السبت، 6 يونيو 2009

حياة الفهد بطلة بعض اعمالى التلفزيونية

صورة بالكلمات
وشهادة للتاريخ

حيـاة الفهـد
بقلـم : السيد حافظ

هي سمراء كشمس الخليج
هي باسقة كأشجار النخيل الحجازي
صافية المساحة مثل الصحراء
ومعبره بالمشاعر كالمد والجذر في مياه الخليج
هي نهر من الأحاسيس مثل نهر دجلة والفرات والنيل
عندما تنظر إليها تقول هي أمي أو أختي أو زوجتي أو حبيبتي أو جارتي أو زميلتي
عاشت تجربة المسرح عشقا وبحثا عن اللامتناهي في أعماقها
ورغم ان التيار المحافظ في الكويت تجاه عمل المرأة في الفن كان متشددا في عدم مشاركة المرأة في المسرح أو التليفزيون أو السينما أو الإذاعة أو أي وسيلة إعلامية .. فقد تحدت هذا العالم الدراماتيكي وكانت تملك تطلعات جديدة واهتمامات بهذا الفن الذي يغزو الكويت سواء كان أكاديميا عن طريق زكي طليمات أو الفن المسرحي الشعبي التلقائي عن طريق محمد النشمي وفرقة المسرح الشعبي والتي كانت تقدم عروضها في مناطق مختلفة .
فالفنانة حياة الفهد من مواليد 1948 من الكويت ، من حي منطقة شرق في الكويت ، هذا الحي العريق المعبق بتاريخ الكويت .. وعن حياتها تقول حياة الفهد " كنا أربعة أشقاء ،ثلاث بنات وولد .. وكان ترتيبي الثالثة ..كنت خجولة ، منطوية علي نفسي ،لا أحب اللهو كسائر الأطفال ، ووالدي يدعي أحمد وكان رجلاً ضريراً أصيب بالعمي حينما كان عمره ثماني سنوات بسبب مرض الجدري وكان رحمه الله حافظاً للقرآن ، وعين مؤذناً وقارئاً للقرآن في وزارة الأوقاف ، وتحتفظ إذاعة الكويت بتسجيلات بصوته .. ولكن لم تدم حياتنا العائلية طويلاً فقد انفصل والدي عن والدتي وانتقلنا للعيش في منطقة المرقاب بجوار منزل خالتي ولذلك حرمنا من التعليم فأنا لم أتجاوز الصف الأول الابتدائي، وربما كانت للطفولة وذكرياتها المميزة لكنني لا أحمل شيئاً من هذا لأنني لم أكمل تعليمي وجلست في البيت ، إلا أن البقاء بالبيت طول اليوم جعلني أصاب بالإكتئاب فحاولت أن أسلي نفسي وفجأة وجدت نفسي مغرقة بمتابعة السينما والتليفزيون وأخبار الممثلين والمطربات وكنت أذهب أسبوعياً إلي سينما الحمراء والفردوس وحولي الصيفي ، وقد كونت علاقات بيني وبين ما أشاهد وكنت أشاهد المجلات وأحاول أن أعرف ماذا يكتب عن الممثلين؟ مما دفعني لتعلم القراءة والكتابة وتولد لدي حينها تحد غريب .. فاستعنت بشقيقي يوسف وابنة الجيران وطلبت منهما أن يعلماني القراءة والكتابة ، وما أن وضعاني علي أول الطريق حتى بدأت أشق طريقي بنفسي فقد كنت أكتب طوال اليوم من أجل تحسين خطي .. وحينما أنشئ معهد الفتيات لتعليمهن القراءة والكتابة والطبخ والخياطة لم أفوت هذه الفرصة والتحقت علي الفور ، وبدأت حياتي الفنية عام 1962 " (1)
لقد اجتاحت روح الفن حياة حياة الفهد وجرت وراء الفن . لم يكن الجري وراء الفن من أجل المال بل من أجل المتعة والشعور بالخلاص . وقد عاشت هي في عصر هؤلاء المتحمسين للحركة الفنية من أجل الإحساس بالإخلاص لهذا الفن ورغم احتجاج تيارات تقليدية . داست علي الاحتجاجات الاجتماعية وعلي وجود المرأة بين الرجال في الوسط الفني الا انه سرعان ما صفق لها المجتمع بما فيهم الذين هاجموها .
داست بأقدمها الأقاويل والهمسات و أثبتت حق المرأة الفنانة في المعاملة علي قدم المساواة مع الفنانين الرجال .
انتصرت بإرادتها وشاركت مع النشمي .. وعندما بدأ صقر الرشود أعماله المسرحية شاركت معه هذه الموهبة الفطرية العبقرية وأخذت تتألق .
كان حافزها للتوسع كبير في العمل التلفزيوني والمسرحي والإذاعي وكانت انطلاقتها الخروج من القوقعة وخرجت من الأستوديو الضيق في الإذاعة الي الأستوديو الكبير في التليفزيون ..
تتميز حياة الفهد في أدائها ب :
ـ البساطة
ـ التلقائية
ـ رد الفعل ( Re action )
ـ الملاحظة لتصرفات الشخصية التي تؤديها وتحليلها
هي من مدرسة الياكازان في الأداء مع انها لم تدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية ولا في أوربا .. انها أداء ونغم في حالة سكون .
كل عظيم وجميل استطاعت العبقرية الخليجية إبداعه في التمثيل .. كانت حياة الفهد " رقما من أرقامه الأولي ..وسط من بداياته .
يقولون عنها فاتن حمامة الكويت والخليج .. ويقول الناقد الكبير عبد الغني داود في كتابه ( مدارس الأداء التمثيلي في تاريخ السينما المصرية ) إن فاتن حمامة مدرسة في الأداء .. اعتنقت ( فاتن ) ما تسمية المنهج الطبيعي في الأداء الذي لا يخلو من جماليات ذات تأثير عاطفي وتقرر فاتن ذلك مؤكدة ( عندما اشعر إن المشهد يفتقد النبرة الطبيعية انزعج جدا ) وتصف التمثيل الجيد بأنه طبيعي وتصرح بانها كانت تبذل جهدها لتقريب الأداء من الطبيعي .. من اليومي )
وقامت بدور الفتاه المظلومة والمغلوبة علي آمرها والتي تقسو عليها الظروف لكن في تنويعات مختلفة علي ملامح الدور الذي احبها الجمهور فيه وكأنه يجد نفسه ويتوحد معها لانها تعزف علي نفس نغمات الشكوي والأنين والظلم الذي يعانيه المتلقي ولا يملك الا ان يبوح به .. لينتهي كلام عبد الغني داود ..
ان نفس الإشكالية تجدها في أداء حياه الفهد فهي قد لعبت دور الفتاه المظلومة والأم المظلومة وأحبها الناس علي ذلك كثيرا ولكنها ايضا نجحت في دور المرأة الظالمة والقادرة والتي قد يكرها الجمهور .
حياة الفهد ولدت وعاشت وظهرت موهبتها في بلد صغير المساحة صغير الحجم صغير في عدد سكانه ومن هنا القي هذا بظلاله عليها .. لم نلتقي الا في عملين .. مسلسل 15 حلقة .. وسهرة تلفزيونية من تأليفي وإخراج محمد السيد عيسي ويوسف حموده .
وقد أطلق البعض عليها ايضا أمينة رزق الخليج .. وأنا أقول أن عبقرية وأداء حياة الفهد هرم صغير لا ينقصه شئ ولا يعيبه بل هو جزء من هرم الفن الكبير الذي يشكل قمة حضارة الأمة .. فيمكنني أن أشبهها بعبقرية كريمة مختار في الأمومة وجنون يسرا وكوميديا سهير البابلي .. انها مزيج من هؤلاء كون ما يسمي أداء حياة الفهد في حياتنا الفنية والمسرحية والتليفزيونية ..
لقد اكتشفت عبقرية الأداء الطبيعي ..
أما السبب الثاني في عدم ظهور عبقرية حياه الفهد في التمثيل علي مستوي مصر والتي تمثل قلعة الفنون وعاصمة الفن العربي ربما يرجع الي انغماسها في اللون المحلي .. الأعمال المحلية والأعمال المحلية عادة ما تكون محصورة في الخليج وهذه المحلية لها مشكله أخرى لأنها ابتعدت في 99 من أعمالها عن اللغة العربية الفصحى .. قد يقول قائل ان المحليه طريق الي العالمية وأنا أقول المحلية هنا " هي اللغة الفصحى " ورغم ان حياة الفهد قد سجنت نفسها وموهبتها في الأعمال المحلية وباللهجة المحلية الا انها كانت دائما سفيرة
· سفيرة الفن
هي سفيرة فوق العادة .. كانت تونس كلها تنتظر مسلسل " خالتي قماشة " الكل ينتظر حياة الفهد .. تخلو شوارع تونس من المارة .. كنت هناك وشاهدت هذا كانت عبقرية المرحوم طارق عثمان المؤلف وعبقرية حياة الفهد في الأداء هي التي جعلت أهل تونس يحبون اللهجة الخليجية .
أحيانا ما يكتب النقاد عن الفنانين بطرق يزيفون فيها التاريخ الحقيقي مما يسبب الأضرار ويصدقه أغلب الناس لأن الناس تحب الفنانين وتحب أن تعرف أسرارهم وأفكارهم وخصوصياتهم وحياتهم وأحيانا تحب الحصول علي معلومات وبيانات عن الشخصية من أحد المقربين منه . ان الممثل بالنسبة للمشاهد هو " مقدس من السماء " ويحاول أن يقرب الممثل من الأرض ويجعله في مصاف البشر المنحرفين وهما في كلتا الحالتين أشبه بحاله تشبه الانتحار اذ يستخدم فريق النقاد الذي يشبه الفنان بأنه ملاك أو نبي أو رسول كل أسلحته وهناك من يقوم بالادعاء بجرأة ليهز الضمير الجمعي للمجتمع ويصدمهم في هذا ولكن الموضوعية عادة ما تغيب ..
إن الحقيقة ان الفنان تعبير رمزي عن المجتمع . ليس اكثر ولا أقل من مشخص فهو لا يطلق كلاما من عنده بل يجسد شخصيات يقوم بها مؤلف مفكر وينجح في حمل الرسالة فيقنع الجمهور بصدقه ومصداقيته .
انه يملك الخيال القوي الخيالية وهي قوي خطيرة . انه قد يحمي أخلاق الناس أو يفسدها والمجتمع ينظر له دائما ويتحسب ويتابع ويتفحص تصرفاته .
لقد نجحت حياة الفهد الإنسانية البسيطة والرقيقة أن تكون سفيره فن لبلدها وللخليج من دون اي حسابات تصنيفية دون تنظيم مسبق .. لقد وصلت بأدائها الصادق الي البدو.. القبائل البدوية في الخليج والي الأسر العربية الوافدة والي عواصم الدول العربية في الأردن وتونس .. الريف والحضر .. البدو والمدينة عواصم عربية في شمال أفريقيا .. انها تنطلق بصدقها دون أن تدري أفضل من أي كتاب أو جريدة أو إعلان ..
انها سفيره لبلادها في الفن دون إذن من أحد ودون تكليف .. أن الفنان الحقيقي عادة ما يمثل مكانته الفريدة من إنجازاته انه يملك عقله الملهم المحب للاستطلاع انها كرست نفسها للإبداع وكانت مجردة من الأنانية وأصبحت لها مكانه بحكم عبقرية الأداء البسيط الصادق السهل الممتنع .. وكأنها تعزف علي بيانو .. أن الفنان دائما عبدا لشهرته وإلها صغيرا من آلهة الاولمب بالنسبة للجمهور .
الكيمياء الفنية بين حياة الفهد وسعاد عبد الله
بين كل ممثل وممثل كيمياء أو تنافر في الأداء .. وبين المخرج والممثل اما توجد كيمياء أو تنافر ونفس الشئ مع الكاتب والمخرج .. ان كيمياء العمل الفني هي المحرك الأساسي ويدرك العظماء المبدعون عادة روح الفنان مع الفنان الأخر .. مما يؤسف أن نبضات العصر الحالي والصراعات بين الفنانين جعلت اختفاء " كيمياء الأداء " لكن سعاد عبد الله النجمة المعروفة مع العملاقة وحياة الفهد شكلا كيمياء فالأداء و لغة للفهم ساعدت شعبية النجمتين لدي الجمهور علي اعتقاد النقاد ان هذه حاله إبداع واحدة ( حياة + سعاد )
ماذا يجمع بين النجمتين من صفات في الأداء المشترك ؟
1ـ استلام الجملة من نفس الطبقة الصوتية
2ـ رد الفعل المتوازي ( Reaction )
3ـ الاستجابة السريعة لرد الفعل
4ـ القدرة علي المبادرة والخلق من خلال النص و الموقف والشخصية
5ـ الإحساس بالإيقاع في صعوده و هبوطه
6ـ تقمص روح الشخصيتين بأمانة ووضع صورة خارجية ومكياج داخلي مما يجعل المتفرج يهرب الي حالة من الوهم المثير والهروب لعالم جميل من خداع الفن الواقع المحسوس .. و تتميز حياة الفهد مع سعاد عبد الله بسمات مشتركة كثيرة لكن أهم هذه السمات خلو سيرة حياة الفنانتين من إشاعات الوسط الفني والمغامرات العشوائية والقيل و القال .
لقد تفجرت موهبة حياه الفهد وسط مجموعة من المسرحيين المبدعيين أصحاب الأفكار والغايات ونما لديها إحساس بنغم المسرح والقدرة الأستشفافيه ووجدت نفسها محاطة بعبقرية الأداء من خالد النفسي ـ عبد الحسين عبد الرضا ـ سعد الفرج ـ علي المفيدي ـ إبراهيم الصلال ـ غانم الصالح ـ محمد المنصورـ مريم الصالح ـ مريم الغضبان ـ ( صقر الرشود مخرجا ) ( فؤاد الشطي مخرجا ) ( عبد العزيز السريع مؤلفا ) لائحة كبيرة وكثيرة .
كان الحماس يدب في المسرح الكويتي كانت حياة الفهد ذكية صادقة للغاية وأمينة مع نفسها ومع الآخرين ..
وعندما تدخل الي الأستوديو تدخل في هدوء دون ضجيج مفتعل يصنعه عادة بعض النجوم .. لا تحب الهيمنة علي المسلسل ولا تحب التمرد علي المنتج واستغلال لحظة ضعفه أثناء العمل بأن تطلب آجرا إضافيا أو كوافير معينا أو شروط أخري يطلبها النجوم .. انها تميل الي الاعتدال متغلغلة في كل صغيرة من فنها ونجحت في خلق العديد من النجاحات نظرا لشهامتها والمنافسة الشريفة
حياة الفهد المنتجة
كونت حياة الفهد شركة إنتاج مع المنتج الفنان سالم الفقعان وكانت شركة
" المراويس " للإنتاج الفني وكان مقرها السالمة وبدأت التجربة معه وكانت سهرة للمؤلف العبقري طارق عثمان الذي عاش حياه صعبه وحرجه في هذا الوقت مع النقابة .. لكن حياة الفهد بخبرتها وقدرتها علي التذوق والمغامرة والمخاطرة عرفت بحسها أنها أمام كاتب كبير وموهبة كبيرة رغم ان رقابة التلفزيون كتبت عنه لا يصلح وضعيف جدا .. وأنتجت السهرة وذهب طارق عثمان الي السيدة العظيمة عواطف البدر التي تبنت هذه العبقرية وقدمت أول مسلسل لهذا الكاتب العبقري ( الي أبي و أمي مع التحية ) وكانت الضجة الكبرى التي أثارها المسلسل نقطة تحول في الدراما الكويتية . ثم كتب الي حياة الفهد مسلسل ( الدكتور ) المأخوذ عن مسرحية لكاتب يوغسلافي فإنها مست الواقع الخليجي عامة والكويتي خاصة بما تعالجه من مشاكل وقد تلقت حياة الفهد مدائح كثيرة واهتماما بإنتاجها المتميز .. ولم تقيد نفسها بعجلة الإنتاج والبحث واللهاث وراء المال انها تعشق الحرية والتجديد والتمثيل يتيح لها هذا دون استخدام مفاتيح الخزائن والمال والأرقام في عملية الإنتاج .
وكان ولا بد من أن تستقل حياة الفهد عن سالم الفقعان فقد كثرت الشكوي من أسلوب سالم الفقعان في عملية الإنتاج ليس لانه لا يفي بالتزاماته بل كان يفي بالتزاماته ولكن بمبالغ تعتبر بالنسبة له شطارة منتج وبالنسبة للفنانين والمتعاونين معه (مكره أخوك لا بطل) ذلك للحاجة المادية وكان يعطيهم آجراً أقل من أجورهم في التليفزيون لكن قلب سالم الفقعان الطيب وابتسامته الطفولية وروحه المرحة كانت تمسح دموع وأوجاع الفنانين الذين يتعاملون معه وهو أسلوب استخدمه أنور وجدي في كل إنتاجه كان لا يدفع الا الفتات من المال ولكن ضحكته ومرحه وطيبة قلبه كانت تجعل الفنانين يتغاضون عن حقوقهم .
ان الفنانة حياة الفهد استقلت بشركتها وأخذت معها النجم الكوميدي الرائع خليل إسماعيل .. وخليل إسماعيل صاحب أطيب قلب في الوسط ونجم الصفوف الثانية والثالثة لكنه رائع دائما
وانطلقت حياة الفهد مع خليل إسماعيل وأصبحت للشركة إنتاجها وهي مع ذلك لا تألوا جهدا ولا تتوانى عن تقديم كل ما هو جميل ورائع ومقيد للجمهور
حياة الفهد
وقد حصلت حياة الفهد علي العديد من الجوائز وشهادات التقدير ، وكان أولها في مهرجان المسرح بالبحرين عام 1983 ، وفي عام 1995 ، وفي يوم المسرح العالمي بالكويت في الثمانينات ، وأخيراً حصلت علي تكريم في مهرجان الرواد في مهرجان القاهرة كرائدة من رواد المسرح الخليجي عام 2000 .
فهي علم من أعلام المسرح والتليفزيون و السينما في الكويت وهي قيمة فنية عالمية .. نادرا من ما يجود الزمان بمثلها الا كل قرن من الزمان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة الكويت- العدد 206- صفحة 95- أجرت الحوار (حنان حجاج)




Email: elsayedhafez@hotmail.com
السيد حافظ



الكاتب : السيد حافظ علي رجب
العنوان : 12 شارع طارق يحي عبد الغني – التعاون – الهرم – الجيزة – جمهورية مصر العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق