الخميس، 28 مايو 2009

قراءة فى لوحات سعيد العلاوى

قراءة في لوحة
للفنان السعودي سعيد العلاوي
كل هذا العشق للمكان

بقلم : السيد حافظ

سعيد العلاوي من مواليد جدة – السعودية .. وهو واحد من جيل الوسط ، وهو يحمل عبء تغيير وتهيئة الأرض المعرفية بالفنون التشكيلية وهو مغامر وجرئ ولا يدعي في فنه .. إنه صادق جداً ، ويحاول جاهداً من خلال بيت الفن أو بيت التشكيليين في جدة أن يدفع بالحركة التشكيلية إلي الأمام ونحن الآن أمام لوحة له .. " إن الفنان عندما يشرع في رسم اللوحة تكون في مخيلته فكرة عامة عن بناء لوحته بالتكوين الذي يتناسب مع الموضوع ، فإذا كان يرسم من الطبيعة مباشرة سواء كان ذلك منظراً طبيعياً (طبيعة صامته أو حية) فإنه يلتزم بدرجة ما بما يراه أمامه ، من حقه في أن يعيد صياغة الطبيعة علي لوحة وفقاً لرؤيته الفنية الخاصة .. والفنان إذا كان يرسم في مرسمه بأسلوبه الخاص غير خاضع لحرفيه الطبيعة فإن عبء بناء اللوحة سيتحمله وحده حتى وإن كان يرسم من عجالة أسكتش مأخوذاً من الطبيعة " (1) .
سعيد العلاوي عندما يشرع في رسم لوحته فهو خارج كل قوانين الرسم سلفاً فهو لا يخضع لأي قانون محكم حتى تتحقق كل القواعد الفنية التي يجب أن تتوفر لنجاح العمل ، إن القواعد غير المدركة اداركاً واعياً عند سعيد العلاوي ستكون كامنه في مخيلته في اللا شعور وتنطلق من توافق زمني مع إمساكه بفرشاته .. إن سعيد العلاوي شاعر أيضاً فهو يصف اللوحات بشاعريه فيرسم باللون والكلمات ، وعند رسمه للبيوت نجده يسعي إلي عمل معين ببناء خطي فيكفي أ، نري خطوط لنري أنه قد حقق إيقاعا جمالياً .
نحن أمام لوحة 100 × 100سم من الجريلك ، علي قماش إنتاج سنة 1400هجرياً .. إن إحساس سعيد العلاوي بالرقعة 100 × 100 سم تحت تأثيرها هندسياً أو غير هندسي ، منتظمة أو غير منتظمة متمكناً ، حيث نري الشكل في لوحته متناسقاً متوازناً متنوعاً .. الشكل واللون والملمس والتون (الفاتح والداكن) ، مما يجعلنا نتذوق الإيقاع الذي يحدثه في التنوع . إن العلاوي يحاول أن يقدم شكلاً يميل إلي المدرسة التكعيبية ، "والتكعيبيون يلجئون إلي إعادة ترجمة الواقع من خلال تفكيكه وإعادة تصنيعه وفقاً لنقاط تركيز محورية وتثبيت الاهتمام وتوزيعه بصورة ديمقراطية علي السطح ، تمرد علي الواقع المنظور واستبداله بقواعد بديله للتعبير بالظلال والمونوكروميه ، الاعتماد علي الشبكيات المنتظمة للتكوين كعامل لتوحيد الشظايا المكونة للتكوين ، وتطور اتجاه التسطيح اللوني – الملامس ، والسطوح في لوحة العلاوي اختزال للتفاصيل والتعويض بإضافة ملصقات واقعية كأنها رؤية ليلية بين النزوح إلي التجديد التشويه مع ترك قيمة واقعية أو ما شابه .( 2)
إن سعيد العلاوي ينتمي إلي المستقبلين ، والمستقبلين نوعين :
(1) الطرف الأول عقلي برنامجي .
(2)الطرف الثاني يتميز بالنظرة التلقائية واتباع الإحساس الداخلي .
وسعيد العلاوي بين الطرفين وإن كان يميل إلي الطرف الثاني الأكثر تلقائية واتباع للإحساس والجزء الأول يميل فيه إلي حركات التجريد والبدائية والمستقبلية الهندسية والفن البصري والتركيبي .
سعيد العلاوي يقول أنه ينتمي إلي المدرسة التجريبية ونحن نري أنه لا يميل إلي مدرسة بعينها بل يميل إلي المدرسة المستقبلية كما ذكرنا سابقاً ولننظر إلي رأيه في المدرسة التجريدية :
" إن بعض الفنانين التشكيليين والفنانات التشكيليات في وقتنا الحاضر إلي الأسلوب التجريدي في أعمالهم ويفسرون أعمالهم تفسيرات أبعد مما يتصورون أو يدركون ماهية التجريد؟؟ مواقف صعبة هم في غني عنها .
فالتجريد لا يأتي من فراغ بل هي نتيجة تجارب وخبرات طويلة يمر بها الفنان خلال مسيرته وحياته التشكيلية .. والتجريد في الفن التشكيلي هو :
التخلص من آثار الواقع الذي نعيشه ونعبر عنها بشكل رموز ودلالات ذات معاني واضحة ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالواقع ، وأحياناً يوحي لنا الرمز الواحد إلي معاني وأشياء كثيرة ومتعددة مما يتولد لدينا مشاعر وانطباعات متعددة وعديدة وأكثر ثراء .. وحتى يدرك الفنانين ذلك لابد من الوقوف علي بعض الأعمال للفنانين الذين سبقونا في هذا المضمار لتكوين صورة واضحة أمام أعيننا ، وعلي سبيل المثل تذهب أعمال الفنان " هنري ماتيس " أو الفنان " بول سيزان" أو الفنان " بيكاسو " أو " كاندينسكي " وغيرهم إلي صفة العموم فتشاهد الرموز فتشاهد الرموز تشع بالمعاني والأحاسيس فالمرأة يتخذها " هنري ماتيس" مثل أي امرأة في أي مكان وزمان والشجرة المجردة ليست كالشجرة في الواقع وكذا الكرسي والمنضدة والمزهرية وغيرها كثير ، فالفن لا يقاس بمعيار الواقع وإنما الواقع يقاس بمعيار الفن " .
العلاوي أمامنا مشحون بهذه البيوت والأمكنة التي في جدة كأنه جمع هذه البيوت من عدة أماكن من جدة ومن القرى التي حولها ومن ذكرياته وصباه وشبابه عندما كان في صباه .. أنه من جيل حمل الهزائم الوطنية والقومية علي ظهره جيل ثورة يوليو ، هذا الجيل الذي تأثر بكل الشر علي المنطقة وكبر في عهد الملك عبد العزيز هذا الرجل الذي لو قرأنا تاريخية قبل قيام ثورة 1952 ووقوفه مع الحركة التحررية والثورية والمقاومة الشعبية في مصر لاكتشفنا ان قيمته الوطنية الفطرية كانت عظيمة نابعة من إحساسه العروبي .
إن سعيد العلاوي استخدم الألوان المتعددة ، البني بدرجاته ، وتون اللون البني في درجات مختلفة وغير مبتذله ومتزنه ، ومعها الأحمر والأزرق الفاتح وكلها تجتمع بقدر يتوازي مع بناء اللوحة ، فالأحمر علي استحياء ولكنه موجود واللون البني ، بتون مختلف .. واستخدم الشعبيات في هذه اللوحة منها :


(1) النوافذ الشعبية القديمة وكل نافذة تمثل اتجاه .
(2) الأبواب الشعبية القديمة المختلفة .
(3) قبة المسجد القديمة .
سعيد العلاوي هو أحد فناني المملكة المجتهدين وبإصرار يعمل فهو ليس أولهم وليس أخرهم أنه في الصف الأول قد يكون في أي رقم منه لكنه واحد من فناني الحركة التشكيلية العربية الجادة .
http://www.desertdesigns.com/images/Saeed_Al_Allawi1/Saeed_Al_Allawi1.html
http://www.desertdesigns.com/images/Saeed_Al_Allawi1/Saeed_Al_Allawi1.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق