجريبي . فهو يقوم إلى جانب الجوقة بالتدخل في الإحداث . و المساهمة في بلورتها . كما نجد في هذا المثال :

سعيد : بقى في البلد السلطانية

أحوال الناس الاجتماعية دايما زفت و اطران

دا شيء كلة عرفينة

و عارفين كمان أن

اللي يقولة السلطان

أو خدامينة

يبقى كانة قران

أنزلة الرحمن

فلمل الدادبان

قال علي ابن النعمان

أنة مجنون . . .

أو كما جاء على لسان الجوقة :

- الجوقة : ( لحن جماعي مخاطبين المتفرجين على المسرح )

ألف تحيو و ألف سلام

بص و شوف الفرق بين الاثنين

ظلم و ضلال

من نرر و جمال

و مين اللي عمل الفرق دة

مين اللي حقق كل دة

انتم

و إحنا

و أحنا

و انتم

المصريين

و يبدو لنا أن الحوارات تسللت إليها لغة شعرية بالسجع . و تكرار فيها فيها مقاطع شعرية تتالف في نفس التركيب في مناسبات كثيرة و هذا الأمر يؤثر سالباعلى تماسك البناء الدرامي ,و مع ذلك فان هذة الحوارات لم تسقط في الغنائية التي كانت سمة اغلب النصوص العربية العربية خلال تلك الفترة , لأنها تجسد لنل مجموعه من الاحدلث و المواقف بكثير من الدرامية , و فضلا عن ذلك , فهي لا تتورط في الأسلوب التحريضي المباشر الذي يغلب على كثير من إعمالنا المسرحية العربية .

و يمكن القول : أن رشاد رشدي استطاع إن يستلهم شكل خيال الظل و يعيد صياغتة فنيا ليسلط من خلا لة اضواؤة على إحداث العصر المملوكي , و هي إحداث أو مواقف لا يخلوا منها عصرنا الراهن . و بذلك طوع مجموعة من الأساليب الفنية القديمة لصالح التجريب , كما مسرح عدة إشكال احتفالية ( كالرقص و الغناء ) في أسلوب حكائي يستوعب قضايا العصر , و يلبي الذوق العام للجمهور العربي .

و قد بشرت هذة الخطوة التجريبية في المسرح العربي بميلاد محاولات عدة شكلت الإرهاصات الجادة للتجريب , سنجد لثارها و أضح في الستينات مع يوسف إدريس و توفيق الحكيم و علي الراعي و محمود دياب و غيرهم ممن كانوا يبحثون عن قالب ملائم يؤسس مسرحا عربيا قائم الذات , و يتوحد مع الجماهير العريضة في الوطن العربي .

بيد أن هذة المحاولات سواء على مستوى الأبدع أم الكتابات التنظيرية بقيت " متعثرة حينا و خجولة حينا آخر , حتى كانت هزيمة 1967 التي ابانت عن إفلاس الهياكل السائدة في المجتمع العربي . و بذلك صار التفكير جادا أكثر في خلق هوية متميزة للمسرح العربي "

و بموازاة لتنامي البعث التحرري الفكر النهوضي العربي , تواصلت اسهمات المبدعين العرب على الرغم من أنها لم تستطع حتى الآن إن تشك مذهبا خاصا يجمع ستات الاجتهادات المسرحية العربية نتيجة اختلاف الحقول الفنية و المرجعيات مختلفة المشارب .

على أن هذا الفعل التحرري لم يمنع من تبلور النضج الفني الذي يتجاوز حدود مجاراة النمزج الغربي , و ابتكار أشكال بكر تتلام مع الذوق العام , بل و تساهم في ترقية هذا الذوق . و في الوقت نفسة تستجيب لمتطلبات الواقع و تحولاتة . و بمعنى أخر فان صفة التجديد تبقى واردة , لان كل تجريب يسعى إلى تأسيس المغاير و الإبحار في محيط المغامرة , دونما تقيد بضوبط محدودة , و تعاليم سلطوية في سياق الوعي بمهمة التجريب المنوطو ب " محاولات التحلق فوق الواقع , وصولا إلى تحقيق حلم التطور الفني الذي هو في الوقت نفسة ليس منفصلا عن حلم الإنسان الذي يهدف الوصول لحالة أفضل "

فمن آفاق التجريب إدراك الارتقاء بالفن نحو الأفضل استجابة المبدع نفسة , و لتطلعات مجتمعة من جهة ثانية في سبيل البحث عن شكل و معنى جديدين يكونان أكثر ملائمة , و أكثر تعبيرا عن قالبنا و روحنا , و أكثر كشفا عن تيمات حياة الشعب في غالبيتة العظمى و مفارقة هذة الحياة و تخديمها التخديم الفني الصحيح . تتضافر . بمقتضاة . هذة المسوغات في تقديم الحيوية المطلوبة , و الحركية المتدفقة في الخلق و الابتكار ليظل هذا العامل " متحركا ما لم تتوقف عملية التجريب نفسها " .

لكن مهمة مثل هذة تتطلب الإلمام بحصاد تجارب إنسانية تتفاعل فيها مختلف التراكمات الثقافية , و الخبرات الإنسانية , لان هذا الأمر يوفر للفنان ثراء معرفيا و فنيا .

فانفتاحة على العالم الخارجي , و واطلاعة على مكونات التراث العالمية المضيئة يعد مطلبا ضروريا باعتبارة " إن قيام أي عمل تجريبي في ثقافة محلية معزولة و مختلفة غير قادرة على الاحتكاك و التداخل مع الثقافات الأخرى مسالة غير ممكنة على الإطلاق . . و من هنا فان خصوصية التجريب تتمثل في كونة عملا إنسانيا خلاقا " .

بيد إن حتمية السجال الثقافي بين التجريب في المسرح الغربي و التجريب في المسرح العربي افرزت سمة ولع المسرحيين العرب ببعض المدارس الغربية , و انبهارهم بالاتجاهات الأجنبية دون مراعاة الخصوصية المحلية للذوق العربي العام . و بهذا من شانة إن يرسخ فكرة المركزية الغربية المغلوطة . " و لكي نجرب لابد إن نفعل مثل بيتر بروك أو شانيا او بريخت , أي إن التجريب مرادف للانسلاخ عن الذات , و إن تقفز على ما هو مضموني و روحي , و تعانق مع ما هو شكلاني محض "

و لقد كان لهذا الموقف اثار سلبية على استنباط الأبعاد الحقيقية للتجريب الذي ظن فية البعض أنها حركة توازي العبث أو إلا معقول و الغرابة الذاهبة في صوت الإبهام . و قد ساهمت هذة الفكرة في قص جناح الإبداعات العربية حادت بها إلى الميوعة الفنية .

و هي القاعدة التي تنطبق على مهرجان دولي من حجم ملتقي القاهرة السنوي للمسرح التجريبي الذي يغرق اغراقا كبيرةا في الجانب الاستعراضي , لا سيما و أن هذا الجانب يعد مقياسا كبيرا للظفر بإحدى الجوائز المخصصة في المنافسة بين العروض .

و لما كن الانفتاح على الاتجاهات العالمية لا يخلو من أهمية تتجلى نتائجها خاصة في حقل المواهب , فأنة من جهة أخرى ينطوي على سلبيات قد تؤدي بأغلب المبدعين المسرحيين العرب إلى الابتعاد عن الإمساك بخيط المسافة الرابطة بين الشكل و المضمون و تغريب الملتقى العربي بابتعاد عن ذوقة باستعارة تقنيات غريبة عنة . لأنة اقتباس الإشكال الغربية و إفراغها داخل وعاء واقعنا العربي , يفضي إلى نتائج عكسية تعلوفيها الكفة لصالح الشكل .

و قد تنعكس هذة المعادلة ليصبح المضمون سيدا لصالح اكبر ظاهرة طغت على سطح مسرحنا العربي , و هي التصاق التجريب بالسياسة , حتى أصبحت هذة الأخيرة . و على رأي الدكتور مصطفى رمضاني الحصان الذي يجر عربة المسرح , و ليس العكس كما ينبغي إن يكون . و مهمة المسرح العربي , آو بالاحرى مشروعة الهام يتاسس على ما يقدمة من رؤى جمالية لا تتعالى فيها المواقف السياسية و الأيديولوجيات المغرضة , ف " الناتج الذي يرفعة شعارات هو وسيلة الأعلام عليها إن تغير حاكم . . . أما الفن و الأدب . . فهما اقرب إلى الثبات و الالتصاق بالتكوين التربوي للكائن و الفرد و الجماعات " . و لنا من الامثلة ما نقيس علية هذا الدعم فإعمال العظماء من الأدباء و الفنانين لازالت تحتفظ لنفسها بصفة الخلود , إما المذاهب السياسية التي ساقتها فقد توارت مع مرور الزمن . فإبداعات " بريخت " الكثيرة لازالت مصدر اغراء لمختلف المسرحيين على اختلاف جنسياتهم , بما قدمتة من إنجازات مهمة في جانب التقنيات الفنية و السيوغرافية . في حين إن دعواتها للماركسية سرعان ما تحولت إلى خيط دخان سابح .

لهذا و بعد إن وعي المسرح العربي و جهتة , و خطورة المسالك المؤدية إليها , فانة إن الأوان لان يرسم خطاة العاكسة لجسدة المتغدي من روح بيئتة المحلية و مناخة الخاص بة . فبعد إن عرف الإنسان النوع –حسب تغير غز الدين المدني – علية إن يولى وجهة شطر الإشكال الوفيرة التي يختزنها تراثة كي يحقق مكسب الانفلات من التبعية التي تجاوزت " حدود الدهشة و الاندهاش . على المسرح الغربي في الشكل الذي بدا فية " . و هو المطلب الذي أصبح ينادي بة اغلب النظيرات العربية التي يراود حلمها تحقيق التصورات المقترحة بما يتناسب مع الجوانب التطبيقية لإعمالها .

كل ذلك كي لا يتبقى " مجرد ممارسات هلامية و غافية " اذ عليها إن تتساوق " في سياق مسرحي يراعى جدلية التفاعل بين الفن و كل العوامل التي تتحكم بالإنسان العربي و قضاياة " . و هي مهمة شاقة لا تاخذ طريقها إلى النهج الصحيح إلا باستمرار عدد كبير من الإبداعات , تنم عن بزوغ نهضة حديثة للمسرح العربي إلي أصبح بصيص نورها يبرز نسبيا . غير أن اكتمال اشعاعها يظل بعيد الآمل إذا لم تراع ذاتها .

و يبدو إن أفضل سبيل لا جتناب تكرار النماذج المسرحية الغربية يقتضي الإلمام برسالة المسرح السامية بما تقدمة من إعمال تخدم المتلقي في إطار العام بدل اللجوء إلى تكويم النظريات , و استيراد المفاهيم الغربية عن ذوقنا .

و من ثم فان الإجابة عن إشكالية التوفيق بين المحلي و العالمي في التجارب المسرحية العربية و تكيفها مع خصوصياتنا العربية و الإسلامية .

و فضلا عن ذلك . فان تعدد مستويات الخطاب المسرحي يقتضي ايجاد المعادلات المناسبة بين المستويين الفكري و الجمالي باعتبارهم يشكلان نسيجا متكاملا ضمن مكونات الخطاب النصية و الإخراجية و السينوغرافيا ككل .

و تأسيسا على ذلك , فان مقاربت إشكاليات التجريب في المسرح العربي يمكن إن نحددها في مظهرين اثنين , فالمظهر الأول , يتحدد في طبيعة العلاقة بين التجريب في المسرح الغربي , و هو تعاقد يندرج في سياق علاقة الذات لأخر , و حتمية التبادل الثقافي . و هذا الأمر يطرح إشكالية إثبات الذات , و حوافز المسرح العربي في البحث عن هويتة .

إما المظهر الثاني لهذة الاشكاية , فيقترن بإيجاد مواصفات جديدة , و صيغ ملائمة للفرجة المسرحية العربية بلغة خلق شروط مناسبة لاكتمال الفعل التجريبي في المسرح العربي .

إن التجريب في المسرح العربي يتميز بخصوصيات منفردة تكتسي خطورة بالغة , و هي تقدم إشكاليات متداخلة تقترن أولاها بالهم التأسيسي , إما الإشكاليات الأخرى , فيمكن إن نصلها بطبيعة التجريب نفسة , و بهاجس المجريين المرتبط بالبحث عن الصيغ المغايرة و المختلقة لحدود التجارب السابقة .

غير إن تداخل الخبرات الإنسانية , و تعايش ثقافاتها ضمن نسيج عالمي يسير أشكالا أكثر , قد تتشابة بموجبة الأعمال المسرحية .

و في ضوء هذا الكم الهائل من المبادرات العالمية و الإنجازات الغربية يتعدد مدارسها و مناهجها . كيف يمكن للتجريب العربي إن يؤسس فرادتة و يصبح فاعلا في الثقافة العالمية على غرار التجارب الإنسانية الأخرى دون التضحية بالخصوصية الاجتماعية و الحضارية للأمة العربية ؟

في سياق هذة المهمة الصعبة . كيف يمكن للطاقات المسرحية العربية إن تخلق مسرحا يتميز بخطاب يختلف عن قاطرة المسرح الغربي ؟

إن المسرح كحياة يتجدد و يتطور بطور المواقف الإنسانية و تغييرها . فمنذ نشاتة الأولى بين معابد اليونان , و الإنسان يحاول إن يكتشف سر جاذبيتة , و ينصت إلى صخب أبطالة و هم يتصارعون مع قوى ميتافيزيقية تكبك جماحهم . غير إن هذا الإنسان بحكم ايمانة بقدرة التجاوز رأي إن يكسر الجدران , و ينتقل إلى جوهر الصراع الذي يربطة بالحياة . و بذلك أخذت الكتابة المسرحية تكسر لحظتها الآنية لبناء و اقع أخر , و هو مبدؤها الذي لا تتعالى عنة , و لكنها تسمو بة بعد إن تستوعبة و تنتج معرفتة .

و في الوقت نفسة تحاول إن تكسر تلك اللحظة , و تعبر عنها بطريقة جمالية تعبق بالتوتر الحاد و ترفض الاجترار , كما يقول المرحوم محمد مسكين , " أن تكتب مسرحية يعني ان تعيد بناء الأشياء و الناس . إن الكتابة المسرحية هي فصل يحدث الشرخ في السيرورة المتزنة للواقع . لهذا فهي كسر للتوازن الظاهري " .

غير أن هذا الأمر يقتضي وسائل جديدة قادرة على نبذ الاعراف الفنية التقليدية السائدة التي لا يستجيب للفئات العريضة من متذوقي الفن الدرامي .

و كان الدراماتورج . السيد حافظ . ولا يزال من خلال ابداعاتة المتدفقة واحدا من هؤلاء الذين جسدوا التوجة الصحيح القائم على استكمال المقومات التعبيرية الدرامية , في افق تاسيس كتابات واعية منذ الستينات .

الا إن هذة اليقظة لم تتبلور بشكل واضح , لا سيما في ظل ألازمة السائدة للمسرح المصري الذي سادتة نظرة كانت تعتقد إن المسرح " مجرد دار عرض للتسلية و الترفية , و انتاجة لا يعدو ان يكون ساعة من سلع الريح تدخل تحت اسم تجارة الضحك و التسلية و التجميل و كسب الغفلة و التحجر و الجمود " .

فوسط ضباب كثيف من الأعمال السائدة آنذاك , ازدهار المسرح التجاري و كاد ان يحجب المحاولات التي انبعثت في فجر سادة ظلام تلك الفترة . و قد لعبت الدولة دورا سلبيا ساهم في انحسار المسرح الجاد بسبب الحمالات المعادية لكتاب المسرح , و الممارسة الرقابية للنصوص المسرحية . كما ساهمت الهياكل التنظيمية لمؤسسات المسرح في انحدار المستوى الثقافي . و بذلك ساهمة سياسة التهميش في " انحسار المسرح الجاد . و انطفاء الجذور الثقافية الإنتاج المسرحي عموما " .

و تتصالح أوضاع أخرى لترسيخ الوضع في المسرح المصري , على وجة الخصوص , و المسرح العربي عموما . الا و هو فساد الذوق العام الفني للجمهور المقابل على هذة الإعمال التجارية . و مما يزكى هذا التدني الملحوظ ان الجمهور يظل سلبيا و بعيدا عن المشاركة في الخلق و الإبداع . فضلا عن ذلك . لم تتحرك حركة التأليف المسرحي في الساحة المصرية اهدافها المنوطة بها . فقد فش ثلة من المؤلفين من أمثال محمد عناني و سمير سرحان و عبد العزيز حمودة و فوزي فهمي و علي سالم و غيرهم في بلورة وعي فني واضح , و نضج جمالي يستجيب للدراما المعاصرة , و يفي لمتطلبات الواقع الجديد , و أنما سقطت إبداعاتهم في فخ الإسقاط السياسي و الاستعراض التراثي المباشر في غالب الاحيان . و يبدو ان هناك عوامل متعددة لخصت ب " أوزوريس إلى ان يخرج من قاع النيل كي يعانق ايزيس " التي يقول عنها السيد حافظ " فعشيقتي ايزيس تهبني في كل رحلة سرا من أسرار الحقيقة , تهبني رفضا منقوعا في شريان الوعي "

فقد كانت ايزيس – أو مصر – هي التي امدتة بخصوبة الفن , و الهمتة ينابيع التجريب الصافية التي كدرها احتقار المتطفلين . و في هذا يضيف السيد حافظ : " جيلنا من الكتاب الذي لم يظهر إلى الآن , جيل رائع ملئ بأشياء خفية مكتوب عليها ممنوع الاقتراب من هيئة المسرح و الثقافة الجماهيرية , لان الهيئة احتكار للمفلسين فكريا . و الثقافة الجماهيرية مرتع للفوارغ من كل شيء في الاقلام " .

تسلل هذا الفتى الاسكندراني إذن بين أحشاء الدروب المقهورة , و فتح عينية على الكنابة و عمرة لا يتجاوز ربيعة الثاني و العشرين , فأعلن بذالك عن قرب نهاية خريف المتطفلين . و كانت الانطلاقة مع أحدى المسرحيات التي دخلت التجريب من بابة الواسع , و يكفي عنوانها المثير دلالة على ذلك " التفاهة في بلاد الا معنى " سنة 1970 .

و لم تكن هذة الباكورة لتسلم من الهجوم الشرس , بل و الرفض القاطع . فخلال الندوة التي اقامتها جمعية الدراما بالقاهرة لمناقشة هذة المسرحية انطلقت سهام النقد معلنة عن مقاطعة هذة الإعمال . و قد قام المبدع علي سالم خلالها ليعلن رفضة لمثل هذا التجريب المسرحي لأنة " تخريب في المسرح , و في عقلية الجمهور , و لن يقدم هذا العمل , انني لو حكمت لطلبات إطلاق النار على مثل هذة الإعمال التي لا تبتني الإنسان و لكنها تهدمة " .

لقد كانت تجربة تخريبية للشكل المسرحي السائد , و لكنها كانت تسعى إلى التبشير بأسلوب جديد في الكتابة . و بذالك كانت هذة المسرحية تمثل سابقة تسمو بعقل الجمهور و بذوقة من اجل بناء تصور جديد و ذوق مغاير و نمط مخالف للسائد و الجتهز من المسرح العربي . فالمسرحية تؤكد هذا الجانب التجريبي . " فشخصية المزيع " في المسرحية فقدت تواصلها مع العالم . و لم تستطع ان تعبر عن طموحاتها الفنية لاصطدامها بارض الواقع . و كانت رحلتها شبيهة بالحلم . لهذا قرر المذيع , الذي هو صوت الكاتب نفسة . أم يقف عجلاتها . و هو موقف طليعي يعكس طموحات السيد حافظ المصر على تقديم المغاير و الجديد . و هذا ليس غريبا من مبدع خرج " من خميرة ارض النيل كالصاعقة , أو كالنار على الشارع المصري و كان يلتقط أنفاس البحر , و يحمل نهر الكلام ز الرؤيا و يحمل موجات الإبداع للشارع الثقافي العربي . و قد اقتحم المسرح الطليعي حتى يكشف القناع عن الحرف العربي . و الظلام عن الاستعارة و يمحو الضباب عن الكتابة " .

و قد استطاع السيد حافظ . من خلال هذة المسرحية الشبيهة . بالكارت بوستال . كما يصفها احد النقاد ان يغرس بذورا تجريبية جديدة . و يختلس تركيبات الواقع البئيس بطريقة غير معهودة . فقد ابرز مظاهر التجريب بشكل مثير , لا سيما حين وظف أشياء جامدة لكرسي . فانيلة مثلثات . ميكروفون . . . " باعتبارها معادلات لأبطال بشريين . و هو توظيف ذكي استطاع من خلالة السيد حافظ ان يفجر اللغة بكل ما تحملة من أبعاد رمزية و ايحاءات مكثفة لتعكس بكل مرارة مفارقات " العصر الذري الحجري ( البرونزي ) في القرن الفوضوي , في ارض الا محدود الملوث " .

و لم يكن هدف المؤلف مجرد التمرد على إشكال القوالب الراكدة , بل كانت هناك عوامل أخرى ساقتها الظروف الاجتماعية و السياسية المثقلة للمجتمع المصري بخاصة , و المجتمع العربي بعامة .

و سنحاول ان نكشف عن علاقة التجريب عمدة بهذة العوامل , و كيف ساهمت في تطوير تجربتة الإبداعية في مجال المسرح