الخميس، 21 مايو 2009

كتاب اعجبنى

ثلاث أديبات مبدعات
فاطمة يوسف العلي - توني موريس – اقبال بركة
دراسات نقدية للدكتزر غبريال وهبه
عرض وتقديم : السيد حافظ

صور في القاهرة عن دار عيون جديده كتاب جديد للكاتب والباحث والاديب والناقد دكتور غبريال وهبه الذي نشر له 27 كتابا تشمل روايات ومجموعات قصصية ومسرحيات ودراسات نقدية في الأدب الروائي والمسرحي كما نشرت له 67 قصة قصيره و412 مقالا ودراسة في النقد الادبي والمسرحي والسينمائي بالصحف والمجلات بمصر والدول العربية وحاصل علي دكتوراه في الفلسفة في النقد الفني من المعهد العالي للنقد الفني باكاديمية الفنون.
جمع الدكتور غبريال وهبه ثلاث دراسات عن الكاتبات فاطمة يوسف العلي وتوني موريس واقبال بركة .. وفي مقدمة الكتاب كتب الدكتور غبريال وهبه " قبل ان ابدأ دراستي التنقدية لبعض الاعمال الابداعية للأديبات الثلاث اود ان اقول انني لن الجأ الي ما فعله ويونيسيس في الدراما الاغريقية مع الشاعرين ايسخيليوس و يوربيدس . فلن آتي بميزان كبير لأوقف في كفتيه الآديبةالكويتية فاطمة يوسف العلي والاديبة الامريكية توني موريس او الاديبة المصرية اقبال بركة مفاضلا بينهم فلست ابغي في كتابي هذه المفاضله لأني اؤمن بحرية الفنان لكل كاتب طريقته وله رؤيته وعالمه الخاص به ".
وعن سبب اختياره لهن بالذات ولماذا قدمهن الدكتور غبريال وهبه ؟ يقول : " قد اخترت الاديبات الثلاث فهن يجمعهن خيط واحد .. فهن عقول وافئدة عرفت المعاناه في الخلق والابداع وتوغلت في نفاذ نظرة ثاقبة وعمق وتحليل في اغوار النفس اليشرية كاشفة عن اوراق المشاعر في اسلوب سلس رقراق وتميزن بعمق وبتعمق في واقعهن وبرؤية اجتماعية واعية ونزعة انسانية واتجاه خط فكري واضح مسقيم وهن يصورن الحياة في صدق وينفصلن بها في حرارة وينقلن الينا انفصالهن خلال الكثير من التفاصيل الدقيقة للحياة ".
ثم بدأ الناقد الكبير الدكتور غبريال وهبه يلقي الضوء علي كل كاتبة وبدأ بالكاتبة الكويتية فاطمة يوسف العلي .. فقال : " لقد اخترت من الكويت الكاتبة والاديبة فاطمة يوسف العلي لأنها من رائدات الفن الروائي والقصصي في بلدها الكويت اذا كانت روايتها وجوه في الزحام هي الرواية الرابعة في قائمة هذا الفن في الادب الكويتي وحين كتبتها لم تكن قد تجاوزت الثمانية عشر ربيعا وعندما وقعتفي يدي مجموعتها القصصية " وجهها وطن " وقرأت ما احتوته بدت لي رحلة خلال عقل الأديبة ".
وعن لغة فاطمة العلي وخيالها يقول الدكتور غبريال : " لغة فاطمة العلي لغة مليحة وحوار شخوص قصصها تشبه لغة المسرح جمل مركزة معبرة تجمع بين الواقعية والسلاسة واشبه بحسن صنيع الاديبة المبدعة مع اجراء الحوار باللغة الفصحي التي تشترك احيانا في بعض التعبيرات مع اللهجة المحلية الدارجة ".
وذلك نهج قديم سلكه بعض الكتاب قبل ذلك مثل ابراهيم عبد القادر المازني وتوفيق الحكيم .. وتشدنا فاطمة بتجربتها في الكلمات واهتمامها بالفكرات وايجازها في الكلام بجمل قصيرة مكثفة وخيال فاطمة يوسف العلي هو الخيال الواقعي مع عاطفتها الجياشة تمد ادبها بوهج الحياة فاذا فكراتها تتحرك وتتدفق في عروقها الدماء سخيه حارة وهي تخاطب في القارئ شعورة بمقدار ما تخاطب عقلة لانطلاقها من عقل كاتبتنا الذي تمده العاطفة بالدفء.. وتدافع فاطمة العلي عن حرية المرأة وكيانها وتحقيقا لذاتها وتؤمن بقيمة الحب كضرورة واجبة من اجل التقدم وحين تتحدث عن الجنس تغلفة بغلافة شاعرية رقيقة فهي لا تسعي الي دغدغة القراء وتمتلك براعة في السرد في قصصها .
اما عن الكاتبة توني موريس الفائزة بجائزة نوبل عام 1993 يقول دكتور غبريال وهبه : " ولدت في الثامن عشر من فبراير عام 1931 فيلورين بولاية اوهايو بالولايات التحدة الامريكية وكان والدها جورج رونردعاملا يقوم بثلاثة اعمال مختلفة حرصا علي مستوي الاسرة وتعتبر توني موريس روائية في المقام الاول ولها قصة قصيرة ولها عدة مقالات وتعتبر توني موريس واحدة من اهم الروائين الامريكيين السود الذين برزوا في السبعينات وكتابتها نسمع لها احيانا رنين الشعر وتمتاز بالحرص علي الدقة وشة العنايه بالتفاصيل ومفعمةبالحيوية وامتلاك ناحية الاسلوب وروايات توني موريس تخرج بين الواقعي والخيالي وبين الحقيقي والسريالي وتوني موريس تصور بدقة وصراحة في غير احتشام وهي تتحدث عن الاغتصاب الذي كان يعد هدية الحياة الوحيدة وعن الشبان الزنوج الذين يضاجعون الابقار حين يعانون حرمانا جنسيا . ان الزمن مع روايتها يحل محله زمن ذاتي. وشرح الدكتور غبريال وهبه رويات الكاتبة الامريكيية وقدم تحليلا سريعا وافيا وختمها يقوله ان توني موريس تعرف كيف تكتب الجملة التي تحدث قعقعه وصليك وحوارها مضغوطا يمتاز بالحيوية ونحس به حارا لا يكاد يسمع له ازيز !!.
اما المقال النقدي الثالث فقد كان عن المجموعة القصصية للكاتبة المعروفة اقبال بركة المصرية الجنسية والمجموعة بعنوان " حادثة اغتصاب " يقول غبريال وهبه عن اقبال بركة : " انا امام كاتبة روضت نفسها علي اقتحام المسالك الصعبة الوعرة والمضي في سدودها وعقباتها ثقبة العزيمة طامحة الهمة وهأنذا في اشتياق الي معرفة مدي جسارة وشجاعة اديبة مصرية في متناول هذا الموضوع الجنس الشائك بالنسبة الينا نحن ابناء الشرق العربي ومعياري الخلقي هو الصدق في الغني . ان شخوص اقبال بركة مثل شخوص تشيكوف تعاني من الرتابه والملل واليأس والاحساس بالتفاهة والبلادة ورغم ذلك يتشبثون بالحياة وعند فشلهم يحلمون بالحياة والمستقبل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق