السبت، 9 مايو 2009

التغير الاجتماعى ومسرح الطفل





التغير الاجتماعى ومسرح الطفل

مسرح السيد حافظ نموذجا




اعداد
ا. د . كمال الدين حسن
استاذ الادب المسرحى والدراسات الشعبية
كلية رياض الاطفال – جامعة القاهرة
الدقى – كلية رياض الاطفال – القاهرة
جمهورية مصر العربية
0122161354
3471390








مسارح الاطفال والتغيير الاجتماعى

مما لاشك فيه ان الدور التربوى والتعليمى والتنظيمى الذى تقوم به مسارح الاطفال اليوم يلعب دورا هاما فى عمليات التغيير الاجتماعى فلهذا النوع من المسارح عناصر جذبه وتشويقه .واقناعه التى تميزه كوسيط تربوى معرفى له عشق خاص عند جمهور الاطفال الذين تعقد عليهم الامم والمجتمعات كثيرا من الامال فهم كما يقولون حماة المستقل وصانعوه .
من هنا تاتى اهمية مثل هذا الوسيط التثقسفى فى تشكيل البنية المعرفية والاخلاقية والاجتماعية لدى الاطفال .تللك البنية التى يسعى الجميع بأختلاف اطيافهم لتشكياها وفق اهوائهم .الامر الذى يتطلب فى النهاية .المسرحى الصادق المخلص الذى يتعامل مع الاطفال بصدق .محاولا بكل جهده ان ينير امامهم الطريق .ويعدهم لتحمل المسؤلية فى المستقبل.ليكونوا قادرين على تغييره للافضل .محققين حلم المجتمع فى عالم امن عادل خير.
حدد لمسارح الاطفال دورا مرتبطا بتنمية الاخلاق والقيم والاهداف التربوية التى ترتبط الى حد كبير بدور المؤسسات التعليمية وانحصر دوره فى :
1- التنمية الاجتماعية للتلاميذ (الاطفال )
2 –تنمية روح اتنافس الشريف
3- تنمية الانتماء للوطن ،من خلال تقديم خبرات ونماذج مشرفة ، تدور حول احداث عظام ،وشخصيات نبيلة ساهمت فى رفعة شأن الوطن والتقدم به
ومع ذللك شاهد تاريخ مسارح الاطفال بعض فترات وظف المسرح لتنمية جذوة الروح بين التلاميذ ، حيث كان الكفاح ضد الاحتلال الانجليزى ومقاومته هدفا فى نهايات القرن التاسه عشر وبدايات القرن العشرين .
كالفترة التى لحقت بالثورة العرابية ، وعاصرت ثورة 1919 ، وكان لها الفضل فى انتشار المسرح المدرسى فى المؤسسات التعليمية ، واستمر هذا الدور حتى جاءت ثةورة يوليو 1952 ،فازكته الى ان صدم العالم بنكسة 1967 ، والتى تعتبر نقطة تحول مصيرية فى مسيرة العالم العربى ومصر ،ادت الى مانحن عليه الآن ، وتأثيرها ضمن ماتاثر به مسارح الاطفال .التى لم تسطع ان تواكب الاحداث العربية .خاصة مايرتبط بالصراع العلربى الاسرائيلى والصراع العربى العربى الذى ميز فترة مابعد النكسة حتى اليوم.
من الغريب انه وفى ظل الازمة والمعاناة والنشر الذى يعيشه الوطن العربى ، وفى ظل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،التى يمر بها الوطن العربى اليزم ، وفى ظل دعوات الاصلاح ، وامام الثورة المعلوماتية الهائلة والفضائيات وشبكة المعلومات التى اصبحت كل ماتقدمه من مواد اعلامية ، وثقافية ، مطلبا متوفرا للصغار قبل الكبار ابتعد الخطاب المسرحى كثيرا سواء بالنسبة لمسرح الكبار وبالضرورة مسرح الصغار عن تناول القضايا السياسية ،
والاقتصادية والاجتماعية واهمها القضايا القومية والمقاومة والحرية وانحصار دور مسارح الاطفال فى :
الجانب المعرفى : المتعلق بتوفير الاجابات على الاسئلة التى تدور فى ذهن الاطفال بشروط الاتنطق بالسياسة.
الجانب التربوى : الذى يساعد على اكساب الاطفال كل القيم والعادات والاعراف التى تعمل على جعلهم مواطنون مستانسين فى اوطانهم
الجانب التعليمى : والمرتبط بتنمية القدرات التعليمية ، المرتبطة بتعليم مشكوك فى صلاحيته .
كل ذللك بعيدا عن تناول القضايا الحياتية والمصيرية التى تحيط بالانسان والطفل العربى وتشكل تحديا خطيرا هاما للمطالبة بالتغيير الاجتماعى فى كافة المجالات ، تحت مظلة مايعرف بالاصلاح.
حجر فى الماء الراكد
جاء السيد حافظ مؤلفنا المسرحى الذى بدا توجهه للأطفال ، بداية من 1982 واستمر فى تقديم خطابه المسرحى للطفل حتى 1996 تقريبان الذى كان بمثابة الحجر الذى اصاب الماء الراكد بالنسبة للخطاب المسرحى الموحه للطفل.
جاء مسرحا تحريضيا سياسيا .خرج به السيد حافظ من عباءة القيم التربيوية، والتوجيه الأخلاقي ليعلم الأطفال معني الحرية والوحدة والمقاومة وهي القيم التي لابد ان يتزود بها صناع المستقبل فكيف جاء هذا في مسرح السيد حافظ ؟
يعتبر السيد حافظ، واحدا من جيل كتاب المسرح في السبعينيات ومابعدها، حمل هم مصر وتأثر بنكسة يونيو 1967، وأفرغ شحنة الغضب والأمل في تجاوزهما واللذان إعتملا داخله، في عدد من المسرحيات التجريبية التي نادي فيها بضرورة تحقق الديموقراطية والحرية السياسية والدفاع عن حقوق الانسان باعتبارهما قضايا مصيرية وكان في غيابها حدوث النكسة.
بدأ السيد حافظ رحلته في عالم التجريب في مسرح الكبار بمسرحية "6 رجال في المعتقل " عام 1968، ثم " كبرياء التفاهة في بلاد اللامعني " 1971، واستمر عطاؤه وتحمل هجوم النقاد والمسرحيون، حتي يأس من عالم الكبار، فارتحل الي دولة الكويت، في إعارة وظيفية وهناك بدأ يكتب لمسرح الطفل " ملتمسا للشعب العربي الخلاص في أولئك الأطفال الأبرياء علي اعتبار انهم عدة الحاضر وركيزة المستقبل كما قال " ان الطفل بالنسبة لي هو المستقبل وانا قد يئست من الكتابة للكبار، فالكبار في الوطن العربي ينشغلون بهموم وتفاصيل القضايا اليومية، وفي البحث عن رغيف العيش لكني أري في الطفل نوعا من التحدي والاستكشاف وأحس أني امام قائد المستقبل، وشاعر المستقبل، وسياسي المستقبل "
مسرح السيد حافظ للأطفال
وبهذا الفهم والإيمان بدأ السيد حافظ رحلته مع مسرح الطفل من الكويت وبدأ يتحسس الدرب، عين علي السلامة والأخري تبكي علي الواقع المرير الذي تعيشه الأمة العربية في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين .
فبدأ " بسندريلا " حكاية شعبية عالمية معروفة للاطفال مليئة – لمن يلاحظ – بالكثير من القيم والدروس التربوية والأخلاقية، وفي ثناياها – لدقيق الملاحظة – أضاف بعض المشاهد التي تدعو الناس للتعاطف والترحم والمودة وان ينسوا الخلاف السائد ويتذكروا ماضيهم الجميل، رافضا الجحود والقهر الذي تتعرض له سندريلا، وتعرض له في مصر من النقاد المسرحين، مم أضطره للسفر الي الكويت سعيا وراء لقمة العيش ( وهذا واحد من أسباب الإعارة) ولمناخ جديد قد يستطيع فيه ان يعبر عما بداخله (وهذا سبب اخر ).
وبعد ان أطمأنت العين القلقة بدأت روح الثوري داخل السيد حافظ تموج بعدد من المسرحيات والتي فضل لها الإطار التراثي ليطرح من خلالها كثير من ظواهر التغير السياسي والاجتماعي الذي أصاب الأمة العربية، بعد حادثتين هامتين أثر كل التأثير في البنية السياسية والإجتماعية والقومية، وهما نكسة يونيو 1967، وأتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 وقد أثارهما في :
· الفرقة التي اصابت العالم العربي بعد توقيع معاهدة السلام (أولاد جحا ).
· الإنتفاضة الفلسطينية الأولي .
· سيطرة رأس المال وتفشي الأستغلال والإنتهازية ( علي بابا ).
· الحرب بين العرق وإيران .
· اتساع الهوة بين الشعب والحكام .. ودور الأعوان في عزل السلطان عن الشعب ( الشاطر حسن ).
جميعها مظاهر للتغير السياسي والإجتماعي تشكل اللحظة التاريخية التي وعي بها السيد حافظ وتفهمها فرصدها لطرح وجهة نظره تجاهها، مصورا حلمه بمستقبل تتجاوز فيه الأمة كل هذا الإنهيار .
فكيف جاء ذلك في مسرحه ؟

التراث الشعبي ورصد التغيير الإجتماعي
لجأ السيد حافظ الي الرمز التراثي لطرح ظواهر التغيير الإجتماعي من خلال إستلهام بعض الحكايات الشعبية المعروفة كأطروحة يطرح من خلالها وجهة نظره، مستفيدا من ذلك البريق الذي يختص به التراث الشعبي، ويجذب به الكبار والصغار، متمثلا في غرابة عالم الحكايات الشعبية وخصوصيات شخصياته التي ترمز لقيم الخير والحق والعدل وهي القيم التي يتمناها الجميع بجانب عناصر التشويق والمغامرة التي يعجب بها الكبار فما بالنا بالأطفال في المراحل العمرية التي وجه اليها خطابه من 9-15 عاما .
لقد إستفاد السيد حافظ من التعميم الذي تحفل به هذه الحكايات خاصة في عنصري الزمان والمكان والترميز الذي يحيط بشخوصه وأحداثه ليسقط من خلالها ان جاز القول او ليدلل برمزها علي واقعةالمعاصر الذي يعانيه طارحا وجهة نظره في أسباب أنهياره موحيا بسبل أصلاحه .
كذلك إستفاد من خاصيةالمرونة التي تميز هذا التراث وتسمح بالحذف والإضافة حسب مقتضي الحال ( وهذه الرونة هي التي تفسر ظهور أكثر من صياغة لنفس الحكايه )، أستفاد بالمرونة فحذف وأضاف ما يساعده علي طرح وجهة نظره التي إختار الموضوع التراثي إطارا لها .
فماذا فعل السيد حافظ؟
لنعرف كيف رصد السيد حافظ التغير الاجتكاعى المعاصر سنلقى الضوء على بعض مسرحياته فى الفترة من 1983-1993
سندريلا 1983
على بابا 1985
اولاد جحا 1986
الشاطر حسن او قميص السعادة 1993



سندريلا
صاغ السيد حافظ حافظ حكاية سندريلا العالمية صياغتين الاولى عام 1983، والثانية عام 1987 باسم سندريلا والامير ، وحكاية سندريلا والامير حكاية عالمية .وتحكى عن فتاة تعانى من القهر الذى توقعه عليها زوجة ابيها وابنتيهما ، لكن لصدقها واحلامها وخصالها النبيلة ، تنتصر وتفوز بحب الامير وتتزوجه هذا الحدث الرئيسى للحكاية الشعبية ، التى حاول من خلالها الكاتب ان يرصد الواقع العربى فأضاف احداثا وشخصيات فى مسرحيته ليحقق مايريد.
يبدأ السيد حافظ بتجسيد الغلظة والقسوة التى اصبحتا سمة التعامل اليومى ، نتعامل بهما مع بعضنا البعض، وقد يكون السبب صعوبة سبل الحياة ، فسندريلا بقروشها القليلة لاتستطيع ان تشترى اى شيء من السوق ، فالاسعار فى ارتفاع والتجار لايفكرون الا فى صالحهم لكن شيخ السوق اكراما لابيها الامين الذى كان يعمل حارسا فى السوق ، يوفر لها احتياجاتها .وفى الصياغة الثانية يضيف بعدا آ خر للحكاية الشعبية،، فسندريلا بعد ان تجرب الحذاء ، ياخذها الحرس الى القصر لتتزوج الامير فتلقى الرفض من الوزير ومن كل الاغنياء والامراء الغاضبون على الامير الذى سيتزوج من بنت فقيرة لاحسب لها ولا نسب لها.فيتآمروا عليها ويستبدلوا الحذاء ليناسب ابنة الوزير وتنطلى الخدعة على الامير وتطرد سندريلا من القصر.المهم هنا أن السيد حافظ حاول ان يكشف الزيف الذى يعيشه القصر والفساد والذمم الخربة التى تسيطر على رجال القصر ، من هذا المشهد ، كما اضاف شخصية جديدة للحكاية هى شخصية المهرج الذى تمثل ( البصيرة – الحكمة )
ويلعب دور الراوى المعقب على الاحداث والدافع لها ، وعلى لسانه يقول المؤلف مايريده حول هذا العالم السيْ الفاسد:
المهرج : من اين يأتى العدل؟
من اين نعرف الميزان؟
ناس فى الحارات تاكل التراب وناس فى القصور تأكل التفاح
وهكذا يميز التميز الطبقى بين سكان الحارات وسكان القصور ، وفى موقع آخر يقول :
ام الخير : الأنسان قوى بالعمل وبايمانه بامله وبنفسه وبالاصدقاء
وهكذا تحدد لسندريلا سبيل استرداد حقها الضائع ، اضافة اخرى اضافها السيد حافظ على الحدث وهى تنكر الامير والمهرج ونزولهما الى البلدة للبحث عن صاحبة الحذاء الحقيقية ، وفى تجوالهما يكتشفا مدى الظلم والبؤس الذى يعيشه الناس
الامير : هل هذه مدينتى ؟
المهرج : نعم يامولاى
الامير : فقراء ومساكين يسيرون فى الشوارع
المهرج : نعم يامولاى عندما يجلس الأمراء فى القصور ..ولاينزلون للاسواقوالحارات
يحدث البلاء فى كل البلاد فالتجار افلسوا الناس والنساء يبعن مايملكن لأتقاء ظلم وجشع التجار والتجار يخافون الوزير
ونفس الفكرة كررها السيد حافظ فى مسرحية الشاطر حسن

اولاد جحا
اما فى اولاد جحا ..فيأخذنا الكاتب الى عالم جحا .ويستقدم من التاريخ شخصية جحا وتيمو لنك .الذى يحتل البلدة ويترك افيالها تهدم البيوت ..( القضية الفلسطينية) ولايجد الناس امامهم جحا فهو الكبير صاحب الحيلة ، ويتطوع جحا لمقابلة تيمور لنك ليحدثه فى امر الآفيال ، وتكون المفاجأة ..يتحالف جحا مع تيمور لنك ن ويرسله الآخير ليشترى له الأفيال ، كما يعلق المنادى : اليوم قابل جحا الخاقان العظيم تيمور لنك وارسله فى مهمة رسمية لشراء الف فيل جديد تكون حارسه عليكم فحافظو على الآفيال
ويتعجب الجميع ، هل باعهم جحا ؟ ولماذا؟ فلا يجدوا امامهم الا اهل جحا وداره ويقررا ان يحرقوها على من فيها . وتختلف الجماعة .منهم مازال يحمل التقدير لجحا ومنهم من تملكه الغيظ ( تماما كما حدث مع المصريين بعد اتفاقية كامب ديفيد )
لكن ابناء جحا ( أبنه وابنته) يحاولان تهدئة الجميع ويعملون على جمع شمل الرجال لمواجهة تيمور لنك ، وبعد ان اتفق الجميع فى العلن على المواجهة ، حاول كل منهم وسرا ان يتنصل من الاتفاق ، فكل له همه ومخاوفه ومصالحه التى يخاف عليها واخيرا يذهب ابن جحا ويحاول تيمور لنك شراؤه لكن ليس بالضرورة ان يكرر الابن اخطاء الاب .وبالحيلة يستطيع ابن جحا ان ينتصر لقومه ويجندهم لمقاومة تيمور لنك وافياله وبالفعل يتكاتف الرجال ويغرقوا الافيال فى البحر.. وكما يختتم المسرحية :
ـ فى زمن من غير رجال تكثر فيه الافيال
ـ خللى بالكم يااولاد لو خفنا من الفيل راح تكتر الافيال
هنا يؤكد السيد حافظ مبدأين هاميين :
الاول : ان الافيال فى حاجة لمقاومة الرجال
الثانى : ان كان جحا قد اخطا فى حق نفسه ووطنه فهذا لايعنى ان كل اهل البلد حتى اولاده من نفس النوع.

على بابا
وباستلهام واحدة من اكثر الحكايات الشعبية شيوعا وآلفة (على بابا ) حاول السيد حافظ ان يرصد جانبا هاما من جوانب الفساد التى سادت المجتمع العربى فى الثمانينات من القرن الماضى ، وهو مايرتبط بالثراء الفاحش عن طريق اساليب غير مشروعة وكيفية افساد العدل تحت سطوة راس المال والجشع والطمع ، وهذا آفة الفساد وتدهور المجتمعات
( ياطفال الدنيا ..هذا العالم واسع بين العدل وبين الظلم
حاول ..حاول..ان تنصف
حاول حاول ان تجعل من وطنك وطن العدل
امنع امنع جشعك ..حاول ان تعدل.)
لقد جسد السيد حافظ فى احداث مسرحيته الصراع بين كبار التجار (الفاسدين) وصغارهم من الشرفاء ، الذى ادى بعلى بابا ان يعلن افلاسه ، ويغلق تجارته للعمل حطابا كسابق عهده حتى يكتشف سر المغارة الخاصة باللصوص ، ويحمل منها مايجعله واحد من الاثرياء وهنا يترك السيد حافظ الحدث الرئيسى ، ليسال مع من يسالون هل يعتبر على بابا لصا )؟ وماذا سيفعل على بابا بما عثر عليه كم طنوز فى المغارة ؟
اما بالنسبة للسؤال الاول: يتهم الجميع على بابا باللصوصية
على بابا : انا لص ؟
حمدان : مالفرق بينك وبينهم هم سرقوا الناس وانت سرقتهم
على بابا : انا لم اسرقهم انا اخذت حقوقى التى سرقوها منى سرقوا الدكان والتجارة
* ويدان على بابا ، حتى لو كان ينطق بمنطق كل اللصوص الذين يعتقدون انهم شرفاء طالما سرقوا لصوصا اخرين.اما بالنسبة للشق الثانى الذى يترك للوطن اعتراضا على العدل الضائع
على بابا : الوطن ينصف المظلوم ..الوطن عدل ..الوطن حق..الوطن يسمع صوت الفقي قبل الغنى
* يتحول الى شخص ىخر بعد ان يعيش حياة الاثرياء !
مرجانة : اتذكر كنت تقول دائما ليس بى رغبة سوى ان اعطى الفلاحيين الارض
على بابا : نحن الان اثرياء
* اضافة اخرى اضافها السيد حافظ على شخصيات الحكاية الشعبية .هى شخصية محجوب التى تماثل شخصية المهرج فى سندريلا والامير .الذلى ينطق ولديه قدرة على الاستبصار
محجوب : يلهب السوق ولد صغير تايه اسمه العدل وبنت صغيرة تايهة اسمها الحقيقة
* اذا فالبحث عن الحقيقة والعدل هما الهدف وهما الحل كما يقول محجوب ، الذى يحذر الناس الفقراء .من ان يسرقوا
محجوب : اغلقوا الابواب جيدا ، واحموا بيوتكم من اللصوص .فاذا سرق البيت سرقت الارض؟ يافقراء العالم يد تبنى ويد تدافع
* وعندما يتوجه بحديثة الى الفقراء هنا بالضرورة فقد الثقة بالاغنياء الجشعون الفاسدين
محجوب : الثعلب بان بان والعدل لابد يبان وياأطفال بغداد ياأطفال الدنيا اعلموا ان على بابا كان شريفا ثم اصبح لصا والسارق لابد ان يسرق
* فعلا وان غابت عدالة الناس على الارض لفترة فعدالة الله بالمرصاد طول العمر.
الشاطر حسن
تتناول المسرحية هنا، الهوة الواسعة بين الحاكم والشعب ودور اعوان الاكم في عزل الحاكم عن شعبه ليسهل لهم السيطرة والإستغلال للشعب والبلدة.
وفي اطار من حكايات الف ليلة، وحلم البسطاء بتولي الحكم ولو لساعات معدودات، يقدم لنا السيد حافظ الشاطر حسن الشاب الفقير الأمين الذي يشبه شكلا أمير البلاد وعن طريق هذا الشبه الظاهري، يتبادل الشاطر حسن والأمير أدوارهما لأيام ثلاث، وفي ممارسة الدور الجديد، يكتشف كل منهما الجانب الغامض عليه في حياة الآخر، يكتشف الأمير كم الظلم والقهر الذي يعيش فيه الشعب، ويكتشف الشاطر حسن كم الفساد والزيف الذي يعم القصر وأن كان الأمير في رحلته للشعب لا يقدر ان يفعل لهم أي شئ إلا ان الشاطر حسن يستغل أيامه الثلاث في خدمة البسطاء ومساعدة الجميع بلا مقابل وإنقاذ جزيرة الأمل ممن احتلوها
* إذا كنتم عايزين السلام معانا لازم تسيبوا الأرض اللي احتلتوها.. وإلا تأكدوا إحنا ما راح نسكت عن شبر واحد من أرض جزيرة الأمل ...
هذا واقع العالم العربي بعد الأحداث الجسام التي مر بها وغيرت من كثير من جوانبه، كما رصده السيد حافظ ،وضمنه بعض من حلمه بمجتمع عادل آمن، تسوده المحبه والتعاون والتكافل كما نآي به علي لسان شخصياته المهرج محجوب وغيرهم.
والأن وبعد هذا العرض الموجز لمحاولات السيد حافظ لربط المسرح بمظاهر التغير الاجتماعي، الا يحق لنا القول بأن ما نشاهده اليوم في عالمنا العربي من صرخات ودعوات للأصلاح وحتي وأن جاءت من الغرب إلا ان الإستجابة لها وجدت إتفاقا – لم يكن في الحسبان – لدي شعوب المنطقة والتي بدأ بعض منها يصارع من أجل الحصول علي حقه في حياة كريمة .. عادلة .. آمنه.
ألا يحق لنا القول بأن ما نشاهده اليوم هو نتاج لتراكمات أسس لها التنوريون من أدباء ومفكرين قرابة قرنين من الزمن منذ بداية المنفلوطي ومحمد عبده وقاسم أمين ولطفي السيد .. مرورا بالسيد حافظ وأبناء جيله.
هل نحصد اليوم فعلا ثمار ما زرعوه ذات يوم فكرا وإبداعا وهل سنشاهد تحولا.. وتغيرا في عالمنا العربي والي الأفضل...
أنه حلم.. فالتغير الإجتماعي لابد له من قوة دافعة ولن يكون هناك أقوي من الأدب والفكر وقد بدأنا بها، وليس امامنا إلا النضال حتي نستكمل الحصاد .

أ.د / كمال الدين حسين
22/3/2005

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق