الاثنين، 8 يونيو 2009

زهور وعطور ودولار وحمار


زهور وعطور .. ودولار وحمار
قصة قصيرة بقلم : السيد حافظ
زهور :قالت احب زهرة الياسمين.اعطيتها زهرة الياسمين وقبلتها قبلة سريعة علي سلم البيت كنت في الثانية عشرة من العمر .. وتجرأت ودخلت شقتهم في غياب ابيها وقبلتها قبلة عنيفة اخري اغمي عليها .. لقد كانت اول قبلة لها .. بنت الثانية عشرة من العمر .. دخل ابوها علينا.. بكت.. صفعها جريت .. انقلبت الدنيا وقرر ان يترك الشقة والمنزل والحي ويهرب.وظللت أحب الياسمين .علم الخديوي اسماعيل أن اوجيني ملكة فرنسا تحب الياسمين فاعطاها زهرة ياسمين ورصف بالأسفلت اول شارع في مصر " شارع الاهرامات " الشهير باسم شارع الهرم.. واتي بالخيول والعربة وبني لها " دار الاوبرا " وجلست الي جواره في العربة وعندما تتمايل العربة حتي تحتك به في منحنيات الشارع التي اوحي فيها الخديوي اسماعيل للمهندس الانجليزي ان يكون ملتويا وكان ذلك في 17 نوفمبر 1869 ميلادية.. وكانت البداية زهرة ياسمين .. واطلق خيولا جامحة في بهو القصر بين ذكر وانثي .. حتي تلتهب مشاعر الملكة وقبلها وقال العامة من الناس انها كادت تموت من عنفه في السرير .في الطريق قابلت بائع الياسمين الذي اعتاد ان يبيع عقود الياسمين لي عند اشارة المرور اعطيتة جنيها واخذت أربعة عقود ياسمين منه .. أوقفتني طفلة من اطفال الشوارع تبيع علب الورق للسيارات.. كانت الطفلة متسخة الوجه واليدين ولكنها كانت نظيفة القلب والمشاعر، بكرية الإحاسيس فقد تقدمت من سيارتي عندما شاهدت بائع الياسمين وهو يبيع لي ..اقتربت من زجاج سيارتي العجوز وطلبت مني ان انزل زجاج السيارة .. فاستجبت لها.. قالت وهي تنظر لي: هل من الممكن ان تعطيني عقد ياسمين؟.. قلت لها: حاضر ..إنها بشر مثلنا لها مشاعر تحب بها الياسمين ، فقلت لها: خذي عقد، فقالت ألبسه لي..ومدت رأسها الصغير ونظرت إلى كفيها كانت ممتلئة بعلب ورق المناديل ..قلدتها عقد الياسمسن فابتسمت ابتسامه بريئه علت ذلك الوجه المتسخ وقالت : شكراً يا أستاذ .
عندما مات محمد بن طغج الإخشيد في الشام.. كان كافور الإخشيد العبد الخصي وأستاذ إبنه بعيداً عنه في القاهرة هرب كل من حول السلطان محمد بن طغج الإخشيد وهو الأن بلا أعوان بعيداً عن قصره وحرسه .. دخل اللصوص ليسرقوه فسرقوا كل ما في القصر ولم يبق إلا السرير وجثته الممدده.. هذا حاكم الشام ومصر وكل البلاد ممدداً ميتاً بلا أهل بلا عرش بلا حراس بلا صولجان.. إتفق شيخان من أهل الحكمة في الشام علي دفنه في القدس وإكرام الميت دفنه .أركبوه عربه بحمار وأجروا رجلين ليجروا العربه إلي القدس لدفنه وفتحوا بطنه وأخرجوا ما في البطن من أمعاء ووضعوا بدلاً منها من زهور الياسمين.. قالوا أن البطن هي بيت الداء فنظفوا كل ما في المعدة والبطن ووضعوا الياسمين وركب حاكم مصر والشام محمد بن طغج الإخشيد عربة يجرها عاملان بالتناوب ليدفن في القدس بلا ميراث بلا وزراء بلا أحد .. فقط الياسمين .. شمت الفئران رائحة الياسمين فاتجهت إلي الجسد وأكلت أصابع قدمه أثناء الطريق .. دفن بلا موكب .السادات يدفن في جنازة لا يحضرها إلا عشرين شخصاً خوفاً من أن تمزقه الجماهير والأعداء بلا حراس بلا صولجان بلا أحد ونثروا فوقه الياسمين ........قالت زوجتي : لمن أحضرت الياسمين في سيارتك ، هل تحب إمرأه غيري ..صمت ، قلت لها : عندما أحب سأخبرك ، قالت : أنت لا تخبرني أبداً..لكنني أعرف وأشعر بذلك دائماً .
العطور : أعرف كل أنواع العطور وأعشق سحرها .. وأكره الردئ منها، وأحب رائحة العطر علي جسد أمرأة جميلة العرق .....أشتريت لها قنينة عطر ، كنت في السادسة عشر من عمري وكانت هي زميلتي في فرقة التمثيل وقدمتها لها وأنا أرتعد ، قالت : الله..شكراً ، قلت لها : أريد قبلة ، قالت : أنت مجنون .. قبلتها في الطريق صفعتني وجرت .. صرخ رجل : أنت يا ولد يا مجنون ،يا أبن ال............
أوقف المتنبى صناع العطور صفين يلقون عليه العطر وأطفال صغار بجوارهم يلقون عليه زهور الياسمين ، وفوق سجادة فارسية حمراء اللون ووسط بخور الهند أخذ المتنبي يلقي الأشعار إلي كافور الإخشيدي في طقس مسرحي ، وذات مرة غضب المتنبي من كافور فهاجاه قائلاً : وماذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكابها نبطي من أهل السواد يدرس أنساب أهل الفلا وأسود مشفرة نصفه يقال له أنت بدر الدجيوحدث زلزال في عهد كافور الإخشيد ودمرت القري والكفور والنجوع في مصر فوقف شاعر مصري حقير فقير يقول بعد الزلزال في كافور :وما زلزلت الأرض في عهده ولكن رقصت طرباً لعدله
بالأمس شاهدت فيلماً أمريكياً كوميدياً وانا اشم رائحة الياسمين ، قال بطل الفيلم لزوجتة وهو ضابط طيران أمريكي عندما ابلغوه ان الارهابين خطفوا الرئيس بوش واعلنت حالةالطوارئ : يجب ان اذهب لابحث عنه أنا لا أحب الرئيس بوش ولكن يجب أن أذهب لأحافظ علي عملي .. اليوم قالت الرقابة في التليفزيون المصري : كيف يا أستاذ تقدم أحد أبطالك ضابط في الجيش معقد نفسياً الا تعرف أنه ممنوع أن تقدم ضابط جيش أو شرطة أو قاضي أو تتحدث عن بوش أو أي زعيم أجنبي أو عربي ولا أي رئيس وزراء لأي دولة حتي لا تفسد العلاقات الدولية بيننا وبين دول العالم ورفض المسلسل .. قال الرقيب السعودي في اسباب رفضه لمسلسل تليفزيوني لي : إن المؤلف (يقصدني) لم يقرأ التاريخ جيداً وأن واقعة البرامكة مع هارون الرشيد هي فتنه تاريخيه أسرائيلية دسيسة ورفض المسلسل .. قال الرقيب الكويتي : يا استاذ ممنوع أن تقدم الكويتي يسكر أو يلعب قمار أو يسرق أو يزني أو يدمن ، أكتب عن مجتمعنا ما تراه فأنت في مجتمع الملائكة ورفض المسلسل .
الدولار :ذهبت إلي منطقة حوللي في الكويت حيث مجلة العامل (1977) التي تقع في مقر إتحاد العمال الكويتيين .. هأنذا مع الطبقة العاملة الكويتية ، الطبقة التي أحبها وأنادي من أجلها ، قابلت أحمد الفضالي سكرتير التحرير ، أبلغني بعنوانه في الكويت القاص الجميل فؤاد حجازي . كان أحمد الفضالي سكرتير تحرير المجلة ، شرحت له ما فعله معي رؤوف شحروري مدير تحرير القبس وأنه رفض ان يسدد ثلاثمائة دينار ثمن ثلاثون مقالة وأنني أحتاج مالاً .. فقال أنه ليس معه إلا ثلاثه دولار نصفها لي ونصفها له ، دينار ونصف له ودينار ونصف لي ، وهناك تعرفت علي محمود الريماوي الكاتب الصحفي الفلسطيني وقال : أنا أعرفك .. انت السيد ، وأجري معي حديثاً صحفياً للمجلة . معي دينار ونصف الفضالي يعمل مدرساً في الصباح ب200دينار وبعد الظهر ب250دينار في المجلة وليس معه غير ثلاثه دينار ، دينار ونصف له ودينار ونصف لي.....خرج الجميع من إتحاد العمال وركبوا سيارتهم الفارهه .. الطبقة العاملة في الدول الرأس مالية مختلفة عن الطبقة العاملة في الدول الفقيرة.. كلهم يركبون سيارات فارهه، فاخرة وقفت علي باب المجلة.. واتجهت إلي الطريق العام سيراً علي الأقدام ، جاء محمود الريماوي بسيارته القديمة وقال : أوصلك لفين يا استاذ ، قلت له : الحوش في الجابرية قريب من (حولي) .. أوصلني إلي هناك.. عندما نزلت ومشيت عدة خطوات وجدت الناس تجري وخلفهم سيارة الشرطة ، قال لي رجل صعيدي : أنت يا بلدياتي معاك إقامة ، قلت : لا ، قال : اجر.. جريت مع الصعايدة المصريين والفلسطينيين والعرب المغتربين حتي لا تقبض علينا الشرطة الكويتية ( هنا في الكويت تجري من الشرطة وفي مصر تجري من الشرطة في مظاهرات 86 ومظاهرات 70 و71 و75 و76 .. مظاهرات ، تجري هنا وهناك .....)قررت أن أغادر الكويت بعثت إلي أمي رسالة في مصر ، فذهبت لأودع أحمد الفضالي ومعي التذكرة قابلت أخاه متولي الفضالي أحسن أسطي تفصيل ملابس في الكويت ، فاعطاني 20 ديناراً وأخذ تذكرة السفر مني وقال : لن تعود إلي مصر هذه أرض الكويت بجوار أرض النبي محمد (ص) لازم اللي يجيها يكون مجبور الخاطر .. دفعت من العشرين دينار إيجار عشرة دنانير ، وأشتريت زجاجة عطر الياسمين وديوان شعر وقميص وبنطلون وحذاء جديد وبقيت في الكويت.. متولي لا يعرفني ورغم ذلك أعطاني 20 دينار سلف.. وأحمد الذي يعرفني أعطاني ديناراً ونصف!!! لا تعرف من صديقك ومن صديق صديقك إلا في الغربه.. الدولار المصري في الكويت بجنيهين ونصف (1977) ياأستاذ تحب احول لك فلوس لمصر ، قالها عامل مصري لي .. قلت له : يا عم أبعد عني أنا أبحث عن وظيفة
في جريدة الاسبوع يوم 12/11/2003 احدي الوزارت الكبري تطلب وظيفة فراش بالاعدادية(50فراشا ) تقدم للوظيفة الفان وثمان مئة طالب عمل منهم الف طالب عمل بالثانوية العامة والف ومئتان بالبكالوريوس والملفت للنظر ان (18 طالبا لهذه الوظيفة يحمل ماجستير و2 دكتوراة ) انتهي الخبر.ذهبت الي الوطن(وطنى) كي احدثه وجدته نائما فكتبت رسالة وتركتها علي وسادة الوطن عزيزي الوطن ارجوا ارسال 2800 وظيفة محترمة و11مليون وظيفة ادمية للعاطلين من ابنائك ومع كل طلب وظيفة زهرة ياسمين.. في عام 1976اشتد الصراع بينناوبين السطلة والنظام نحن طلاب جامعة مصر اكتشفنا ان السادات يبيع مصر ( قال الفريق الشاذلي في قناة الجزيزةفي مذكراته عن حرب اكتوبر السادات باع دم الابطال والشهداء ببلاش واخطر شئ الكرامة.. خللي الجمسي ياخدالجاسوس الاسرائيلي في العربية ويسلمه لاسرائيل )..
قال عبد العال الحمامصي وهوكاتب يكبرنى ورجل يعطف على ويحبنى ويشجعنى : وقع علي هذا البيان ياسيد تأيدا للرئيس السادات وستحصل علي وظيفة صحفي في دار الهلال بدل ما انت صايع .. قلت له : لاقال : انت حر يا خويا سيد .. قررت الهجرة الي الكويت بدلا من الجلوس في ظل حكم رجل يبيع مصر ونادي بالانفتاح والانفشاح والانشكاح . عملت في الكويت في شركة رينو مترجما اترجم من العربية الي الانجليزية في مكتب مع هنديين الاول اسمه ماثيو والثاني اسمه فكتور والمدير فرنسي اسم رينيه كنت اتحدث مع الكوتيين واترجم لرينيه .. وذات صباح حيث استراحة الجراج والشركة اكتشفت ان ماثيو شاذ جنسيا جلس علي ( حجري ) وانا جالس علي المكتب وقال: قبلني .. تركت المكتب وهرعت الي الشارع.. يا الهي كم اخاف من الرجال الشواذ فكرياً فما بالك بالشواذ جنسياً .. لكن العالم مليئ بالشواذ جنسيا وفكريا .جلست في مقهي في الكويت مفلسا.. درجة الحرارة 45 , تحدثت في الهاتف مع احمد مطر الشاعر في مجلة صوت الخليج وسألته ان يقرضني اي مبلغاً فاعتذر وقال ربي معك ومعي .. ايها الاحمق لماذا هربت من احضان السادات الي احضان الغربة ولماذا هرب احمد مطر من احضان صدام الي احضان الغربة .احمق ويذكر ابن الجوزي عن ابي اسحاق قوله اذا بلغك ان غنياافتقر صدق واذا بلغك ان فقيرا استغني فصدق واذا بلغك ان حيا مات فصدق واذا بلغك ان احمق استفاد عقلا فلا تصدق!
ويذكر عن الأوزعي ايضا انه قال : بلغني انه قيل لعيسي بن مريم عليه السلام : ياروح الله انك تحي الموتي ؟قال نعم بإذن الله , قيل وتبرئ الاكمة ؟ قال نعم بإذن الله , قيل فما وراء الحمق؟ قال : هذا الذي أعياني ......والحمق- في رأي ابن الجوزي غريزة وطبع يصعب الشفاء منه ويستدل علي ذلك بحكايات كثيرة وكذلك ما يقوله بعض حكماء الشعراء :وعلاج الابد ان ايسر خطبا حيث تعتل من علاج العقول
قام الصحفي حمدين الصباحي بمظاهرة وكذلك الشاعر محمد عفيفي مطر ضد ضرب امريكا للعراق وقامت السلطات بالقبض عليهما وضرب عفيفي مطر وكسر انفه وكذلك حمدين الصباحي .. امريكا صاحبتنا وامريكا حبيبتنا وامريكا امنا وابونا وامريكا يا ويكا.قالت المرأة الفاتنة الخليجية التي قابلتها في مكتبة الدسمة ونحن علي الخليج في سيارتها : زوجي رجل شاذ جنسيا .. لذلك ابحث عن الحب معك.قلت لها : يا حبيبتي انه ذو منصب كبير ولو علم سوف يخرب بيتي .قالت : لا تخاف انه يعلم اني ابحث عن الحب مع رجل اخر .قلت : اطلبي الطلاق منه .قالت : لا يمكن لو طلقني سوف يشرد اهلي انه رجل امن مهم .الدولار في عهد عبد الناصر كان يساوي ريال وفي النكسة اصبح بسبعة وستون قرشا وفي عهد السادات اصبح الدولار بجنيهين وسبعين قرشا .. وفي عهدنا الدولار بسبعة جنيهات أو يزيد !!!!!!!يا ابني افهم الدنيا بتتغير يا حمار
الحماريوم 19/11/2003 ظهر علي شاشات القنوات ( العربية والجزيرة والفضائية المصرية وابو ظبي ) صورة حمار عجوز يجر عربة صغيرة للغاز تحولت الي منصة اطلاق صواريخ اوتوماتيك .. قام الفدائيون بتحريك العربة بالتعاون مع الحمار العجوز ولقد قام الحمار البطل بالتحرك بالعربة واطلقت الصواريخ من العربة علي فندق فلسطين في بغداد وعلي وزارة النفط التي بجوارها وتم القبض علي الحمار والعربة وظل الحمار في الشارع بجوار ثلاثة جنود امريكان قبضوا عليه ظل الحمار صامداً في كل اللقطات والمحطات .قام الحمار ببطولة لم يقم بها احد . هكذا قررت الحمير الانتقام من الامريكين .بينما قام البني ادمين بالانحناء والاستسلام .واولهم الزعماء والاغنياء والوسطاء والعملاء .. يا ليتني كنت حمارا صديقا لهذا الحمار وأهديته عقداً من الياسمين ولكنهل نحن يليق بنا بان نكون حميرا؟؟؟؟؟؟اشك في هذا يا صديقي .تمت الحكاية.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق