الخميس، 4 يونيو 2009

خدام خائن ام ثورى

خدام خائن ام ثورى
خدام يسقط سقوطا تراجيديا
بقلم : السيد حافظ- مصر
السقوط التراجيدي هو الاسم الحقيقي او التشخيص الحقيقي لعبد الحليم خدام..لقد نسى الجميع التاريخ تاريخ الخيانات العربية والانقلابات المأساوية
أصبح أسم عبد الحليم خدام بين عشية وضحاها المحور الرئيسي لنشرات الأخبار والمعلقين والمحللين السياسيين بعد أن غاب أو تغيب عدة سنوات .. إن خدام هو الرجل الثاني في نظام البعث السوري ونائب الرئيس الأسد ، والرجل يده كانت الأكثر طولاً وعمقاً في النظام مع العماد مصطفي طلاس ......
إن خدام حكم سوريا بعد وفاة حافظ الأسد وهو المهندس الدستوري الذي قام بتعديل الدستور السوري وتنصيب الرئيس بشار الأسد رئيساً للجمهورية ، والتاريخ يكرر نفسه ، لقد نسي خدام أن صوفي أبو طالب الرجل الذي هندس وغير الدستور المصري في مجلس الشعب المصري بعد وفاة الرئيس السادات وهو الذي حكم مصر وقام بتعديل الدستور وعين الرئيس مبارك رئيساً للجمهورية .. وبعد عدة شهور دخل صوفي أبو طالب جب النسيان أو التناسي ووصلته إشارة دورك انتهي يا رجل الزم دارك ، لأن الخدم لا يمكنهم أن يحصلوا إلا علي جزاء سنمار .. ولكن خدام ظن أن الخدمة سوف تؤتي ثمارها وأن يحصل علي مكانه أعمق ومعه الرجل القوي في القوات المسلحة العماد مصطفي طلاس ، لكن السيناريو الذي حدث هو أن بشار الأسد ليس دمية وهو شاب ومتحمس وحاول أن يغير، لكن النظام القائم كان أقوي منه وأقوي من التغيير فظل بشار يحاول ويراوغ حتى اصطدم بقوي الحرس القديم وكانت الضربة القوية هي خروج وإقصاء العماد مصطفي طلاس قائد الجيش ووزارة الدفاع .. ثم تم بهدوء تنحي خدام عن الخدمة..ومن الغباء أن نظن أن الرجلين تم تغييرهما حتى يحل محلهما قوي ثورية جديدة .. هذا لم يحدث إنها تصفية حسابات بين الحرس القديم لصالح الأقل سوءاً وحتى لا يشعر الرئيس الجديد بعبء الجميل والوصايا عليه من الرجلين ، ولم يكن تغيير الرجلين لتقيد النظام أو تقريباً للحداثة أو الديمقراطية أو لإرضاء بعض قوي الشعب الغاضبة من النظام أن التاريخ منذ أيام الحاكم بأمر الله عندما عينوه بعض رجال الدولة وكان عمرة اثنا عشر عاماً تخلص من كل الرجال الذين نصبوه ، إن التاريخ لا يكافأ الخدم وهذا ما نساه خدام أن سوريا تعيش علي فوهة بركان .. أن النظام رأسه مطلوب لدي القوي الأمريكية وقوي العالم الجديد وسوريا تمثل مركزاً ضاغطاً علي أمريكا بسبب :
أولاً : تأييد سوريا لحزب الله وحزب الله يعكر صفو وخارطة إسرائيل في المنطقة .. وإسرائيل تضغط لإنهاء حزب الله عسكرياً وسياسياً وإنسانياً .
ثانياً : أن قوي المقاومة الشعبية وغيرها من القوي الإسلامية المتشددة التي تذهب إلي العراق لمقاومة الاحتلال الأمريكي والتي تسميها أمريكا قوي الإرهاب تمر من الأراضي سوريا حسب ادعاء.. أمريكا أو حسب ما يري المحللون .
ثالثاً : إن فلول حزب البعث العربي العراقي تستقر في سوريا وتتخذه من سوريا قاعدة ً لها لتنظيم المقاومة وهذا يؤدي إلي قلق امريكي .. وكم ندد البيت الأبيض ووزير الدفاع الأمريكي راميسفيلد ، ووزيرة الخارجية كوندليزا رايس ، والرئيس الأمريكي جورج بوش بنفسه .. إلا أن النظام السوري له نقطة ضعف واضحة هي قواته العسكرية في لبنان ، ولبنان هي كعب أخيل للنظام السوري ففي لبنان أكثر من عشرين طائفة والتناقضات كثيرة ، وكما قال هنري كيسنجر في مذكراته "عندما فكرت في حرب الطائفيات والأقليات لم أجد مكاناً مناسباً أكثر من لبنان والذي حققت التجربة فيه نجاحاً لم أتخيله" .
من هنا بدأت السياسة الأمريكية في بيروت والضغط علي لبنان والساحة متسعة ومتناقضة ، وكان الضحية في لبنان "الحريري" رئيس الوزراء السابق ، أنه قطعة الجبن الذي دخل الفأر إلي المصيدة ليأكلها ، وأكلها والآن الفأر في المصيدة عليه أن يثبت أنه لم يأكل الجبن وعليه أن يرفع يده مستسلماً ويخلع ملابسه ويقول أنا فأر ولست أسداً ......
هذا هو التصور الأمريكي والحالة التي وصلنا إليها أن سوريا تنفي صلتها بمقتل الحريري ولجنة ميلس ، تؤكد أن النظام السوري متورط في مقتل الحريري ولقد توالت الضربات علي النظام السوري منها على سبيل المثال:
أولاً : خروج القوات السورية من لبنان
ثانياً : مقتل الحريري ..والإشارة إلي سوريا
ثالثاً : تقرير لجنة ميليس الذي يدين سوريا وبدأت لجنة التحقيقات في التحقيق من الشاويش حتى وصلت إلي رئيس النظام وهو الرئيس الأسد .
رابعاً : انتحار رئيس المخابرات السورية في لبنان اللواء غازي كنعان ، ووزير الداخلية بعد أن قدم مستندات وأوراق الي لجنة ميليس
خامساً : ما صرح به عبد الحليم خدام في القناة العربية والذي اتهم فيه الرئيس بشار الأسد بطريقة غير مباشرة بأنه وراء مقتل الحريري
لقد تحول خدام إلي خدمة القوي العالمية المطالبة بالتغيير في سوريا ، تغيير سياسي واقتصادي واجتماعي وتشكيل المجتمع المدني الحديث وتعدد الأحزاب وغيرها لكن النظام السوري مثل الأنظمة العربية كلها يري أن التغيير قائم ويتم وليس في الإبداع إبداع مما كان ....
إن الأنظمة العربية تعيش في وهم أنها في حالة إصلاح وسوريا هي المحطة الثانية للنظام الأمريكي ، لكن لن يتكرر سيناريو العراق بل لقد استفادت أمريكا من حربها في العراق اذا اكتشفت ان ثمن صاروخ كان يمكن ان يكون ثمناً لشراء الخيانة وفك النظام العراقي كما تحدث احد قادة الجيش الامريكى . ان سوريا تخوض حربا والحرب بدأت بالفعل منذ خروجها من لبنان .. : كل يوم تضرب بسلاح جديد لكنها ليست أسلحة تقليدية دبابات وغواصات وطائرات لا .. انها فك النظام من الداخل والخارج .. وها هي سوريا تتلق الضربات بأسلحة مختلفة خروجها من لبنان وتقرير ميليس والان عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية ولن يكون سلاح خدام هو الأخير بل ستحمل الأيام القادمة مفاجأت كبيرة وكلها من الداخل .. من داخل سوريا ان انقلاب وليد جنبلاط رجل سوريا ليس عفويا بل ان الرجل يشعر بالخطر على نفسه بعد اغتيال الحريري ونصائح الأنظمة العربية الي سوريا بالتعاون مع الأمم المتحدة في التحقيق هو نفس سيناريو الأنظمة العربية مع العراق بالنصائح الي العراق بالتعاون مع مفتشى الأمم المتحدة لقد حاول عبد الحليم خدام ان يكون رجل أمريكا في تلك المرحلة وهو الخائن في نظر النظام وفي نظر القيادة البعثية ومجلس الشعب السوري ولو قام عبد الحليم خدام بانقلاب مع الجيش واستولي علي النظام وأطاح بالرئيس بشار الأسد لأصبح الثائر والمخلص لسوريا ان خدام يلعب نفس الدور الذي يلعبه علاوي في العراق ان يأتي اليوم الذي يدخل سوريا بالدبابات الأمريكية ولا يعرف أن الأمريكيين يفكرون بطريقة أخري ..فالرجل لعب دوراً هاماً في تاريخ سوريا الحديثة وكان صاحب اليد الطولي في تنصيب بشار الأسد كرئيس للجمهورية وهو نفس الرجل الذي يقال انه صاحب اكبر شبكة فساد وسارق أموال الشعب هو وأولاده وانهم يملكون المطاعم والشركات والأراضي اذكر هنا قول الحاكم بأمر الله إلي ابن جوهر الصقلي يا ابن جوهر من أين أتيت بالملايين من الدنانير .. جئت من المغرب لا تملك إلا راتبك .. فهذا المال مال المسلمين . وحول أمواله إلي بيت المال ..
وعندما أجتمع عمر بن عبد العزيز مع الأسرة الأموية المالكة وسألهم من أين أتيتم بهذه الأموال والقصور يا بني أميه وكنتم فقراء ..
ان الحرب علي سوريا قد بدأت بالفعل ولكن بطريقه جديدة في أساليب الحرب والأنظمة العربية لن تفعل شيئا سوي أن تطالب سوريا بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لكشف الحقيقة . مثلما حدث مع العراق .
وأن النظام السوري بدأ يتصدع مع أنني مع المعجبين بالرئيس بشار الأسد . وفكره لكن الرجل يحمل مشروعا وحلما .. والحرس القديم يحمل مشروعا أخر . وأمريكا تحمل مشروعا ثالث .
أما خدام فلن يتولى عرش سوريا علي دبابة أمريكية ولن سيصبح مثل علاوي بطلا عند أصحابه الأمريكيين أو المواليين له او خائنا عند حزب البعث وأنا أقولان خدام انه بطل تراجيدي سقط كما يسقط كل السياسيين في كل التراجيديات السياسية elsayedhafez@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق